هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

دهاني من رحيلك ضَعفُ قلبٍ
‏ودمعٌ لم يفارق جفن عيني

‏فبُعدي عنك جرحٌ في الحنايا
‏وقد كانت رحابك تحتويني

‏جميلُ الأمسِ باتَ اليوم ذكرى
‏تسلّينا على مُرّ الحنينِ

‏حزينٌ للمسافةِ في خُطانا
‏بلا دربٍ لجمعِ الخطوتينِ

....

ما كانَ البُعدُ زُهدًا بينَنا
وكـيفَ أزهدُ فيكَ وأنتَ أنا

ولكنّها الأقدارُ خطّت أمرَنا
فضاقَ على وسعِ الزمانِ لقاؤنا

....

إذا ما أرادَ المرء إكرامَ نفَسة
رَعاها ووقاها القبيحَ وَزَينـا

أليسَ إذا هانَت على المرَء نَفـسهُ
وَلم يَرعهَا كانت على الناسِ أهوَنَا

....

سيرحلُ الحُزنُ والبُشرى ستعقُبهُ
ويُمَنحُ القلبُ يومًا ماتمنّاهُ

مادامَ لي خالق باللَّطفِ يغمُرُني
فما الذي بعد لُطفِ اللهِ أخشـاهُ

....

يَاسَاكِناً فِي فُؤَادِي وَهُوَ يُحرِقُهُ
وَلَيس قَلبِي بِراضٍ غَيرِهُ سَكنا

يَاقَاتِلي عامِداً لو قِيل هَل أحَد
يُحِب قاتِلهُ عَمدًا لقُلتُ أنَا

....

للحُبِّ أهلٌ ولسنا أهلُهُ أبدًا
نحنُ الظّلامُ الّذي ما زارهُ قمرُ

ننامُ مِلءَ جُفونِ اللّيلِ سيدتي
ولا يليقُ الهوىٰ إلا بمن سهروا

....

خُذنِي إليْكَ فَإنّ العِشقَ أغرَقَنِي
وأنتَ وَحدَك تُنجِي من بهِ غَرقُ

خِذني إليكَ فروحِي تَشتكِي ظَمًأ
وَأنتَ زَمِزَمُ والغَيثُ الذِي غدِقُ

....

جاءت مُعذّبتي في غَيهبِ الغَسَقِ
‏كَأنّها الكوكَبُ الدريُ في الأُفُقِ

‏فَقُلتُ نَورتِني يا خيرَ زائِرَةٍ
‏أما خَشيتي مِنَ الحُراسِ في الطُرُقِ

‏فجاوَبتني ودمعُ العينِ يَسبِقُها
‏من يَركبِ البَحرَ لايخشى من الغَرَقِ

‏قبلتُها قَبلتني وهي قَائِلةٌ
‏قبّلتَ خَدي فلا تَبخَل على عنقي

....

‏أمَّا الفؤادُ ففيك يَحيا دائمًا
واللَّهِ ماكذبَ الشعورُ ولا افْتَرى

لو كنتَ أبصرْتَ الفؤادَ وشَوْقَهُ
ماذاقَ جفنكَ هانئًا طعمَ الكرى

ياغائبًا ملأ الحياة بطيفِهِ
أنتَ الوجودُ بكل عيني والرؤى

....

وَلَا نَدرِي عَن الأقدَارِ شَيئًا
وَفي الأقدَارِ مَنفَعَة وَضُرُّ

فَقَد يَأتِي مِنَ المكرُوهِ خَير
كَمَا يَأتِي مِنَ الَمحبُوبِ شَرُّ

....