هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وللهِ المآبُ فكيفَ يَعْمى
‏أخو الأسفارِ عن طُرقِ المآبِ

الرافعي

قمر تفرَّد بالمَحاسن كلِّها
‏فإليه يُنسبُ كلُّ حُسن يوصفُ

‏لله ذاك الوجهُ كيف تألفت
‏فيه بدائعُ لم تكن تتألف

....

‏وَلي فُؤادٌ إذا طالَ العَذابُ بِهِ
‏طارَ اِشتِياقًا إلى لُقيا مُعَذِّبِهِ

‏يَفديكَ بِالنَفسِ صَبٌّ لَو يَكونُ لَهُ
‏أَعَزُّ مِن نَفسِهِ شَيءٌ فَداكَ بِهِ

البحتري

‏ﻣَﺮَّ ﺍﻟﺒُﺤْﺘﺮﻱ ﺑِﺠﻤﺎﻋﺔٍ ﻣﻦَ ﺍﻟﺸُّﻌﺮﺍﺀِ
ﻓﺮﺃﻯ ﺑﻴﻨﻬُﻢ ﺻَﺒﻴًﺎ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪُ ﺍﻟﺒﺤﺘﺮﻱ : ﺃَﺷﺎﻋﺮٌ ﺃﻧﺖَ

‏فأجابَ الصبي : ﻧﻌﻢ ﻭَإﻧﻲ ﻷَﺷْﻌَﺮ ﻣِﻨﻚ

‏فقال ﺍﻟﺒُﺤﺘﺮﻱ : ﻓَﻬﻞ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊُ ﺃﻥ ﺗُﺠﻴﺰَ قولي

‏ﻟَﻴﺖَ ﻣَﺎ بَينَ ﻣَﻦْ ﺃُﺣِﺐُّ ﻭَﺑَﻴﻨِﻲ

قال الصبي : ﺃَﺗُﺮﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﺗُﻘْﺮِّﺑﻪ ﺃَﻡْ ﺗُﺒْﻌِﺪهُ

‏قال البحتري : ﺃُﻗَﺮِّﺑﻪُ

‏قالَ الصبي :
‏ﻟَﻴﺖَ ﻣﺎ ﺑﻴﻦَ ﻣَﻦ ﺃُﺣِﺐُّ وبيني
‏ﻣِﺜﻞَ ﻣﺎ ﺑﻴﻦَ ﺣﺎجبي ﻭَﻋَﻴﻨـﻲ

‏ﻓَﻄﺮﺏَ ﺍﻟﺒُﺤﺘﺮﻱ ﻭَﻗﺎﻝ للصبي :
ﻭﺇﺫﺍ ﻛُﻨﺖُ ﺃُﺭﻳﺪُ ﺃﻥ ﺃُﺑْﻌِﺪَهُ
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺗَﻘﻮﻝ

‏قالَ الصبي :
‏ﻟَﻴﺖَ ﻣﺎ ﺑﻴﻦَ ﻣَﻦ ﺃُﺣِﺐُّ ﻭَﺑَﻴﻨِـﻲ
‏ﻣِﺜﻞَ ﻣﺎ ﺑﻴﻦَ ﻣُﻠْﺘَﻘﻰ ﺍﻟﺨَﺎﻓِﻘَﻴﻦِ

‏فَقَال ﺍﻟﺒُﺤﺘﺮﻱ : ﺣﻘَّﺎ ﺇﻧَّﻚ ﺃَﺷْﻌَﺮُ ﻣﻨﻲ

إذا مامررتَ بأهلِ القُبورِ
تيقَّنتَ أنَّكَ مِنهُم غدا

وأنَّ العزيزَ بها والذَليلَ
سواءٌ إذا أُسلِما لِلبلى

غريبينِ مالهما مُؤنسٌ
وحيدينِ تحتَ طباقِ الثرى

فلا أملٌ غيرَ عفوِ الإلهِ
ولا عملٌ غيرُ ماقد مضى

فإن كانَ خيرًا فخيرًا تَنالُ
وإن كانَ شَرًّا فَشَرًّا تَرى

....

ياساكِنًا لُبَّ الفُؤادِ ونبضِهِ
قُل لي بربكَ كيف أنتَ ملَكتَني

ولأنت من سكن الفؤاد غرامه
من نظرةٍ يا أنت كيف أسرتني

أسقيتني كأس الصبابةَ والهوى
من شهد حبك ياحبيب رويتني

فارحم فؤاداً بات فيك متيّمًا
فأنا غريق ألهم من ذو هجرتني

....

لكنَّها خُلَّةٌ قد سيطَ من دَمِها
فجعٌ وولعٌ وَإخلافٌ وَتَبديلُ

فما تدومُ على حالٍ تَكونُ بِها
كما تلوَّنُ في أثوابِها الغولُ

وما تمسَّكُ بِالوصلِ الذي زَعَمَت
إلّا كما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ

كانت مَواعيدُ عُرقوبٍ لها مَثَلًا
وما مواعيدُها إلّا الأَباطيلُ

أرجو وآمُلُ أن يعجلنَ في أبدٍ
وما لهُنَّ طوالَ الدهرِ تعجيلُ

فلا يغُرَّنكَ ما مَنَّت وما وَعَدَت
إنَّ الأمانيَ وَالأحلامَ تَضليلُ

....

مازِلتُ أقتَطِعُ البيداءَ مُدَّرِعًا
جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ

حتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
وَقيلَ إنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ

مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ

كعب بن زهير

وقلبي باتَ يُرهقني
يُذكِّرُني بِمن رحلُوا

ويأخُذني لعالمهِم
هُنا ضحكُوا هُنا نَزلُو

....

اللَهُ يَعلَمُ أَنّي كَمدُ
لا أَستَطيعُ أَبُثُّ ما أَجِدُ

نفسانُ لي نَفسٌ تَضَمَّنَها
بَلَدٌ وَأُخرى حازَها بَلَدُ

وَأَرى المُقيمَةَ لَيسَ يَنفَعُها
صَبرٌ وَلَيسَ يُقيمُها جَلَدُ

وَأَظُنُّ غائِبَتي كَشاهِدَتي
بِمَكانِها تَجِدُ الَّذي أَجِدُ

....