ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

لا يرقص الظل


سَأَلْتُ ذَاكَ الَّذِي بِالغَيْبِ يَنْتَقِدُ


وَجَمْرَةُ الغِلِّ فِي أَحْشَائِهِ تَقِدُ
عَنْ بَعْضِ شَأْنٍ أَتَاني عَنْهُ أحفظني


وَمَا لِجَهْلِ الَّذِي عَاتَبْتُهُ رشدُ
قَدْ أنْكر الأَمْرَ لَكِنْ لَنْ أُصَدِّقهُ


لَنْ يرْقصَ الظِّلُّ حَتَّى يرْقصَ الجَسَدُ

عبده فايز الزبيدي

قُبْلَةُ القَلَمِ


تَهَكَّمَ إِذْ رَأَى بُقَعًا


بِثَوْبِي فَاقِدُ الشِّيَمِ
فَقُلْتُ لَهُ تُشَرِّفُنِي


فَهَذِي قُبْلَةُ القَلَمِ

عبده فايز الزبيدي

هَلْ يَكْبُرُ الصَّخْرُ


هَلْ يَكْبُرُ الصَّخْرُ أَمْ هَلْ تهْرَمُ الرُّوحُ؟


هَلْ يَبْخَلُ القَطْرُ أَمْ هَلْ تَتْعبُ الرِّيحُ؟
هَلْ يُمْسِكُ الشِّعْرُ عَنْ عَزْفٍ لِقَافِيَةٍ؟


هَلْ تَصْمُتُ الطَّيْرُ أَمْ هَلْ يَنْسَكُ الشيحُ؟
الشِّعْرُ لِلرُّوحِ شَيْءٌ منْ مُظَاهِرِهَا


