هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وعَيْنٌ مَتَىٰ كَلَّفْتَها الحِفْظَ لَم تَنَم
ونَفْسٌ مَتَىٰ مَاسُمْتَها الجِدَّ جَدَّتِ

البحتري

كل امرئ صائرٌ يوما لشيمَتِهِ
ولو تخلَّقَ أخلاقًا إلى حينِ

ذو الإصبع العدواني

واثَقتُهُ أَلّا أَبوحَ وَإِنَّما
يَومَ الحِسابِ يُحَلُّ ذاكَ المَوثِقُ

وَشَقيتُ مِنهُ بِقُربِهِ وَبِعادِهِ
وَأَخو الشّقاءِ إِلى الشّقاءِ مُوَفَّقُ

صاحَبتُ أَسبابَ الرِّضا لِرُكوبِهِ
مَتنَ الخِلافِ لِما بِهِ أَتَخَلَّقُ

وَصَبَرتُ مِنهُ عَلى الَّذي يَعيا بِهِ
حِلمُ الحَليمِ وَيَتَّقيهِ الأَحمَقُ

وَغَدَوتُ أَنظِمُ مِن ثَنايا ثَغرِهِ
دُرَرًا أُقَلِّدُها المَها وَأُطَوِّقُ

حافظ إبراهيم

أقسَمتُ باللَّهِ أنِّي لا أُكَلِّمُها
لأنَّها لاتَفِي بالعَهدِ والذِّمَمِ

وإن أتَت تدَّعِي حُبًّا سأهجُرُها
ولن أُبَالِي بما ألقَاهُ مِن أَلَمِ

فما لَبِثتُ سوى يَومٍ ولَيْلَته
ورُحتُ أسأَلُ عن كَفَّارَةِ القَسَمِ

....

أزِفَ الفِراق فَهل أُودّعُ صامتًا
أم أنتَ مُصغٍ لِلعتابِ فَأعتبُ

هَيهاتَ ما أَحيا العِتابُ مودّةً
تُغتالُ أَو صَدَّ الصُّدودَ تَقرُّبُ

ياسَيِّدي في القلبِ جُرحٌ مُثقَلٌ
بِالحُبِّ يَلمسُهُ الحنينُ فَيسكبُ

ياسَيِّدي والظُّلمُ غَيرُ مُحَبَّبٍ
أَمّا وقَدْ أرضاكَ فَهوَ مُحَبَّبُ

بيني وبينك ألفُ واشٍ يكذِبُ
وتظلُّ تسمعه ولست تُكذِّبُ

خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
من قبلُ بالزيفِ المعطَّرِ تُعجَبُ

سبحانَ من جعل القلوب خزائنًا
لمشاعرٍ لمّا تزلْ تتقلّبُ

قل للوُشاةِ أتيتُ أرفع رايتي
البيضاءَ فاسعَوا في أديمي واضرِبوا

هذي المعاركُ لستُ أحسن خوضَها
من ذا يُحارِبُ والغريم الثعلبُ

ومن المُناضلُ والسلاح دَسيسةٌ
ومن المُكافِحُ والعدوُّ العقربُ

المُتنبّي

لاتَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ

فَما يَدومُ سُرورُ ماسُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ

المُتنبّي

خليليّ هذا ربعُ عَزّةَ فاعقِلا
‏قَلُوصَيكُما ثمّ ابكِيا حيثُ حلّتِ

‏ومُسّا ترابًا كان قد مسّ جِلدَها
‏وبِيتا وظلّا حيثُ باتَت وظلّتِ

‏ولا تيأسا أن يمحوَ اللهُ عنكُما
‏ذنوبًا إذا صَلّيتُما حيثُ صَلّتِ

‏وما كنتُ أدري قبلَ عَزّةَ ما البُكا
‏ولا مُوجِعاتِ القلبِ حتّى تَوَلّتِ

كثير عزة

خَلِيلَيّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجّرا
وَلُوما عَلى ما أحدَثَ الدَهرُ أو ذَرا

‏وَلا تَجزَعا إنّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
‏فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أو قِرا

‏وَإن جاءَ أمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
‏فَلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللهُ واصبِرا

النابغة الجعدي

خليليّ عُوجا من صدورِ الرواحلِ
‏بجمهورِ حَزوى فابكِيا في المنازلِ

‏لعلّ انحدارَ الدمعِ يُعقِبُ راحَةً
‏من الوجدِ أو يشفي نجَيّ البلابلِ

‏إذا قلتُ ودّع وَصلَ خرقاءَ واجتنِب
‏زيارتها تُخلِق حبالَ الوسائلِ

‏أبَت ذِكَرٌ عوّدنَ أحشاءَ قلبهِ
‏خُفوقًا وقضّاتُ الهوى في المفاصلِ

ذو الرمة

خَليلَيّ مابالُ الدجى لاتَزَحزَحُ
‏وما بالُ ضوءِ الصبحِ لا يتَوَضّحُ

‏أضَلّ النهارُ المستنيرُ سبيلَهُ
‏أمِ الدهرُ لَيلٌ كلهُ ليسَ يَبرَحُ

بشار بن برد