هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏إِني لفي منزلٍ مازلتُ أعمُرُهُ
‏على يقيني بأَنّي عنه منقولُ

‏وأنَّ رَحلي وإن أَوثقته لَعَلى
‏مطِية مِن مطايا الحَينِ مَحمولُ

‏وادي الحياةِ مَحلٌّ لامُقام به
‏لنازليه ووادي الموت محلولُ

‏والدار دارُ أباطيلٍ مشبهة
‏الجدّ مرٌّ بها والهزلُ معسولُ

أبو العتاهية

‏ﷲُ يعلمُ والدنيا مفرِّقةٌ
‏والعيشُ منتقِلٌ والدهرُ ذو دُوَلِ

‏لَأنت عندي وإنْ ساءت ظنونُك بي
‏أحلى مِن الأمنِ عند الخائفِ الوَجِلِ

البحتري

إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ

وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ

وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ

إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ

....

وهل ينفع المفجوعَ حَبْسُ دموعِه
‏وباطنُ مايُخفيهِ يُبدِيه ظاهِرُهْ

الجواهري

وَقَيّدْتُ نَفْسِي في ذَرَاكَ مَحَبّةً
وَمَنْ وَجَدَ الإحْسانَ قَيْداً تَقَيّدَا

المتنبي

عن المرءِ لاتسألْ وسلْ عن قرينهِ
فكل قرينٍ بالمقارنِ يقتدي

فإِن كانَ ذا شرٍ فجانبْهُ سرعةً
وإِن كان ذا خيرٍ فقارنْه تهتدي

طرفة بن العبد

ياشعـبي ربَي يهديكْ
هـذا الوالي ليسَ إلهـاً

مالكَ تخشى أن يؤذيك
أنتَ الكلُّ وهذا الوالي

جُـزءٌ من صُنـعِ أياديكْ
مِـنْ مالكَ تدفعُ أُجـرَتَهُ

وبِفضلِكَ نالَ وظيفَتَـهُ
وَوظيفتُهُ أن يحميكْ

أن يحرِسَ صفـوَ لياليكْ
وإذا أقلَـقَ نومَكَ لِصٌّ

بالروحِ وبالدَمِ يفديكْ
لقبُ الوالي لفظٌ لَبِـقٌ

مِنْ شِدّةِ لُطفِكَ تُطلِقَهُ
عندَ مُناداةِ مواليكْ

لايخشى المالِكُ خادِمَهُ
لايتوسّلُ أن يرحَمَهُ

لايطلُبُ منهُ التّبريكْ
فلِماذا تعلو ياهذا

بِمراتبِهِ كي يُدنيكْ
ولِماذا تنفُخُ جُثّتهُ

حتّى ينْزو ويُفسّيكْ
ولِماذا تُثبِتُ هيبتَهُ

حتّى يُخزيكَ وَينفيكْ
العِلّةُ ليستْ في الوالي

العِلّةُ ياشعبي فيكْ
لابُدّ لجُثّةِ مملوكٍ

أنْ تتلبّسَ روحَ مليكْ
حينَ ترى أجسادَ ملوكٍ
تحمِلُ أرواحَ مماليكْ

احمد مطر

لبَّيتُ فيكِ الشوقَ حينَ دعاني
وعصَيتُ نهيَ الشَّيبِ حينَ نهاني

وزعمتِ أنِّي لستُ أصدقُ في الذي
عندي مِن البُرَحاءِ والأشجانِ

أوَما كفاكِ بدَمعِ عيني شاهدًا
بصبابتي ومُخبِّرًا عن شاني

....

وتسألني بشوقٍ كيف حَالِي
‏كأنك لست تدري كيف حالي

‏وَكَيْفَ يكُونُ حَالُ فَتَى عَلَيْهِ
‏لِبُعْدِكَ عَنْهُ هَمٌّ كَالجِبَالِ

‏وَلَا يَدْرِيْ ضَلَالًا مِنْ رَشَادٍ
‏ولمْ يَعْرِفْ يَمِينًا مِنْ شِمَالِ

‏أَتَسْأَلُنِيْ وَأَدْرَى أَنْتَ مِنِّي
‏وَأَعْلَمُ بِالجَوَابِ عَنِ السُّؤَالِ

....

شطبتُ الشجبَ والتنديدَ من لُغَتي
فلا استنكارَ بعد اليومِ في شَفتي

ولا صهيونَ في أسفارِ مكتبتي
وليسَ له وجودٌ بين خارطتي

أنا حرٌّ وليسَ الذل ُّمن صفتي
وسيفُ الحقِّ في أوزانِ قافيتي

عقدتُ الأمسِ مؤتمراً وشاركني
به قلمي وأوراقي ومحبرتي

فأصدرْنا بياناً: في مقدمتي
وأجمعْنا بما تمليهِ طاوُلتي

فلسطينُ الثرى مِلكي وإرثُ أبِي
وأجدادي وأقصى القدسِ عاصمتي

سأغسلها دمي حتى أحررَها
فسجلْ أيها التاريخُ ملحمتي

سأحميها وأسكنُها وأزرعُها
وأبني فوقها عرشي ومملكتي

فليسَ محاكمُ الأمريكِ حاكمتي
ولا الهيئاتُ والأبواقُ مُنْصفتي

سوى زندي وبارودي وثائرتي
ورشاشي وصاروخي وطائرتي

وكيفَ يكونُ تعويلي على طُغمٍ
أتنصفني بغاةٌ غيرُ مسلمةِ ؟!!

ولي حقٌّ بهذي الأرضِ أملكُه
وعدلُ اللهِ فوق الخلقِ محكمتي

أنا حرٌّ: فإمَّا النصرُ مكرمتي
وإمَّا شهادةُ الأحياءِ خاتمتي

أ. حميد الغزالي