هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مازال صوتك في ثنايا مسمعي
والشوق في صدري يفتت اضلعي

والله ان الشوق فاق تحملي
ياشوق رفقا بالفؤاد الا تعي

يامنيتي ان مر اسمك عابرا
يزداد من فرط الحنين توجعي

حاولت ان اخفي هواك وكلما
اخفيته فى القلب فاضت ادمعي

بالبين قد قضت اليالي بيننا
لكن روحك لم تغب دوما معي

....

جئنا نؤَدّي دورَنا ونُغادِرُ
والكُلّ لو طال الزمانُ مسافرُ

لاشيءَ يبقى غير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكَى بهِ بعد الرحيل مآثرُ

تاريخُ عمرك أنت مَن يُعنَى به
إن شئتَ فاجعلْ مَن يراهُ يُفاخِرُ

أيامنا كتُبٌ ونحنُ سطورُها
تَمحي وتُثبتُ ماتشاء دفاتِرُ

....

كالغَيثِ ذِكْرُكَ ياحَبيبي لمْ يَزَلْ
‏يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيمًا

‏ياسَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً
‏ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيمًا

‏يامَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ
‏صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا مُحمَّد
صلو عليه

‏هذه القصيدة لأحمد شوقي تعدُّ أبدع قصيدة في العصر الحديث قيلت في هذا الباب وذلك حين احتلت فرنسا سوريا
فقال هذه القصيدة متوجعاً على دمشق:

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ
وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي
جَلالُ الرُّزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي
إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ الليالي
جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

وَضَجَّ مِنَ الشَكيمَةِ كُلُّ حُرٍّ
أَبِيٍّ مِن أُمَيَّةَ فيهِ عِتقُ

أَلَستِ دِمَشقُ لِلإِسلامِ ظِئراً
وَمُرضِعَةُ الأُبُوَّةِ لا تُعَقُّ

صَلاحُ الدينِ تاجُكَ لَم يُجَمَّلْ
وَلَمْ يوسَمْ بِأَزيَنَ مِنهُ فَرقُ

بِلادٌ ماتَ فِتيَتُها لِتَحيا
وَزالوا دونَ قَومِهِمُ لِيَبقوا

وَحُرِّرَتِ الشُعوبُ عَلى قَناها
فَكَيفَ عَلى قَناها تُستَرَقُّ

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ
يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ

وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا
إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا

فَفي القَتلى لِأَجيالٍ حَياةٌ
وَفي الأَسرى فِدًى لَهُمُ وَعِتقُ

وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ
بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ

‏وأنتِ الروحُ كيف أعيشُ يومًا
بلا روحٍ إذا ماغِبتِ عنّي

فما عادَ الصباحُ لهُ ضياءٌ
ولا عرفَ المنامُ طريقَ جَفني

ومالي حيلةٌ إلّا خيالٌ
أطيرُ بهِ لآفاقِ التمنّي

ولكنّ الحنينَ يُذيبُ قلبي
أما آنَ الأوانُ لكي تَحِنّي

....

‏أَحْبَبْتُهُ حُبًّا تَمَلَّكَ خَافِقِي
حَتَّى غَدَوْتُ عَلَيْهِ مِنْهُ أَغَارُ

يَدْرِي وَيَقْسُا غَيْرَ أَنِّي كُلَّمَا
أَبْصَرْتُ حَالِي فِي هَوَاهُ أَحَارُ

لَيْتَ الَّذِي أَشْتَاقُهُ يَشْتَاقُنِي
لَيْتَ القُلُوْبَ القَاسِيَاتِ تُعَارُ

....

وإنْ تسألْ عن الأحوال إنّا
لكَ اشتقنا ونفرحُ بالسؤالِ

وما كفّ الحنينُ وما سلَونا
عسى الرحمن يأذنُ بالوصالِ

....

يقال إن طريق الراحة التعبُ
ونحو ذلك مما قالت العربُ

فإن سعيتُ إلى عينيكِ مجتهدًا
فما عليَّ إذن لوْمٌ ولا عتبُ

إني أحبكِ ياهذي بلا سببٍ
وأصدقُ الحب حبٌّ ماله سببُ

إبراهيم طلحة

يحكي أن الخليفة العباسي أهدى الشاعر
البحتري فرساً
فمات الفرس في اليوم نفسه
فأنشد البحتري مخاطباً المتوكل :

أهديتني أُعجوبةً
بينَ الخلائقِ نادرة

فرساً كأن هبوبَها
مثلُ الرياحِ الطائرة

في ليلةٍ قطعَ المسافةَ
مـن هنـا للآخرة

وإني لأستحيي من اللهِ أنْ أُرى
كثيرَ التشكّي مِن همومٍ قلائل

وأنَّ حقيراتِ الجراحِ تَهِيضُني
وغزةُ تشكو مِن جراحٍ جلائل

....