ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

قاصرة على شفة طريق


عرضت على شفة الطريق شبابها


والفقر أعلن في الثياب غيابها
والشاخص الديوث خلف ظلالها


أوصى بها من سامها أوصابها
وأدار في لغة النخاسة أحرفا


حمراء أذكت في الفتاة مصابها
واستسلمت والفقر أحكم رأيه


والمال حل من الفتاة ثيابها
فمشى العُهور سهولها وهضابها


وامتاح ثم غديرها وسحابها
ذهبت إلى جزر الضياع غريرة


وغدت ذئاب القاصرات صحابها

عبده فايز الزبيدي

شيطان صعدة


مهوى القلوب ومجمع الأقداس


في الناس حل هواه في الأنفاس
كل المواطن دونه فكأنما


أرجاؤه صيغت من الألماس
نحمي ثراه من الغوائل كلما


قرعت طبول الحرب في الأغلاس
متوكلين على الذي خلق الورى


والله يحفظ جنده في الباس
أسيافنا حلفاؤنا يوم الوغى


والمجد حلف للفتى القنعاس
لا الموت نخشى إن تبجح جاهل


والمرء من كأس المنية حاسي
يفدي المطاف بكل أبيض مصلت


والروضة الغراء أبيض كاسي
قد غر شيطان بصعدة مثله


والحرب تشفي عارض الوسواس
قد ظن أن الحرب مزحة مازح


أو أنها كتلاسن الجلاس
حتى علاه من الحديد مطارد


من طائرات الفتك والأمراس
كالفأر لاذ بجحره في صعدة


مران لا تنجيك من قواس
والحلم ينفع في الكرام وضده


يجدي مع الأوغاد و الأنجاس

عبده فايز الزبيدي

العيد


العيدُ يبذر في أرواحنا الفرحَا


والعيد يُملي على أنفاسنا المرَحَا
العيد مثل طبيب جَسَّ أوردة


فعالجَ الحزن والآلامَ والقَرَحَا
فكم تعاهدَ بالآمال منكسرًا


وكم تداركَ من في حزنهِ سبَحَا
والعيدُ جائزةُ الرحمن أرسلها


بعد الصيام تعالى الله كم منَحَا
وجه السعادة وجه العيد جاء لنا


كوجهِ فجرٍ بدا بالنور مُنشرحَا
لا يستوي قولُ من للعيد مُنْتقِصٍ


ومن تغنَّى بفضل العيد مُمتدحَا

عبده فايز الزبيدي

الزمكان


النَّازِحُونَ إلى الغِيَابِ تَرجَّلوا


عَنْ مَتْنِ وَقْتٍ نَحْنُ فِيْهِ شُهُوْدُ
ما لوَّحُوا بِأكُفِّهمْ لودَاعِنَا


ما بَالهُمْ بَخِلُوا بِهَا يا عِيْدُ
مُتَعَجِّلين إلى الغِيَابِ كأنَّهُمْ


قَصَدُوا مَلاذًا ليْسْ فِيْهِ قُيُوْدُ
قَدْ سَافَرُوا حَيْثُ اللقِاءُ خُرافَةٌ


و رَحِيلُهُمْ يَمضِي بِهِ تَمْدِيْدُ
ثَقُلَ الوَدَاعُ على المُقِيْمِ ويَومُهُ


فكأنَّمَا يَومُ الوَدَاعِ حَدِيْدُ
فَوسَامَةُ اللقْيا تُنِيْرُ جَوانِحًا


ودَمَامَةُ التَّودِيْعِ عندِيَ بِيْدُ
مُتَفَائِلُ أنَّ الحَياةَ جَمِيْلةٌ


والعُمْرُ في ثَوبِ القَصِيْدِ سَعِيْدُ
نَمْضِي على دَربٍ بَدَا كثَلاثَةِ ال


أَبْعَادِ والزَّمَكَانِ فِيْهِ جَدِيْدُ
مَاضٍ تَأبَّى في الأَمَاكِنِ حَاضِرًا


وغَدٌ لمَاضِيْنَا الجَمِيْلُ حَفِيْدُ

