ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

كظل المستقيم على المدرج
وكَمْ مِنْ صالحٍ في الناسِ أَبْلَجْ


وسُمعتُهُ على الأفواهِ تَعرُجْ
وكَمْ قَدْ شَوَّهَ المُغتابُ فضْلاً


وغالطَ واقِعَاً والزُّورَ دَبّجْ
ليَصْنعَ سُمْعَةً عَرْجَاءَ عَنِّيْ


كَظِلِّ المُسْتَقِيْمِ على المُدَرّجْ
عبده فايز الزبيدي

إن وافق الحق أقوام فقومي هم
الشمسُ في الصبحِ نحوَ السَّمْتِ كم ترْقى


والشرقُ كان لهذي الشمسِ كالمرْقَى
وتستقرُّ على عرشِ الفضاءِ إلى


وقتِ الزَّوالِ فتَهْوِي تبتَغي العُمْقَا
تَهْوِي العَشيَّ وسيرُ الغربِ يجرحها


فحُمرةُ السيرِ جرحٌ يشتكي النَّتْقَا
مثلُ الشروقِ شبابُ المرءِ في صُعُدٍ


وفي المَشيبِ وقارٌ يمتطي الصِّدْقَا
كذا الحياةُ بها الأطوارُ تحملنا


تقاسموا العمرَ، والإنسانُ لن يَبْقَى
والمرءُ يخشى صُروفَ الدهرِ تعسفُهُ


مثلَ الحديدِ يخافُ الكِيْرَ والطَّرْقَا
مضتْ ليالٍ وأيامٌ سررتُ بها


ومَرُّها في ضميري يُشبهُ البَرْقَا
كأنَّ أمسي ويومي في تشابهِهِمْ


كتوأمِ الناسِ جاؤوا عندنا طِبْقَا
وقتَ الوداع تَوَلّى القولُ أدمعُنا


في مشهدٍ من ذهولٍ أعجزَ النُّطْقَا
بُعدُ الأحبةِ ليتَ الفَقْدَ يُدركهُ


والبُعدُ يُحدثُ في نفسِ الفتى شَقَّا
ولي اعتقادٌ بربِّي لا يكدِّرُهُ


تطرفٌ، واعتقادي العُروَةُ الوُثْقَى
أودُّ أهلَ ودادي ما صفوا ووفوا


وديِّ نقيٌّ، ومن ماء السما أنْقَى
إنْ وافقَ الحقَّ أقوامٌ فقومي هُمُ


ولستُ منهمْ إذا ما خالفوا الحَقَّا
عبده فايز الزبيدي
عبده فايز الزبيدي

شفتان وقهوة


تستأذنُ الشفتانِ كوبَ القهوةِ


في أنْ تُقَبِّلَ قهوةً في نَزْوةِ
سمراءُ يأسرُني عميقُ سمارِها


وهناكَ سرٌّ في مَلاحةِ حُوَّةِ
وتضمُ بَاطِنَ عُروَةٍ سَبَّابةٌ


و تعانقُ الإبْهامُ صدرَ العُروَةِ
وإذا ارتقى عَبَقٌ إلى أنفاسِنا


فالبُنُ يعرجُ في مراقيْ حُظْوَةِ
فإذا ارتشفتُ مِنَ المروَّقِ رشْفةً


رجفَ الوريدُ لعمقِ تلكَ النَّشْوَةِ

عبده فايز الزبيدي

حوار مطرقة
بعضُ الأنامِ يُجيدُ فنَّ الهَرْطَقَةْ


ولسانُهُ الإعصارُ قال فأطلقَهْ
ويُصادرُ الآراءَ عندَ حوارهِ


وبخاصةٍ إنْ قيلَ: تلكَ مُحَلِّقَةْ
فحوارُنا معَهُ وتلكَ حقيقةٌ


كحوارِ مسمارٍ يحاورُ مِطْرَقَةْ
وهناكَ فرعونٌ بداخلِنا يُرى


في نحنُ يظهر، والأناهيَ محرَقَةْ
لكنَّ ذا عَقلٍ أجادَ جِهادَهُ


في بحرِ إنكارٍ لذاتٍ أغرَقَهْ
عبده فايز الزبيدي

لابد للإنسان أن يتغيرا
ما فات لا رُجْعى له فأعِيدَهُ


والقادمُ المأمولُ غيبٌ لايُرَى
كلُّ الرفاقِ تغيروا وتفرقوا


وأرى التغيرَ للجميعِ قدِ اعتَرَى
حتى أنا أنكرتُ نفسيَ حينما


ناظرتُ في المرآةِ شخصاً آخَرَا
ذهبَ الشبابُ وجاء حينُ مشيبةٍ


