هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قالوا حبيبك قد تضوع نشره
حتى غدا منه الفضاء معطرا

فأجبتهم والخال يعلو خده
أو ما ترون النار تحرق عنبرا


ابو المحاسن

هواك يا من له اختيال
ما لي على مثله احتيال

قسمة أفعاله لحيني
ثلاثةُ ما لها انتقال

وعدك مستقبل وصبري
ماضٍ وشوقي إليك حال


ابو المحاسن

فديت بنفسي رأس عينٍ ومن فيها
وبيض السواقي حول زرق سواقيها

إذا راقني منها جواري عيونها
أراتق دمي منها عيون جواريها


ابو المحاسن

إن كان قد حجبوه عني غيرةً
منهم عليه فقد قنعت بذكره

كالمسك ضاع لنا وضاع مكانه
عنا فأغنى نشره عن نشره


ابو المحاسن

هنأت من أهواه عند ختانه
فرحاً وقلبي قد عراه وجوم

يفديك من ألم ألمّ بك امرؤ
يخشى عليك إذا ثناك نسيم

أمعذبي كيف استطعت على الأذى
جلداً وأجزع ما يكون الريم

لو لم تكن هذي الطهارة سنةً
قد سنها من قبل إبراهيم

لفتكت جهدي بالمزين إذ غدا
في كفه موسى وأنت كليم


ابو المحاسن

لئن قَصَّرَتْ خُطوةُ الحظّ بي
فماليَ عن هِمّتي مُنْتَزَح

وإِن عَدَّ مُفْتخِرٌ فضلَه
فبي يُخْتَمُ الفضلُ بل يُفْتَتَح

وكم للفضائلِ من خاطبٍ
وما كلُّ خاطب بِكرٍ نَكَح


الفراش

فَتَبّاً لدهرٍ يُعِزُّ اللئام
وقدرُ الكرام به مُطَّرَحْ

ذَلول إِذا ما امتطاه الجهول
وما رامه الحُرُّ إِلا مُمْتَدَح

وقد طُمِسَتْ أَوجهُ المَكْرُمات
وقد عُطِّلَتْ هُجْنُها والصُّرُح

ولا خير فيمن غدا طائِعاً
للؤمٍ أَلَمَّ وبُخْلٍ أَلَحْ

إِذا بهرجته عُقولُ الرّجال
وأَخجله النّقْص لمّا افتضح


الفراش

أَطِعْ في حبيبك غِشّ الهوى
وعاصِ العذول إِذا ما نصح

ولُذْ بضلالك قبل الهدى
وبادِرْ ظلامك قبل الوَضَح

وَدَعْ عنك وَضْعَ شِباك المُحال
ونَصْب الفخخ وعَدَّ السُّبَحْ

ولا تُغْلِقَنّ بحمْل الهمو
بابَ السّرور إِذا ما انفتح



الفراش

وللهِ دَرُّ عجوزٍ تروق
لطرفِ الحكيمِ إِذا ما لَمحْ

ويُعْجِبُه صِبْغُ حِنّائِها
وما بين أَسنانها من قَلَح

لها رَحِمٌ مثلُ حبل العِقال
إِذا ما دنوت إِليه رَشَح

وإِن حَرَّكتْه ذُكور الرّجال
تخيَّلْت ذاك كنيفاً فُتِح

فهذي مقالة هذا الحكيم
ولا خَيْرَ فيمن إِلها جَنَح


الفراش

لقد سمح الدّهرُ بالمُقْتَرحْ
وكان السكوتُ تمامَ الفرَحْ

وما زال إِنشادُك الشعر لي
يَمُرُّ بسمعيَ حتى انقرَحْ

ونغَصتَ عَيْشي بترداده
وأَفسدتَ من حالتي ما صلضح

فلا خير في نظم هذا القريض
ولا في تغزُّله والمِدَحْ

لحا الله قلباً يحبّ المِلاح
ولثْمَ الأَقاحي ورَشْف القَدَحْ

ويهتَزُّ عند اهتزاز الغصون
ويعجبه ظَبْيُ سِرْبٍ سَرَحْ

وتُطربه رَوْضةُ العارِضيْن
وما في شمائِلها من مُلَحْ


الفراش