هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لاَتُنْكِرِ البَاطِنَ في طَوْرِهِ
فَإِنَّهُ بَعْضُ ظُهُورَاتِهِ

وَأَعْطِهِ مِنْكَ بِمِقْدَارِهِ
حَتَّى تُوَفِّي حَقَّ إِثْبَاتِهِ

وَأظهِرهُ في ذَاتِكِ مُسْتَكْمِلاً
خَشْيَةَ أَنْ تَظْهَرَ فِي ذَاتِهِ


العفيف

لَكَ طَرْفي حِمَىً وَقَلْبِيَ بَيْتُ
فِيهِمَا عَهْدَكَ القَدِيمَ خَبَيْتُ

وَمِنَ السُّكْرِ مَا صَحَوْتُ وَكَلاً
كَيْفَ أَصْحُو وَمِنْ لَمَاكَ أنَتَشيْتُ

بَسَطَ العَاذِلُونَ فِيكَ مَلاَمِي
وَبِسَاطَ القَبُولِ عَنْهُمْ طَوَيْتُ

كَيْفَ يَنْوي السُّلُوَ عَنْكَ المُعَنَّى
يَا مُنَى القَلْبِ وَهْوَ في الحَيِّ مَيْتُ

وَضَلاَلُ عَنْ مِثْلِ حُسْنِكَ صَبْرِي
وَلِقَلْبِي الهَنَا فَإنِّي اهْتَدَيْتُ

بكَ يَا كَعْبَةَ الهَوَى طَافَ قَلْبِي
وَبَداَ بَارِقُ الصَّفَا فَسَعَيْتُ


العفيف

وإنَّك أدرى الناس فيما أريده
وأعلمهم فيما له أنا طالبُ

وكيف وهل يخفى وعلمك سابق
بمطلبي الأسنى وفكرك ثاقبُ

فلا زلتَ طلاَّع الثنايا ولم تزلْ
تطالعني منك النجوم الغواربُ


عبدالغفار

بلغتُ بحمد الله ما أنا طالبُ
زماناً وهنَّتني لديكَ المطالبُ

فأصبحتُ لا أرجو سوى ما رجوتهُ
مراماً وما لي في سواكَ مآربُ

وقد كنت من غيظي على الدهر عاتباً
فما أنا في شيءٍ على الدهر عاتبُ

لئن كانَ قبلَ اليوم والأمس مُذنباً
فقد جاءَني من ذنبه وهو تائبُ

وجدتُ بك الأيام مولاي طلقةً
وسالمني فيك الزمان المحاربُ

وقد شِمتُ من جدواكَ لي كلَّ بارقٍ
ونوؤك مرجوٌّ وغيثُك ساكبُ


عبدالغفار

وبعض الجود منقصةٌ وذمٌّ
وجودكَ لم يزلْ عزًّا ومجدا

بروحي منك أبيضُ مشرفيٌّ
وأمضى من شفير السيف حدَّا

يضيءُ ضياءَ منصلتٍ صقيلٍ
تجرَّد من قرابٍ أو تَبَدا

وإنِّي قد عَرَفتُ الناس طرًّا
ولم أعرف له في الناسِ نِدَّا


عبدالغفار

سأترك للنياق بكلِّ أرضٍ
ذميلاً من توقُّصِها ووخدا

كما لابن الجميل أبي جميل
نياق مطالب الرَّاجين تحدى

فتبلغ مقصداً وتنال عزًّا
كريم لو يفتني منه قصدا

فكم يولي الجميل أبو جميلٍ
ونوليه به شكراً وحمدا


عبدالغفار

وعُجنا العيس عن نجدٍ حثيثاً
وخلَّفنا وراء العيس نجدا

فروَّينا منازلَ دارساتٍ
بها صرف النوى أزرى وأودى

بواعث لوعةٍ ودموع عينٍ
أمدَّ العينَ منها ما أمدَّا

لئنْ خُلِقَتْ منازلنا فإنِّي
رأيت الوجدَ فيها مستجدَّا

ملكتُ وقوف جانحةٍ إليها
ولم أملِكْ لهذا الدمع ردَّا


عبدالغفار

وميضُ البرق هيَّج منك وجدا
فكدت تظنُّه من ثغرِ سعدى

ألمَّ بنا بجنحِ الليل وهناً
كما جرّدت من سيف فرندا

توقَّد في حشا الظلماء حتَّى
وجَدنَا منه في الأحشاء وقدا

وجدَّ بنا الهوى من بعد هزلٍ
وكم هزل الهوى يوماً فجدَّ


عبدالغفار

قفا بي على رسم لميَّة دارس
لكي تعلما من لوعَتي ما جهلتما

وإنْ لم تساعدني الجفونُ على البكا
بآثار ميٍّ فاسعداني أنتما

بعيشكما إنْ تبصراني برامة
فلنْ تبصرا إلاَّ فؤاداً متيَّما

وممَّا شجاني في الدجنة بارق
بكيت له من لوعتي فتبسَّما

سرى موهناً والليل كالفرع فاحم
فقلتُ أهذا ثغر سعدى توهما

وأورى حشا الظلماء كالوجد في الحشا
وكالقلب يا ظمياء لمَّا تضرَّما

وشوَّقني ثغراً ظمئتُ لوردِه
وهل أَشتكي إلاَّ إلى ورده الظما

شربتُ الحميَّا واللمى منه مرَّةً
فلم أدرِ ما فرق الحميَّا من اللمى

وعيشاً سلبناه بأسنمة النقا
وما كانَ ذاكَ العيش إلاَّ منمنما

رعى اللهُ أحباباً رعينا عهودهم
وعهداً وصلناه ولكن تصرَّما



عبدالغفار

لك الخير شأنُ الجفن يحرسُ عينَه
وهذا بعين الله يحرس دائماً

تبيتُ له خمسُ الثريا مُعيذةً
تُقلِّدُه زُهرُ النجوم تمائما

فيا جفنُ لا تنفك في الحفظ دائما
وإن كنتَ في لجٍ من البحر عائما


عبدالغفار