ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

فيلم هندي


تهجَّأْ حروفَ الحُبّ فوقي وأمْلِني


قصائدَ شَوقٍ لا تُقالُ من الفَمِ
وغَنِّ غِنَاءً ليسَ ُيدركُ لَحْنَهُ


مَسامِعُ مَخْلوقٍ ويَحْفَظُهُ دَمِي
إِذا أَشْرَقَتْ شَمْسُ الغَرَامِ عَلَى الفَتَى


أَنَارَتْ فُؤَدَاً كَانَ كَالْبَيْتِ مُظْلِمِ
وَلَيْسَ كَأَفْلامِ الهُنُودِ غَرَامُنَا


بِمَا تَشْتِهي النُّظَّارُ يُؤْتَى بِمَخْتَمِ
تَفَرْعَنِتِ الحَسْنَاءُ والحُسْنُ غَرَّهَا


فَقُلْتُ لَهَا: مَنْ يَرْحَمِ النَاسَ يُرْحَمِ

عبده فايز الزبيدي

هَلِ البريئةُ


كمْ عُمرُكَ الآنَ؟هَلْ جاوزتَ منتصَفَهْ؟


هَلْ زاركَ الشَّيبُ؟هَلْ حَاذَيتَ مُنْعطفَهْ؟
وَكمْ أضعتَ إلى العلياءِ مِنْ سُبُلٍ


هَلْ خَانكَ الدَّربُ؟ أَمْ أَغواكَ من رَصَفَهْ؟
هَلْ مَا يَزالُ بِدَيْرِ الحُبِّ رَاهبُهُ؟


وهَلْ ضُلوعُكَ بينَ الدَّيرِ مُعتَكِفَةْ؟
ومَا مَصِيرُ غَرامٍ عَنْهُ حدَّثنِي


إنسانُ عَيْنِكَ حتَّى خِلتَهُ طَرَفَةْ؟
وكيفَ ودُّ خليلٍ كُنْتَ تمْدَحُهُ


هَلْ بَرَّ حَقَّ يَمينٍ كانَ قدْ حَلفَهْ؟
هَلْ ما تزالُ على عَهدِي أخَا شَمَمٍ؟


أم صَادرَ الوَقتُ من أخْلاقِكَ الأنَفَةْ؟
مَا بالُ شِعركَ أضْحَى الطَّرسُ يَرفضُهُ؟


وراحَ يُنكرُ فكرًا طَالمَا أَلِفَهْ!..
ما بالُ عِرْقِكَ باتَ النَّبضُ يُقلقُهُ


حتى حَواسُكَ تبدو عنْكَ مُنْحَرِفَةْ!.
مَنْ حَرَّضَ الدَّانةَ المَيْفَاءَ فاعتزلتْ؟


ثمَّ اصطَفَاها وأبْكَى بعدَهَا الصَّدَفَةْ!..
مَنْ هَدَّدَ القُنْوَ حتّى خَانَ تَمْرَتَهُ؟


مَنْ أَظْمَأَ النَّخلَ حتَّى أجْهَدَ السَّعَفَةْ؟
فَلمْ يَزدْني جَوابًا فَوقَ بسْمَتِهِ


تلكَ الَّتِي مِنْ بُنُوكِ الصَّبْرِ مُسْتَلفَةْ؟
هَلِ البريئةُ مِنِّي مثلُ سَائلِها