لَنْ يَرحَلَ الشِّعْرُ حَتَّى تَرحَلَ الرُّوحُ

عبده فايز الزبيدي

تَصريحُ حُسْنٍ
هذيْ المَعانِيْ التي تَنداحُ قافيةً


مثلَ السفينةِ إذْ طابتْ لها الرِّيحُ
في وصفِ تلكَ التي بالصَّدِّ عامدةٌ


وعطرُها الوردُ والرَّيحانُ والشِّيحُ
ليستَ سِوى بعضَ ما أدمى جوانحَهُ


مِنَ الغرامِ لحُسْنٍ فيهِ تَنقِيحُ
فحسنُها مثلُ نَصٍّ فيهِ دَهْشتُهُ


تَصريحُ حُسْنٍ وحُسْنٌ فيهِ تَلميحُ
عبده فايز الزبيدي

بوصلة
يشير قولي إلى المعنى ببوصلة


هي المجاز وفيه الشرح يغترب
مهاجر نحو سيف الفكر في لجج


كل الجهات إلى معناي تنجذب
الصمت أضحى كشط الحرف في شفتي


والشعر عين على الأسرار تنتصب
معنى القصائد في أرحام مكتبة


لولا المحابر لم تحمل بها كتب
والروح كالطفل لم تكبر معالمها


وشاخ في حبها جسم به حدب
أدير ظهري لماض كان من قلق


والذكريات أمامي اليوم تحترب
في مثل دائرة يسعى بنا أمل


من البداية ظل السير يقترب
طول المسافات أغرانا بزخرفة


فيها شخوص وأحداث هي العجب
ولو تأملت لم تحجب حقيقة ما


نعيشه عن لبيب والهوى حجب
عبده فايز الزبيدي

إبحار نحو الوطن
يَسْتَبْحِرُ الشِّعرُ والمُدَّاحُ في وطني


مدحًا وتبقى لنا يا موطني البَحْرَا
يُحرِّكونَ مَجَاديفَاً مُمَوسَقةً


على بُحورِ قصيدٍ أطربَ الصخْرَا
قد أعلنوا الصَّومَ عن خُودٍ وقافيةٍ


وفي ولائِكِ شعرَاً أعلنوا الفطْرَا
إنِّي عشقتُكَ عشقَاً لا رياءَ بهِ


وحازَ حبُّكَ منِّي القلبَ والفكْرَا
وأعشقُ الأثْلَ والسَّعْدانَ يا وطني


لأنها مِنكَ عشقي النخلَ والسِّدْرَا
وأعشقُ السَّهلَ والغِيرانَ في جبلٍ


وأعشقُ الشِّعْبَ والوُديانَ والقَفْرَا
حتَّى السحابُ الذي مرَّتْ قوافِلُهُ


على سمائِكَ في روحي لها ذكْرَى
فيكَ المطافُ ومسعى خيرِ مَنْ رئِمَتْ


على رضيعٍ فراحتْ تنظُرُ القَطْرَا
فيك المَقامُ لبَانٍ شَادَ قبلتَنَا


والصَّخرُ يحفظُ آثارَ البِنَا ذُخْرَا
فيك النبيُّ الذي أسرى به مَلَكٌ


على البُراق وجلَّ اللهُ كمْ أسْرَى
فيك الرسولُ وعينُ اللهِ تحرسُهُ


والوحي غضٌّ وآياتُ الهدى تَتْرَى
وخيرُ قبرٍ لخيرِ الخلقِ في وطني


بِهِ يَتَيْهُ على شمسِ الفَضَا قَدْرَا
عِطْرُ النبوةِ ما أزكى نسائِمهُ


لَمْ ينسَ مِنْ موطني شِبْرَاً ولا فِتْرَا
لنَا سدانةُ بيتِ اللهِ نحفظُهُ


وخدمةُ الحجِّ من أمجادِنَا الكُبْرَى
الفضلُ للهِ ذي الإحسانِ مِنْ قِدَمٍ


فضلُ الإلهِ علينا يُوجبُ الشُّكْرَا
المَجدُ في الأرضِ مَقْسُومٌ ومُقتَسَمٌ


وأنتَ يا موطني قد حزتُهُ حَكْرى
هُنَا البدايةُ والوسْطَى وخاتِمَةٌ


هنا القَداسةُ في الأولى وفي الأخْرَى
إنْ تُعْجِزِ الشِّعرَ والرُّجَازَ يا وطني


مجدا لقينا لهم في عجزهم عذرا
عبده فايز الزبيدي

لَا يَرَاكَ اللهُ إلَا مُحْسِنَا


قَالَ عِظْنِي فِي كَلَامٍ مُوجَزٍ


فَاخْتِصَارُ القَوْلِ كَانَ الأحسَنَا
قُلْتُ وَ فِّقْتَ لِرَأْيٍ رَاشِدٍ


وجُزيْتَ الخَيْرَ جُنِّبْتَ العَنَا
فجِمَاعُ الخَيْرِ فِي قَوْلٍ مَضَى


لَا يَرَاكَ اللهُ إلَا مُحْسِنَا

عبده فايز الزبيدي

السيرك


تلك الأسودُ التي في السِّيرك قد نُصبتْ


أضحوكةً بعد عيشِ الغَابِ في شَمَمِ
أعطتْ عهودًا لراعي السيركِ تلزمُها


خيانةَ الأرضِ والأعرافِ والشِّيَمِ
بلقمة الذُّلِ أمْلى السّيركُ سُلطتَهُ


لافرقَ بينَ أُسُودِ الغابِ والغَنمِ
ولن ترى الذئبَ في سيرك يُهانُ بِهِ


فالذئبُ يَأنَفُ من عيشٍ على تُهَمِ

عبده فايز الزبيدي

العفو


العَفْوُ لَا يُنْسِي الإِسَاءَةَ إِنَّمَا


يُنْهِي الخِلَافَ وَيُسْكِتُ الشَّحْنَاءَ
فِعْلُ السَّحَابِ إِذَا الدِّيَارُ تَغَبَّرَتْ


سَكَبَ الغُيُوثَ وَ لَطَّفَ الأجْوَاءَ

عبده فايز الزبيدي

يا طارق الباب *
يا طارقَ البابِ لا تطرقْ فقد رحلوا


ولو أفادكَ طرقٌ ما تركتُهُ لَكْ
زمُّوا متاعا لهم والبَيْنُ ساعدَهمْ


وأودعوها مَطايا شُدِّدَتْ بشَبَكْ
تمشي على أربعٍ والنَّعلُ من كَفرٍ


سُودٍ على أسْودٍ يسعى بها كفَلَكْ
وأعلفوها مِنَ البنزينِ فامتلأتْ


بُطون ما أسرجوا للبَينِ حيثُ رَتَكْ
دمُ الحُمولةِ زَيتٌ في مفاصِلِها


وتستقي الماءَ ما تلقى لهُنَّ حَنَكْ
سارتْ بهم مثْلَ سيرِ الريح ما التفتت


سيارَةٌ قلبُها من معدنٍ وتَنَكْ
فيها صريحُ الهوى في الحُسنِ صورتُهُ


كصورةٍ لدُمَى لا بلْ تقولُ مَلَكْ
في حُسنِ شعرِكَ إذ سارتْ قوافِلُهُ


سيرًا لشمسٍ وسيرَ البدْرِ حيْثُ سلَكْ
أحيَيْتَ مَيْتَ قصيدٍ فانتشى طَربًا


لولا يراعُكَ كان الشعرُ ذاك هَلَكْ
فأنتَ شاعرُ وادينا وأوحدُهُ


وانتَ أمجدُ مَنْ للشعر كانَ سَبَكْ
عبده فايز الزبيدي