وتغيُّرُ الأوقاتِ غيَّرَ مظْهرَا
إنَّ التغيرَ في الحياة طبيعةٌ


لابدَّ للإنسانِ أنْ يتغيَّرَا
عبده فايز الزبيدي

كلالة
نظموا كلاما في القصيد إحالة


وبدأت قولا في النشيد أصالة
عرضوا حفيد القول في أبياتهم


و عرضت معنى في القريض كلالة
نسبوا جديدا للقديم بزعمهم


ولكل معنى في اللغات سلالة
وإذا تأملت الكلام وجدته


ابناء عمة بعضهم أو خالة
كم طال تشجير الحديث وشرحه


والقصد لا أحتاج فيه إطالة
وهناك نصب للكلام وجره


وهناك توسيط يكون إمالة
الشعر من صنع المواهب عادة


لا تستطيع على القصيد عطالة
ويفسر المعنى البعيد مثقف


أما الدعي فقد يقول إخالة
وهناك من ظلم القريض بنظمه


قد ظن جعجعة الكلام فحالة
لو كان لي في الأمر أمر نافذ


وقعت فوق قصيده بإزالة
عبده فايز الزبيدي

لا تسمى وثبة النسر انحطاط


أجْلبُوا الشرَ وزادوا في الهِياطْ


لا يخافُ الحقُّ مِنْ جُندِ المِياطْ
قرنوا العُصفورَ في عُشٍّ لهُ


بمقامِ النسرِ في ظهرِ اللطَاطْ
يثبُ النسرُ على ما دونَهُ


لا تُسمَّى وثبةُ النسرِ انحطاطْ
وبعينِ النسرِ ناظِرْ ما ترى


إنَّ للأمرِ على الفَسْلِ اختلاطْ
كنْ كمثلِ النسرِ في الدنيا فإنْ


عصفتْ بالناسِ أرياحُ اعتِباطْ
حلَّقَ النسرُ بحلمٍ فوقها


ليسَ للنسرِ معَ الريحِ ارتباطْ
وبقلبِ الطفلِ صاحبْ صاحباً


واحذرِ الدنيا وبالغْ في احتياطْ

عبده فايز الزبيدي

دوبيت :القلب إليه كل درب سلكا


الشعرُ لمدحِ أحمدٍ قدْ سُبِكَا


والشوقُ إليهِ دمعَ عيني سَفَكَا
والنبضُ بحبِ أحمدٍ قدْ نَسَكَا


فالقلبُ إليه كلَّ دربٍ سَلَكَا

عبده فايز الزبيدي

لا يَنحني إلا ليلتقطَ الفصولْ
لا يَنحني إلا ليلتقطَ الفصولْ


ويطيلُ صمتاً كي يُدهلزَ ما يقُولْ
ويَجيءُ حيناً بعد حينٍ زائراً


كالماءِ تَرشفُ ريقهُ شفةُ الحُقُولْ
مِثلُ المُقدَّسِ حين سار مُجَلَّلاً


والكلُّ يلمسُ جَسمَهُ يَرجو القُبُولْ
كمْ صالَ في دنيا الخيالِ بفكرهِ


والوزنُ سَرجٌ والتَّصورُ كالخُيُولْ
كمْ أَوْجَزَتْ فيهِ القريحةُ صُورةً


لكنَّ معنَى ما اخْتَصرتُ لكمْ يَطُولْ
هذا هُوَ الشِّعرُ الذي يَنْتابُني


فيصيبُ بالدَّهَشاتِ أذْهانَ الفُحُولْ
كالظِّلِ يعكسُ صورةً لدَواخِليْ


هلَّا خرجتَ على المَحافِلِ يا خَجُولْ
كمْ قد كَدَحْتُ لكيْ ينالَ مَكَانَةً


لكنَّ شيئَاً دُونَ شُهرتِهِ يَحُولْ
فأُسِرُّ للغاياتِ لحَن َكمَنْجَةٍ:


لا تسأموا فأنا على وشكِ الوُصُولْ
عبده فايز الزبيدي

فمن باع ودي ليس عندي كمن شرى
أودُّ من الأصحابِ خِلَّاً مبجَّلاً


له سَمْتُ صَمْتِ البدر ِفي الليلِ إن سَرَى
وأبغضُ مِهذاراً صفيقاً مخبَّلاً ًً


تَخالُ حديثَ الغِرِّ سيلاً مُثرثرا
وأدني صديقاً حَيْثُ أقصي مُجَانِبَاً


فمَنْ باعَ ودي ليسَ عندي كمَنْ شَرَى
عبده فايز الزبيدي