هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال البحتري مودعا ومادحا :


وَما اختَرتُ دارًا غَيرَ دارِكَ مِن قِلًى
وَأَينَ تُرى قَصدي وَمِن خَلفِيَ البَحرُ

فَإِن بِنتُ عَنكُم مُصبِحًا حَضَرَ الهَوى
وَإِن غِبتُ عَنكُم سائِرًا شَهِدَ الشِعرُ

سَأَشكُرُ لا أَنّي أُجازيكَ نِعمَةً
بِأُخرى وَلَكِن كَي يُقالَ لَهُ شُكرُ

وَأَذكُرُ أَيّامي لَدَيكَ وَنِعمَتي
وَآخِرُ مايَبقى مِنَ الذاهِبِ الذِكرُ

عَزمي الوَفاءُ لِمَن وَفى
وَالغَدرُ لَيسَ بِهِ خَفا

صِلني أَصِلكَ فَإِن تَخُن
فَعَلى مَوَدَّتِكَ العَفا

البحتري

يا إخوتي الغرباء طال طوافنا
من آسنٍ نسعى إلى مُستنقعِ

يَبستْ سواعدنا على مجدافنا
وسرى الذّبولُ إلى حنايا الأضلعِ

يا أيها الرُّبان اطوِ شراعنا
إنّا لنمقتُ رخصَ هذا المصرعِ

دربي عزيمةُ مؤمنٍ دربي فداءٌ
ثورةٌ دربي قذيفة مدفعِ

سعيد تيّم

إلجأ لربك إن ضاقت بك السبلُ
‏واسق الدّعاء بما جادت به المقلُ

‏وكن على ثقةٍ فيمن تلوذ به
‏سَهمُ الدّعاء إذا أطلقته يَصلُ

....

جئنا نؤَدّي دورَنا ونُغادِرُ
والكُلّ لو طال الزمانُ مسافرُ

لاشيءَ يبقى غير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكَى بهِ بعد الرحيل مآثرُ

تاريخُ عمرك أنت مَن يُعنَى به
إن شئتَ فاجعلْ مَن يراهُ يُفاخِرُ

أيامنا كتُبٌ ونحنُ سطورُها
تَمحي وتُثبتُ ماتشاء دفاتِرُ

....

رأيت من غير قصد بابك الخشبي
في آخر الليل مفتوحا بلا سببِ

ماكان قصدي ولكني انتظرت على
رصيف بابك حتى استسلمت ركبي

وصرت أنقش فوق الباب قافيةً
وأحضن الباب من شوقي ومن تعبي

أنا ك غزة مسفوحٌ عليك دمي
وليس مثلك إلا العالم العربي

....

سأسهرُ الآن وحدي لا عزاء لكُمْ
ولو سمحتم أجيبوني لأسألَكُمْ

أ كان فيكم صديقٌ في مودّتِهِ
مثابرٌ أبداً أشكو تخاذلَكُمْ

أنتم زرعتم بصدري كل نازلةٍ
بُعثتُ بالشعر كي أحيي محافلَكم

بويعتُ بالشعر منكم ذات مرحلةٍ
وقد كتبتُ فؤادي كي أجاملَكُمْ

....

لمَّا تنادوا بالرحِيلِ سألتهُم
‏أوَ بعدما زانَ المُقامُ وطابا

‏ماجاوبُوا بل نابَ عنهُم صمتُهم
‏والصمتُ أوجعُ ما يكون جوابا

....

هل دام حبٌّ أو صفا
ما لم يتوّجْ بالوفا

لاتحفلنّ بصاحبٍ
باع المحبّة واختفى

إن كان خلّك غادرًا
فاحمدْ إلهك إذ جفا

فالخير في هجرٍ إذا
ترك الوفاءَ وأخلفا

ومصيرهُ حتمًا إلى
غدرٍ سيصفع بالقفا


خالد المقرن

ولقد رأيتكِ في المنام كأنّما
أعطيتنِي من ريق فيكِ الباردِ

وكأنّ كفّكِ فـي يدي وكأنّنا
بتنا جميعًا في فراشٍ واحدِ

فطفقتُ يومي كُلهُ متراقدًا
لأراكِ في نومي ولستُ براقدِ

....