ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

حتى البحر قد يتوتر
لا تختبرْ حِلمَ الحَليمِ مُجازِفًا


فالبحرُ حتّى البَحْرُ قدْ يتوترُ
والعذرُ تِلْوَ العذرِ أسمجُ حيلةٍ


فإلى متى في عفوِنا تتعثرُ
فاستلَّ خيطَ الغيظِ حينَ أجابني


مثلي يزلُّ وإنَّ مثلكَ يعذرُ
عبده فايز الزبيدي

الجلبي
مَا كُلّ مَا يُعَزى إِلَيَّ صَحِيحَا


مَا لَمْ يَكُنْ هَذَا الكَلَامُ فَصِيحَا
فَأنا المُنَاصِرُ للفصيحِ وَأَهْلِهِ


وَ أَرَى سِوَاهُ مِنَ القَصِيدِ قَبِيحَا
قَالُوا نَخَافُ اللَّحْنَ فِي أَشْعَارِنَا


وَ نَخَافُ نَقْدًا قَدْ يَثُورُ صَرِيحَا
وَ كِتَابَةُ العَامِيِّ أَسْهَلُ مَسْلَكًا


وَنَرَاهُ مِنْ دُونِ الفَصِيحِ مُرِيحَا
والنَّاسُ تَرْغَبُ عَنْ فصيحِكَ كَوْنهُ


يَحْتَاجُ عِنْدَ قِرَاءَةٍ تَوْضِيحَا
وَاللَّحْنُ مِنْ ثغَرِ الحَبِيبِ إِذَا أَتَى


تَلْقَاهُ فِي سَمْعِ المُحِبِّ مَلِيحَا
وَهُنَاكَ مَنْ مَلَأَ القَصَائِدَ جُهْدَهُ


رَمْزًا كَئِيبًا تَائِهًا وَ جَرِيحَا
وَيَقُولُ إِنِّيَ فِي القَصِيدِ مُجَدِّدٌ


أُدْنِي الرُّمُوزَ وَأَنْبُذُ التَّصريحَا
الشِّعْرُ أَرْفَعُ مِنْ تَزَمُّتِ شَاعِرٍ


وَالشِِّعْرُ يَأْبَى أَنْ يَجِيءَ كسيحَا
يَا شَاعِرَ الأجْيالِ أنتَ هزَارُنا


أنشدْ عليَّ ووشِّحِ التَّوشِيحَا
لوْلاكَ يا جَلْبِيُّ ماتَ قَرِيْضُنا


وَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِ القَصِيدِ ضَرِيحَا
عبده فايز الزبيدي

في كل صبح نستعيد العيدا
مَعَ أَنَّ هَذِي الشَّمْسُ تُشَرِّقُ دَائِمًا


لَكِنَّ هَذَا الصُّبْحُ جَاءَ جَدِيدَا
الصُّبْحُ نَافِذَةُ اللِّقَاءِ وَ مَوْعِدٌ


لَمْ أُلْق شَيْئًا فِي الصَّبَاحِ وَحِيدا
كَالعِيد يَأْتِي فِي النُّفُوسِ بِفَرْحَة


فِي كُلِّ صُبْحٍ نَسْتَعِيدُ العيدا
عبده فايز الزبيدي

في كل صبح نستعيد العيدا


مَعَ أَنَّ هَذِي الشَّمْسُ تُشَرِّقُ دَائِمًا


لَكِنَّ هَذَا الصُّبْحُ جَاءَ جَدِيدَا
الصُّبْحُ نَافِذَةُ اللِّقَاءِ وَ مَوْعِدٌ


لَمْ أُلْق شَيْئًا فِي الصَّبَاحِ وَحِيدا
كَالعِيد يَأْتِي فِي النُّفُوسِ بِفَرْحَة


فِي كُلِّ صُبْحٍ نَسْتَعِيدُ العيدا

عبده فايز الزبيدي

النظرة العجلى


وراءَ النَّظرةِ العَجْلى


يَدورُ حِوارُنا الأعظمْ
وفي حشْدٍ أكلمُها


فلا يدري ولا يَعلمْ
وأحرجُها وتحرجني


وأبْسمُ حينما تبسمْ
تحدثُ عينُها عيني


بلا حرفٍ ولا مرسمْ
أقولُ لعينِها إيْهٍ


فترقى في الهوى سُلمْ
تعانقُ روحُها روحي


بلا كفٍّ ولا معصَمْ

عبده فايز الزبيدي

حب كالبكر
ما زالَ حبّك في الفؤادِ فريدَا


كالبِكْرِ ينعمُ بالدلالِ وحيدَا
ويُكسّرُ الأشياءَ إنْ قالوا له:


مامتْكَ تحملُ يا كيوتُ وليدَا*
عبده فايز الزبيدي

سحابٌ مُعْتَمِرٌ
قالوا الفضاءُ بدا بالغيمِ مُعْتَمِرَا


قلتُ السّحابُ أتى الأقداسَ مُعْتَمِرَا
يسعى السَّحابُ لطيبِ اللونِ تَحسبُهُ


بياضَ إحرامِ مَنْ للبيتِ قدْ عَمَرَا
يَطوفُ بالكعبةِ الغراءِ مُجتهدًا


ودمعُهُ سَاكبٌ للصحنِ قدْ غَمَرَا
عبده فايز الزبيدي

قُرى السَّبيلِ
تلكَ القوافلُ مَلَّتْ حِكمةَ الطُّرُقِ


واستنشزتْ نغمةَ الرُّكبَانِ في نَزَقِ
إلى متى السَّعيُ في دربٍ نعودُ بلا


رِبْحٍ يَسُرُّ ولا يُثْنِي على العَرَقِ
تعثَّرَ النَّايُ في أنفاسِ عازفِهِ


لمَّا دَنَا عَازفٌ مِنْ مَفْرَقِ الطُّرُقِ
على السَّبيلِ قُرًى ما قامَ يُدهشُها


سيرُ القوافلِ ذاتِ المالِ والخِرَقِ
تلكَ القُرى لمْ تنلْ مِنْ سيرِ قافلةٍ


سوى الغُبارِ الذي في السَّطحِ والحَدَقِ
لأنَّها ما استفادتْ من تجارتِها


تَدعُو عليها بِتِيْهِ السَّيرِ والسَّرَقِ
عبده فايز الزبيدي

إن الغياب عن الغياب حضور
سأغيبُ عنْ هجْر ِالحبيبِ بذكرِهِ


إنَّ الغيابَ عنِ الغيابِ حُضُورُ
كالوردِ مهما طالَ أمر غيابِهِ


ستنوبُ عن شخصِ الورودِ عُطُورُ
أبني المشاعرَ والقصيدُ يقولُ ليْ:


تلكَ التي فوقَ السطورِ قُصُورُ
عبده فايز الزبيدي

نقش ناطق
لوْ أنِّ قلبَ امرئٍ مِنْ قسوةٍ حجراً


وجَاهدَ الروحَ والأبوابَ أغلقَها
لكنَّما دونَ وعْدٍ صدفةً علِقتْ


عيونُه ظبيةً والحُسنُ أعتقَها
لأنْطقَ الحبُّ شعراً في دواخلِهِ


ألا ترى النَّقشَ في الأحجارِ أنطقَها
عبده فايز الزبيدي