ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

لولا الغرامُ لقُلت الناس أحرار
يمضي بنا الليلُ والإصباحُ قافلةٌ


والشِّعرُ يَحدُو بنا والعمرُ أسفارُ
ما زلتُ أرمزُ في وزنٍ وقافيَةٍ


أما علمتَ بأن الشعر إشْعارُ
الحيُّ والدَّارُ والأبوابُ إنْ رحلوا


عنَّها الأحبَّةُ أخشابٌ وأحجَارُ
لا تكثرِ الشَّجوَ في ذكرى تذكرهِمْ


فلنْ يُفيدَك إكثارٌ إذا سارُوا
كمِ استرقَّ غرامٌ نبضَ أفئدةٍ


لولا الغرامُ لقُلت: الناس أحرارُ
عبده فايز الزبيدي

لامِسُ النَّجمِ
على قدر حاجات الفتى جاء شعره


وتلقى بشعر المرء صورة نفسه
عجبت لمن يحيا حياة وعيشة


ويأتي بشعر فيه معنى لعكسه
يصور أحلام الثراء تفاخرا


وما ذاق طعم العز طيلة أمسه
يحارب أهل الفضل من ليس منهم


وما ذاك إلا من غياهب نحسه
يشير إليهم مثل رافع أصبع


إلى النجم يسعى بالبنان للمسه
عبده فايز الزبيدي

لَثغَةُ الغُروبِ
صَبيَّةُ الشرقِ طولُ السيرِ أجهدَها


أمَّا الزوالُ فأهدَاها إلى الشفَقِ
طالَ الطريقُ وحادي الوقتِ أسلمَها


إلى الغروبِ بلا وعيٍ ولا رمَقِ
والبدرُ يحبو على الآفاقِ يدهشُهُ


صوتُ المغيبِ به إدهاشةُ اللثَقِ
لونُ الغروبِ بدا في عينِ ناظرِه


ِكحُمرةِ الحِبرِ إذ تنداحُ في الورَقِ
عبده فايز الزبيدي

صمت يتذوق الكلام
كل الكلام أمامه ووراءه


والصمت يستدعي الكلام الصائبا
يتذوق الصمت الكلام، ولم أجد


من صامت إلا الجواب الغالبا
عبده فايز الزبيدي

جاؤؤا على الشعر شابا


جاؤوا على الشِّعرِ شَاباً في فُتُوَّتِهِ


وجئتُ إذ جئتُ في شَيْخُوخَةِ الشِّعْرِ
أقولُ قولاً عَوَاناً قدْ سُبِقْتُ بِهِ


وقولُهمْ في معاني الشِّعرِ كالبِكْرِ
أُقاسِمُ النَّاسَ فيما شاعَ بينهُمُ


مِنَ المعاني التي في شُهْرةِ البَدْرِ
وليْ مَعانٍ خَواصٍ ما سُبِقْتُ بِها


نَحَتُّها مِنْ وُجوهِ النَّاسِ والفِكْرِ
لكلِّ فَذٍّ من الشُّعارِ قَاربُهُ


لهمْ بُحورٌ وليْ صَارٍ وليْ بَحْرِي

عبده فايز الزبيدي

لن تعرف الفرق حتى تطعم الماء
الملح في الكأس مثل العذب صورته


لن تعرف الفرق حتى تطعم الماء
عبده فايز الزبيدي

بَالغتُ في طلبِ المُحالِ
بَالغتُ في طلبِ المُحالِ بعرْفِنا


والمستحيلُ لديكَ ربِّ مُمكنُ
أعددتُ للأيامِ ذكرِكَ عُدةً


كلُّ المخاوفِ عندَ ذكرِكَ تَسْكُنُ
عبده فايز الزبيدي

سَرِيْرَةٌ
أضْمرتُ خيراً حينَ أضْمرَ ضدَّهُ


ومِنَ النفوسِ يَسيرةٌ وعَسيرَةْ
هذي سَرِيرَتُهُ وتلكَ سَريرَتي


شَتَّان بينَ سَرِيرَةٍ وسَرِيرَةْ
عبده فايز الزبيدي

عودي
عُودِي إليَّ ففيك بعضُ بقِيتِي


يا سرَّ ميلادِ الغرامِ ودَايَتِي
لمَّا أشارَ الصدُّ منك بجفوةٍ


أنكرتُ أسْمالاً بَقِيْنَ لتُقْيَتِي
ضَمَّنْتُ أوزاني خفايا مُهجَتي


والشعرُ مِرساليْ إليك وعُدَّتي
يا نبضَ يومي أنت لغزُ خريطتي


وأراك في يوم الرحيلِ وَصِيَّتي
عبده فايز الزبيدي

ثعالب النقد
قَدْ قامَ يُنشدُ في القصيدِ عَجائِبْ


شعراً بدا ليَ في الحقيقِ مَصائِبْ
غِرٌّ يصرمح للثناء بجهده


ويرى أمينَ النُّصحِ مثل مُحارِبْ
وشرحتُ معنَى الشعرِ كيما يرعَوِي


والشعرُ مثلُ الرسمِ محضُ مَواهِبْ
أفهمته كنه القصيد وسره


ومنحتُهُ منِّيْ رَحيقَ تجارِبْ
في الشِّعرِ أمثالُ النخيلِ بواسقٌ


ويقومُ جَنْبَ النخلِ جَيشُ طَحالبْ
يتفاوتُ الشعراءُ في أفكارِهمْ


والقومُ في صُنعِ القصيدِ مَراتِبْ
فنصحتُهُ فازدادَ في إمعانهِ


ملأ الغبيُّ مِن َالغباء حَقائِبْ
ورأيتُ أشْبَاهاً لهُ في غيِّهِ


فهناكَ قومٌ في الغباءِ أقاربْ
لبِستْ ثيابَ النَّقدِ زوراً ثُلةٌ


فرأيتُ مِنْ خلفِ الثيابِ ثعالبْ
قالوا: التَمِسْ عُذراً لهُ، فأجبتُهمْ:


العذرُ كانَ لمَيِّتٍ أو غائبْ
عبده فايز الزبيدي