هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلَيْسَ الْعِشْقُ سُلْطَاناً
لَهُ الأَكْوَانُ تَرْتَجِفُ

إِذَا كَانَ الْهَوَى خَصْمِي
فَقُلْ لِى كيفَ أنتصِفُ

....

‏ لو كنتَ تحسبُني بلادًا إنّنِي
‏ مَنفَى إذا منْهُ اقتربتَ ستغتربْ

‏ أوْ كنت تحسبُني هدوءًا ما أنا
‏ إلا الهياج فلو دنوتَ ستضطربْ

....

من أي فردوسٍ أتتْ عيناهُ
وبأي كوثر يرتوي جفناهُ

هل كُنتَ خلقًا من محاسنِ أُمةٍ
أم كنت حُسنًا مالهُ أشباهُ

مذْ لاح طيفُكَ لم أبح بمقولةٍ
إلا مقولة جلَ من سواهُ

....

يلومُكَ في مودَّتِها رجالٌ
لوَ انَّهمُ بدائِكَ لم يلومُوا

قلوبُهمُ وأنفسُهم صِحاحٌ
وقلبُكَ من تذكُّرِها سقيمُ

....

قالَتِ العرب: رُبَّ طَرفٍ أفصحُ مِن لِسانٍ

وقَالَ القائل :
أشارَت بِطَرفِ العَينِ خِيفَةَ أهْلِها
إِشَارَةَ مَحزُونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ

فَأيقَنتُ أنَّ الطرفَ قَد قَالَ مَرحَبًا
وَأهْلًا وَسَهْلًا بِالْحَبِيبِ المُتَيَّمِ

‏وإذا إلتَقت عينُ الخَليلِ خَليلُها
وَسَطَ الحُشودِ فليسَ للنُطقِ ثمَنُ

تَكفي تعابيرُ الوجُوهِ كأنها
أنهارُ شَوقٍ فَاضَ من كُثرِ الشَجنِ

....

انَّ الكَرامةَ إنْ هَانَتْ على رَجُلٍ
‏أمسى كهيئةِ مَن يحيا على العلفِ

‏ظَنَّ الحمارُ وكُلُّ الناسِ تركَبُهُ
‏أنَّ المعالفَ فيها مُنتهى التَرفِ

‏ما أجملَ الموتَ إنْ يُطلب فدى شرفٍ
‏وأقبحَ العيش إنْ اضحى بلا شرفِ

....

نَزِّهْ فُؤادَكَ عن مَحَبَّةِ غَيرِهِ
فالغَيرُ يَفْنى والحَوادِثُ تَنْطَوي

والجَأْ لِعِزَّتهِ وَدَعْ وَهْمَ السِّوى
فَسِواهُ مَحْضُ العَجْزِ واللهُ القَوي

....

عَن القَلب لاتَسأل فَقَد ذابَ وَاِكتَوى
وَلَم يَبقَ فيهِ غَيرُ منزلةِ الهَوى

هَوَيتُكمُ وَالصدُّ مِنكُم محققٌ
لعلمي ببعد الظَبي عَن كُل مَن هَوى

وَلَستُ عَلى ماقَد بَدا لي أَلومكم
فَهَذا جَزا مَن أَجّج النار بِالهَوى

....

بَعْضُ الكلامِ على الشِّفاهِ يَهِيم
متَردِّدٌ نَسْلُ الغرامِ حَمِيم

والشِّعْرُ يَهْذي بالمشاعرِ دِيمَةً
أرأيتَ شِعْراً للشُّعْورِ كَتُوم

يَجْتاحُنِي شوقُ القَصِيدِ لِغَادَةٍ
والزَّيْنُ فيها مُحْدَثٌ وقدِيْم

لمْ تَرعَ مَنْ أهْوى وِدَادَ مُحبِّها
والحُسْنُ فيهِ لئيمةٌ ولَئِيم

وكرامَتِي تَأْبَى عَليَّ مَديْحَها
وتَقُولُ ماذا قَدْ تقولُ وفِيم

....