هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

من ذا يُبلغها بأني مُتعبُ
‏والشوقُ في جنباتِ قلبي يلعبُ

‏من ذا يبلغها بكل بساطةٍ
‏أني بدونِ وجودها أتعذّبُ

‏في موطني مابينَ أحبابي هنا
‏لكنني من دونها أتغرّبُ

بالرُغمِ من بُعدِ المسافةِ بيننا
‏فأنا إليها من يديها أقربُ

‏ياليتنا عن كُلِّ عينٍ نختفي
‏و يضمنا دون الخلائقِ كوكبُ

....

‏ماعُدتُ أكرهه ولا أهواهُ
‏طلع النهار بأضلعي فطواهُ

‏قد كان ليلاً مُعتماً مرّت به
‏روحي وعانت من جحيم لظاهُ

‏ماعاد يعنيني لقاؤه ثانيًا
‏أو أن يغيب فلا أعودُ أراهُ

‏ماكان أجملهُ بوهْمِ تخيُّلي
‏حتى اجتلى قبحٌ أمات هواهُ

‏سقطت وُريقةُ توتِه فزهِدتُه
‏وزهدتُ حتى همسه وصداهُ

....

واللهِ لَو حَلفَ العُشّاقُ أَنَّهُمُ
‏مَوتى مِن الحُبِّ أو قَتلى لما حَنَثوا

‏قَومٌ إذا هُجِروا مِن بَعدِ ما وُصِلوا
‏ماتوا وإن عادَ وصلٌ بَعدَهُ بُعِثوا

‏ترى المحبّينَ صرعى في ديارهُمُ
‏كَفِتيَةِ الكَهفِ لايَدرونَ كم لَبِثوا

....

أغداً قلت فعلِّمني اصطبارا
ليتني أختصرُ العُمرَ اختِصارَا

عَبَرَت بي نَشوةٌ مِن فَرَحٍ
فَرَقصنا أنا والقلبُ سُكارى

وعَرانا طائِفٌ مِن خَبَلٍ
فاندَفَعنا في الأماني نتبارى

سنَذمُّ النور حتى يتَلاشى
ونذمُّ الليلَ حتى يتوارَى

....

‏ياخليلَ الصبرِ أبشر
‏لن يُضيع الله صبرَك

‏إن أحَبَّ الله يبلو
‏ربّما ربي أحبَّك

‏ابتسم فالخير آتٍ
‏كثَّرَ الرحمنُ أجرك

‏لن يطول الهمُّ لما
‏تشتكي للهِ همّك

‏لا أراك الله كربًا
‏نفَّسَ القهّارُ كربك

‏إن شعرتَ العمر كسرًا
‏يجبر الجبّارُ كسرك

....

‏لكِ الغزلُ العفيفُ ‏لكِ الصريحُ
‏لكِ الفخرُ المُوَشّى والمديحُ

‏لكِ الأشعارُ عصراً إثرَ عصرٍ
‏تلوذُ فما تُزَوِّرُها الشروحُ

‏فأنتِ نهايةُ المعنى غموضاً
‏وأولُ مايـنـوء بهِ الـوضوحُ

....

إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل
بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا

وَأَنتِ الَّتي مامِن صَديقٍ وَلا عِداً
يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا

....

لو مرَّ طيفُكَ في نَومي فأُمنيتي
بأنني حينَ أصحو كُنتُ ألقاك

فقطْ لأنظُرَ في عينيكَ أُخْبرُها
أنّي بحجمِ السما والأرضِ أهواك

حلمتُ كفك في كفي فذبتُ هوى
وخاتمي لامعٌ يزهو بيُمناك

لكنما الديكُ عند الفجر أيقظني
حتى نهضتُ فلا هذا ولا ذاك

حمامةُ الفجرِ قد ناحتْ على فننٍ
فذبتُ من شجني حُباً لمرآك

لو أن لي مثلها جنحٌ يساعدني
لطرتُ من لهفتي شوقاً لرؤياك

....

‏وقلبي باتَ يُرهقني
‏يذكِّرني بمَنْ رحَلُوا

‏ويأخُذنِي لِعَالَـمِهمْ
‏هنا ضحِكوا هنا نزَلُوا

‏لأقضِي الليلَ مشتاقًا
‏وتكتمُ دمعَها الـمُقَلُ

‏لئنْ نائتْ بنا الأجسادُ
‏فالأرواحُ تتّصل

....

سَلامَاً لعينيكِ كُلِّ المَنافي
وَشوقاً لِوَصلِكِ بينَ الشغَافِ

وطيفٌ يُهَدهِدُ في مُقْلَتيَّ
يُسافِرُ فيكِ كفَرضِ الطَوافِ

سَلامَاً لِنهرِكِ فالروحُ عَطشَى
وعَذْبُكِ يروي فصولَ الجَفافِ

فَقد طالَ صَبري وَهاجَ اشتياقي
وَطالَتْ سنينُ النَوى وَالتَجافي

وَتهْتُ بِطيفكِ يالَهفَ نَفسي
كَتيهِ النَوارِسِ بينَ الضفافِ

سَلامَاً لِليلِكِ بَأسمك عودي
وَغَنّي نَشيدَكِ فالبَدرُ غافٍ

سَلامَاً لِهَمسِكِ لو قُلتِ شِعرَاً
تَحجُّ اليكِ جَميعُ القَوافي

شَمَمْتُ نَسيمكِ فَازدادَ شوقي
لكرخِكِ وَالشِعرِ حيث الرصافي

....