عبده فايز الزبيدي

إذا ما شَعَانِي الهمُّ بالذكر ذُدتُهُ


إذا ما شَعَانِي الهمُّ بالذكر ذُدتُهُ


ألا إنَّ ذكرَ الله حصنٌ مُحَصَّنُ
فَيرفعُ عنْ روحي غَمَامةَ همِّها


وتسْكنُ نفسيْ والسَّكِينَةُ أحسَنُ

عبده فايز الزبيدي

عجوز


كلّ الشُّخوصِ التي تسعى على الطُّرقِ


أعُيدُ تشْكيلَها شعرًا على وَرقِي
يَكتظُّ شِعريْ اكتَظاظَ الحَافلاتِ بِهمْ


حتَّى القَوافي تُحَاكِي صَدرَ مُختنِقِ
يَمشُونَ حَولِي كَأَجْرَامٍ عَلَى فَلَكٍ


ولا حَدِيْثَ سوَى الألحَاظِ والحَدَقِ
وراكعٍ غير بيت اللهِ وُجْهَتهُ


يَأتَمُّ شَيْخًا من الأغْصَانِ والخِرَقِ
مُهَمَّشٌ في حَواشِي الوَقْتِ هَمَّشَهُ


عَصْرُ العُقُوقِ الذَي قَدْ شَبَّ في نَزَقِ
يمشي رُوَيْدًا وحملُ العمرِ يثقلهُ


مشيَ العجوزِ التي تمشي إِلى الشَّفَقِ

عبده فايز الزبيدي

يَا مَنْ أرَاكَ بصحَّةٍ مَفتُونَا


يَا مَنْ أرَاكَ بصحَّةٍ مَفتُونَا


أُترَاكَ تخلدُ في الحياةِ قرُونَا
الصُّبحُ متبوعٌ بليلٍ دائِمًا


والعيشُ كانَ بمِيتَةٍ مَقرُونَا
اليومَ تَدفنُ في حَياتِكَ ميِّتًا


وغدًا تكونُ الميِّتَ المدفُونَا
كمْ أمَّةٍ سَبقتْ بسير سيرنا


ولسوفَ نَلحقُ ركبَ مَنْ سَبقُونَا
نَزلُوا بأضيَقَ منزِلٍ فيمَا ترَى


عَيْنٌ وتَبْصِرُهُ القَلُوبُ شُطُونًا
دَارٌ بِهَا ذُو العَقْلِ يَشْكو عَقْلَهُ


مَنْ هولِها وتعقَّلُ المَجْنُونَا
مَنْ بَاعَ بَاقِيَةً بِفَانِيَةٍ فَذَا


سَيَكُونُ يَومَ تَغَابُنٍ مَغْبُونَا

عبده فايز الزبيدي

للهِ أقدارٌ بنا تمْضِي


للهِ أقدارٌ بنا تمْضِي


والكلُّ يُفضِي حيْثَُما تُفْضِي
والصَّبْرُ عند فَواتِ مُطَّلَبٍ


كالشَّْهدِ يَكْسِرُ حِدَّةَ الحِمْضِ
مَا فَاتَ لا يُهْديْهِ ليْ طَلَبٌ


حتَّى ولو أسْرعتُ في رَكْضِي

عبده فايز الزبيدي

الدَّمعُ بعضُ الذكرياتِ تحدثتْ


الدَّمعُ بعضُ الذكرياتِ تحدثتْ


فوقَ الخُدودِ بكلِّ ما لا يُكتبُ
لغةُ القلوبِ دُموعُها في شَجْوِهَا


وَالدَّمعُ في هَمساتِهِ لا يَكذِبُ
والنفسُ تَرتَجِلُ المَشاعرَ دَمعةً


في الحُزنِ والأفراحِ دَمْعًا تَسكُبُ
والشِّعْرُ مثلُ الدَّمعِ شَفَّافٌ بَدَا


ما تَحتَهُ ، أرأيتَ دَمْعًا يَحْجِبُ

عبده فايز الزبيدي

هازئ بالحب


كم هازئ بحدود الحب منتهك


شيئا فشيئا بشأن الحب ينهمك
تلك الأوانس لم يتركن لي أملا


يا ليتهم قبل أمر الجد قد تركوا
أرى ابتسام الغواني بعض حيلتهم


وسل قلوبا لنا في حبهم هلكوا
لا تدع الصبر كم من مدع جلدا


وعند حمل الهوى من ثقله بركوا
والحب كالحرب لم يسلم مجازفها


فالحرب معترك والحب معترك

عبده فايز الزبيدي