قَدْ كَان قَصْدِي بِهَا أنْ أَرفَعَ الكَلَفَةْ؟

عبده فايز الزبيدي

أخشاب و أحجار


يمضي بنا الليلُ والإصباحُ قافلةٌ


والشِّعرُ يَحدُو بنا والعمرُ أسفارُ
ما زلتُ أرمزُ في وزنٍ وقافيَةٍ


أما علمتَ بأن الشعر إشْعارُ
الحيُّ والدَّارُ والأبوابُ إنْ رحلوا


عنَّها الأحبَّةُ أخشابٌ وأحجَارُ
لا تكثرِ الشَّجوَ في ذكرى تذكرهِمْ


فلنْ يُفيدَك إكثارٌ إذا سارُوا
كمِ استرقَّ غرامٌ نبضَ أفئدةٍ


لولا الغرامُ لقُلت: الناُس أحرارُ

عبده فايز الزبيدي

أدعياء الغرام


قد ظنَّ أن قصائديْ تغويْهِ


أو أنَّ شعري بالهوى يغريْهِ
يا رُبَّ من شرحَ القصيد بجهله


جعل الكلام لغير ما أعنِيْهِ
كم قد نصحتُك لا تُئَوِّلْ قَالتِي


ودعِ العذول َفقوله يؤذيْهِ
والشعر أعرفُ وُلْدَهُ وحفيدَهُ *


وأنا الخبيرُ بأمِّه وأبيْهِ
لا تمشينَّ على خريطَة شاعرٍ


فالشعر أدغالُ الهوى والتِّيْهِ
في الشعرِ قَومٌ أدْعِيَاءُ فلا تثقْ


في شاعرٍ غنَّى الغرامَ بِفيْهِ

عبده فايز الزبيدي

خِتْيَار


قَدْ يَعشَقُ الشَّيخُ الكَبيْرُ صَبِيَّةً


وتُحبُّ خُودٌ ناعِمٌ خِتْيَارَا *
لا شَأنَ للأعمَارِ في أمْرِ الهَوَى


فلطَالمَا ظَلمَ الهَوَى الأعمَارَا

عبده فايز الزبيدي

عصيان


إنِّي لأقرأُ شِعْرَهُ فَيَرُوْقنِي


وأقُولُ إنَّ قَصيدَهُ نَادَانِي
فأقولُ قولا ً جَاءَ مِثْلَ مَقَالِهِ


ليَقُولَ هذا في القَصِيدِ دَعَانِي
فَحِوارُنَا مِثْلُ النَّداءِ ورَجْعِهِ


والصَّوتُ يُرجْعُهُ الصَّدَى بِثَوَانِي
حَاوَلتُ أَنْ أَبْقَى بَعِيْدًا خَالِيًا


لكِنَّ قَلْبِيَ في الغرامِ عَصَانِي

عبده فايز الزبيدي

تكافؤُ نَسَبٍ


ما بين أنتَ ومن أكونُ نَمَا


سيرٌ حثيثٌ أرهقَ المعْنَى
زيفُ التكافؤِ بين من عشقوا


وهْمٌ بناهُ تعنصرٌ أحْنَى
وقيودُ عاداتٍ معلَّبةٍ


مُتحجراتٍ شابهْت سِجْنَا
فكأن في دمهِم ملائكة


ولكلِّ غَاوٍ في السِّوَى سُكْنَى
نزلوا سعيَر تَعصبٍ نَزقٍ


والحبُّ جناتٌ بها عِشَْنا
لَيْسُوا قَرِيْبًا مِنْ تَسامُحِنَا


وأراهمُ في غيِّهِمْ لَسْنَا

عبده فايز الزبيدي

ثقافة


أثقف عيني حين أنظر من كثب


إلى وجه حسناء تطالع ما انكتب
فقد جاء فيها الحسن نصا منقحا


وكل دميم غاب عنه أو انشطب
وينحاز نبضي للجمال وأهله


فكم بين نبضي والأوانس من نسب
كما انحاز شعري في بياض صحيفتي


لخير رفيق صيغ من ناصع الأدب *
فيا وافر الآداب شكرك واجب


وخير كلام جاء بالعلم مقتضب
منابر روحي لو رأيت بصيرة


عليها بليغ في ثنائك كم خطب

عبده فايز الزبيدي

أيقطعُ هذا الموتُ للحيِّ رحلةً؟


أيقطعُ هذا الموتُ للحيِّ رحلةً


أَمِ الحيُّ يسعى نحوهُ سعيَ مُجْهَدِ
ستَجمعُ بينَ الساعيينِ إرادةٌ


على غيرِ علمٍ منهما دونَ مَوعدِ
أرى الليل يخفي الشمسَ في لحدِ ظُلمَةٍ


وفي بسمةِ الإشراقِ ضحْكةِ مولدِ
تعلمتُ من نومي وصحوي ثقافةً


فنومي كموتي ثُمَّ صَحوي تجدُّدِي
فما الموتُ إلا أنْ تموت َ قصائدِي


وتُطمسَ آثارُ الفتى المُتَجَدِّدِ

عبده فايز الزبيدي

خَالِد


أضْحَى مقامُكَ في الفُؤادِ مُعظَّمَا


كالمَاءِ يُوجدُ في القِفَارِ على الظَّمَا
كالفجْرِ يَنشُرُ في الفَضاءِ ضياءَهُ


فبَدا الوجُودُ مُنَمَّقًا ومُنَمْنَمَا
كالوَردِ مَرَّ بِهِ النَّسيمُ مُسَلِّمَا


فتعطرَتْ بعَبيرهِ دُورُ الحِمَى
كمُرُورِ غَيْثٍ باليَبَابِ أحَالهُ


نصًّا فصيحًا بعدَ خُلْوٍ مُعْجَمَا
يَا قِمةَ الأخْلاقِ يا شمسَ الوَرَى


قَدْ سَار حبُّكَ في العُرُوق مع الدِّمَا
لا تَحفَلنَّ لقول دُونٍ سافلٍ


فالأرضُ أرضٌ والسَّماءُ هي السَّمَا
هَذا قَصِيدٌ خَالِدٌ في خَالِدٍ


فالنَّصُّ شَخْصٌ لِلقَرَائِحِ أَلْهَمَا

عبده فايز الزبيدي