هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

للقلبِ أمنيةٌ إذا أدركتُها
سكبَ الهناءُ إناهُ في وجداني

يا ربّ قُل للأمنياتِ تحقّقي
واروي فؤاد المتعبِ الظمآنِ

....

وهو الكريمُ إذا أراد سقايتي
‏جعل السَّماء وأرضه لي زمزمَا

‏أدعوه دعوة قانطٍ من غيرهِ
‏وسألته الماء المَعين على الظَّمَا

‏في خاطري ياربّ مسألةٌ إذا
‏تمَّمتها أو لا ستبقى الرَّاحمَا

....

لَنَا جُلَسَاءُ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ
أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونُ غَيْبًا وَمَشْهَدَا

يُفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمَ مَا مَضَى
وَعَقْلًا وَتَأْدِيبًا وَرَأْيًا مُسَدَّدَا

بِلَا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلَا سُوءِ عِشْرَةٍ
وَلَا يُتَّقَى مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا

فَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَلَا أَنْتَ كَاذِبٌ
وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ مُفَنَّدَا

....

وكَمْ أهْوى الصَّباحَ إذا تَرامى
شُعاعُ الشّمسِ كَالتِّبْر الـمُسالِ

كَأنّ النُّورَ يُخبِــرُنا أن اغْدَوا
وسيحُوا في بَساتينِ الجَــمالِ

وحَيُّوا كُلَّ زاهِـــرةٍ أفاقَـــتْ
تُناغي الطّلّ مِن فَرطِ الدّلالِ

....

أُحِبُّ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ جُهْدِي
‏ وأَكْرَهُ أَنْ أَعِيبَ وأَنْ أُعَابَا

‏وَأَصْفَحُ عَنْ سِبَابِ النَّاسِ حِلْمًا
‏وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ يَهْوَى السِّبَابَا

....

صوني جمالك بالحجاب الأجوَدِ
ونقابُ وجٍه يا فتـاتي فَـ ارتدِي

فَلتسـتحي إنَّ الحيـــاءَ أنــوثـةٌ
من دونـهِ لن تهتـدِي لن ترشدِي

قـد يصنـعُ الصُنّــاعُ ورداً زائفــاً
لكنّــهُ يـا وردتي صنـــعُ اليـــدِ

قـد فقــتِ شمسَ الكــونِ حسنـاً ظاهراً
ظلٌّ ونورٌ في مكانٍ واحدِ

....

مطرٌ يُثيرُ الشوقَ في أرواحِنا
‏ويُعِيدُ أفراحَ الطفولةِ فِينا

‏وكأن أَصداءَ الهُطولِ أناملٌ
‏بالبابِ تَطرُقُ لهفةً وحَنِينا

....

ويجرحُ قلبَ الحُرِّ خُذلانُ صاحبٍ
‏وقد ظنّ كلّ الظنِّ أن ليسَ يخذلُه

ما كُنتُ أحسَبهُم يَرجونَ لِي أَلمًا
لَكِن رَمَوني بِسَهمٍ هَدَّ أَركَاني

تالله ما أبكى الفؤاد رحيله
بل حُسن ظني أنه لا يفعلُ

‏فقلُوبهم بعدَ الوداد تغيّرَت
مَا كنتُ أحسبُ أنَّها تَتغيرُ

....

قاليحيى بن أكثم :
ذكرتلأحمد بن حنبل يومًا بعض
إخواننا وتغيرهم علينا
فأنشأ أبو عبد الله يقول :

وَلَيسَ خَليلي بِالمَلولِ وَلا الَّذي
إِذا غبتُ عَنهُ باعَني بِخَليلِ

وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ
وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ


الآداب الشرعية لابن مفلح (٢٣٨/٢)

قالوا في الوفاء:

أنا الوفيُّ الذي ما زال محتفظاً
بالذكريات التي كانت تُعَنِّيهِ

وفَيتُ حتى لحُزني يومَ صاحبَني
فلو تَرَحّلَ عني قمتُ أَبْكيهِ

....