هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏إنَّ ذاكَ الصدودَ مِن غيرِ جُرمٍ
لم يدعْ فيَّ مَطمَعًا بالوِصالِ

أحسِنوا في فعالِكم أو أسيئوا
لا عَدِمْناكُم على كلِّ حالِ

....

وأرى بشارات السماءِ قريبةً
إنَّ الشدائِدَ بَعدهُنّ رخَاءُ

فغدًا سيرتحلُ الظلامُ وينجلي
ويُشِعُّ مِن بينِ الضلوعِ ضِياءُ

واللهِ لن أخشى الحياةَ وضِيقَها
ما دامَ لي فوقَ السماءِ رجاءُ

ما بين آمالي إلى تحقيقِها
صِدقُ اليقينِ وسَجدةٌ ودعاءُ

....

‏وعشتُ إلى زمانٍ صار فيهِ
لئيمُ الطبعِ محترَمَ الجنابِ

وأُلبِستِ الكرامُ ثيابَ ذُلٍّ
وضاعت هيبةُ الرجلِ المُهابِ

فماذا يا زمانُ عسى تُرينا
وقد قُلِبتْ موازين الحسابِ

فما أخشاهُ أن نُدعَى لقُبْحٍ
ونُشتَم إن أنِفْنا مِن مُعابِ

.....

يا سارقي طوعا ملكتَ جوارحي
وكأنني أَهديتُ من أَهداني

بتَّ الحياةَ برغم قتل إرادتي
وقَصاصُها أُبقيك في شرياني

وغدوتَ نفسي مذ نثرتَ بها الهوى
ياحظ نفسي بالهوى والجاني

يا بعد عمري كيف تجهلُ حالتي
أوَلستَ تملكُ في يديك كياني

أولستَ تدري ما غدوتُ وما غدا
كلُّ الذي بي مذ هواك أتاني

عجبي من الحال التي نحيا بها
لايكرهُ المجني عليه الجاني

عجبي نطقتُ بما طويتُ وكم أنا
حمّلتُ عيني ما أعلَّ لساني

....

‏تَخلَّلتَني حتى وجدتُكَ ذاتي
‏فكيفَ إذنْ أفنى وأنتَ حياتي

‏زرعتُكَ في جنبيَّ غصن محبةٍ
‏وها أنت نايٌ مرهفُ النغَماتِ

‏وحَسْبُكَ من حُبي بأن أضالعي
‏ترى كُلَّ جرحٍ منك كالقُبُلاتِ

....

ولقد ذكرتُك والغيابُ كأنهُ
سهمٌ يُمزِقُ أضلُعَ المُشتاقِ

ولرُبَّما أرجُو اللِقاء ولم يكن
إلاّ البُكاء و كثرة الأشواقِ

أقبِل وزُرني في المنَامِ فإنَّما
يحتاجُ قلبي رؤية الإشراقِ

....

‏بربكِ من سيكفيني حنينا
ويسرع حين أرجوه عناقا

ومن يوما سيمسح فوق رأسي
يُسكن خافقا ضجّ اشتياقا

لئن زعموا الغياب يفيد صبّا
لقد كذبوا فقد زدت اختناقا

أداري لوعتي عنكِ وإني
برغم تصبري أذوي احتراقا

....

أبصرتها في سرير الكرم جالسة
بين الدوالي وللأطيار تغريد

كأنها البدر والأوراق هالتها
وحولها كالثريات العناقيد

فأمسكت عودها الملقى بجانبها
فحركته فقلت اهتز يا عود

وأرسلت نغما عذبا حن له
قلبي المعذب واهتزت له البيد

وأسكتت كل طير عن تلاوته
وكان للطير ترجيع وترديد


....

‏أبكيتَ قلبي بـعدما أبكيتَني
وأضعتَ عمري بعدما ضيّعتني

يا مَن على شطِّ الفراتِ نسيتني
وتركتَ جرحي نازفا وتركتني

إني وهبتُكَ مِن رحيقي شهدَه
ومن اشتهائي للقليلِ حرمتني

أجتازُ نهرَ الحزنِ وحدي بعدما
أطعمتني أمواجه وغدرتني

ربي دعوتُ بأنْ يردّكَ خائباً
يا مَن فؤاداً ذاب فيكَ سلبتني

ورجوتُ ربي أنْ يذيقكَ لوعةً
تُنسيكَ نفسَك مثلما لوعتني

آذارُ* مني صاغ أشهى وردةٍ
فأتيتني باسم الهوى وقطفتني

أجريت دمعي في خدودي جمرةً
فبأي ذنبٍ يا ظلومُ سلوتني

أنا لم أخُنْ عهدَ المحبةِ عندما
أيقنتُ أنكَ دون ذنبٍ خنتني

ولقد سقيتكَ من قصيدي شهدَه
فملأتَ كأسي من دمي وسقيتَني

ألقمْتني يَمَّ الغرامِ مُكبلاً
مِن بعد ما أوهمتني واسرتني

واللهِ ما أوجعتُ قلبَكَ مَرّةً
يا من بكل شديدةٍ أوجعتني

أودعتُ قلبي في يديك أمانة
فحرقتَه بالهجرِ ثم حرقتني

قد كنتُ في عالي الجنان مُدلّلا
وإلى جهنمَ قدتني وقذفتني

أطعمتُ ثغركَ طيباً من طيبٍ
فعلام من خبزِ الضنى أطعمتني

أتقولُ إني قد جرحتكَ عندما
أعلنتَ أني قد أفرُّ فخنتني

وأتيتني بالسيف يوم أتيتني
ومن الوريد إلى الوريدِ ذبحتني

يا مَن جرعتُ ومن يديه زعافَه
قسماً ستجرعُ ضعفَ ما جَرَّعتن

....

‏لا تَتَّبِع سُبُلَ السفاهَةِ وَالخَنا
إِنَّ السفيهَ معنَّفٌ مَشتومُ

وَأَقِم لِمَن صافيتَ وَجهاً واحِداً
وَخَليقَةً إِنَّ الكَريمَ قَؤومُ

لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتأتيَ مِثلَهُ
عارٌ عَلَيكَ إِذا فعلتَ عَظيمُ

....