هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أبليتني بالعشقِ ثم تركتني
وأذقتني حلو الهوى فقتلتني

ووهبتني قلبًا يفيضُ تعطّفًا
بضعًا من الأيام ثم قهرتَني

تقسو عليّ ولستُ أعلمُ غلطتي
أو غلطتي أنّي بِذُلّي أنحني

أنّي رميت القلب صبًا مذعنًا
بل خاضعًا يرجو الرضى لاينثَني

وحفرتُ في الأحشاء حرفك غائرًا
وجعلت حرفك في الصبابة موطني

قتلتني أتلفت عمراً أن بقي
وبمهمة النسيان ثم قبرتني

أدعو عليك دعاء كل متيم
يبليك ربى مثلمآ أبليتني

....

وإذا التقينا والعيون روامق
صمت اللسان وطرفها يتكلم

تشكو فأفهم ما تقول بطرفها
ويرد طرفي مثل ذاك فتفهم

بشار بن برد

والصبح بعد سكون الليل يخبرنا
أن البشائر في الآفاق مرتسمة

لطالما نامت الأرواح في قلق
فاستيقظت تنفض الأحزان مبتسمة

....

ألا لعنات رب العلمينا
على حِزب الروافـض أجمعينا

يَسبون الصّحابة خَير قرنٍ
بسب الصّحب هم يَتديَّنونا

بَرئت من الرَّوافـض لَستُ مِنهُم
شرار الخَلق قومٌ مُجرمونا

....

ستُمطرنَا البشائرُ ذاتَ يومٍ
ويُعظِمُ ربُّنا للصَّبرِ أجرَا

نُأمِّلُ باللَّطيفِ ظُنونَ خيرٍ
ونُوقنُ أنَّ بَعدَ العُسرِ يُسرَا

فما خَابت قُلوبٌ في عَظيمٍ
وما رجَعَ الدُّعَا والكفُّ صِفرَا

....

‏إنَّ الجـروحَ تـعـمَّـقـت بـقـلـوبِـنَـا
والخطبُ ملحٌ رُشَّ فوقَ دمـاها

ربَّـاه أكـرمـنـا بـيُـسرٍ عـاجـلٍ
واجعل سرورَ نفوسِنا تقواها

....

ياغُرْبةَ الروحِ ماحُزْني بِمُنْقَطِعٍ
لا الدارُ داري ولا الجيرانُ جيراني

إنْ لَقّبوني رهينَ الغُرْبتَيْنِ فقد
واللهِ كنتُ أنا المجنيَّ لا الجاني

يا غُربةَ الروحِ إنْ يبكوا عليَّ فما
يُجْدي البكاءُ على أطلالِ إنسانِ

....

أُخفِي الهَوَى وَمَدَامِعِي تُبْدِيهِ
وَأُمِيتُهُ وَصَبَابَتِي تُحْيِيهِ

وَمُعَذِّبِي حُلْوُ الشَّمَائِلِ أَهْيَفٌ
قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ

فكأنهُ فِي الحُسْنِ صُورَةُ يوسفٍ
وكأنني فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ

....

‏لَو أنَّ لِي سَبعِينَ قَلبًا نَابِضًا
بِالحُبِّ كَانَت كُلُّهَا تَهوَاكَا

أو أنَّ لِي سَبعِينَ رُوحًا يَاحَبِيبِ
جَعَلتُهَا لَو أستَطِيعُ فِدَاكَا

لَٰكِن قَضَىٰ اللهُ الحَكِيمُ فِرَاقَنَا
وقَضَيتُ أنَّ القَلبَ لَن يَنسَاكَا

فَمُنَايَ فِي هَٰذِي الحَيَاةِ مَنِيَّتِي
ومُنَايَ يَومَ الحَشرِ أن ألقَاكَا

....

اخترتُ نفسي والنفوسُ عزيزةٌ
‏أنا لا أعيشُ العمرَ دون خيارِ

‏لك أن تغيب لن أموت بغربةٍ
‏فالأرض أرضي والمدارُ مداري

‏لك أن تجفّ لن أموت من الظما
‏انا من جرت فوق الثرى أنهاري

‏لك أن تهبّ لن أطيح فداخلي
‏جبلٌ وريحُ الحبِ محض غبارِ

....