هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عَذَّبتِ قَلبي بِالعِتابِ فَكُلَّما
فَنِيَ العِتابُ بَدَأتِهِ بِعِتابِ

العباس بن الأحنف

إذا بان الصباحُ ذكرتُ وجهاً
‏متى ماطلّ أشرقَ كالصباحِ

‏خذوا كلَّ الصباحِ له وقولوا
‏صباحُ الخيرِ يا أحلى صباحِ

....

جئنا نؤَدّي دورَنا ونُغادِرُ
والكُلّ لو طال الزمانُ مسافرُ

لاشيءَ يبقى غير ذِكرٍ طَيِّبٍ
تُحكَى بهِ بعد الرحيل مآثرُ

تاريخُ عمرك أنت مَن يُعنَى به
إن شئتَ فاجعلْ مَن يراهُ يُفاخِرُ

أيامنا كتُبٌ ونحنُ سطورُها
تَمحي وتُثبتُ ماتشاء دفاتِرُ

....

‏لا أثمر الحزنُ في أضلاعِكم وجعا
ياغيمةً حملت غيثَ الرّضا ولعا

ياطبّ أوردةٍ عاث الحنينُ بها
ياكلّ أمنيةٍ قلبي بها طمعا

لاتجزعنّ إذا ما البينُ باغتنا
فالحبّ أعظمُ من أن ينتهي جزعا

وأينما بعدت قسراً مضارُبنا
فإنّ من دمِنا نهر الهوى نبَعا

....

سَمَّيتُ غَيرَكَ مَحبوبي مُغالَطَةً
لَمَعشَرٍ فيكَ قَد فاهوا بِما فاهوا

أَقولُ زَيدٌ وَزَيدٌ لَستُ أَعرِفُهُ
وَإِنَّما هُوَ لَفظٌ أَنتَ مَعناهُ

وَكَم ذَكَرتُ مُسَمّىً لا اِكتِراثَ بِهِ
حَتّى يَجُرَّ إِلى ذِكراكَ ذِكراهُ

بهاء الدين زهير

في كلّ بلوى تُصِيبُ المرءَ عافيةٌ
إلا البلاء الذي يُدْنِي من النَّارِ

ذاك البلاء الذي مافيه عافية
من العذابِ ولا سِتْرٌ من العارِ

أمالي القالي

مالي ومَال الناسِ إن مَالُو وإن عدلوا
ديِني لِنفسي ودينِ الناسِ للناسِ

....

حلبٌ بما فيها ستبقى ماحَيَت
أموية الجدران لاتنهارُ

لن تمحوَ الجرذان نقش سيوفهم
فيها ولن تتقهقر الثوارِ

عصفورها في الجو يصبح ثائراً
إن داهمتها الزمرةُ الفجّارِ

وحَمَامها تغدو قذائفها وفي
عَبق الورود رصاصةٌ وغبارِ


....

‏سَيعودُ غائبُكِ البعيدُ ترقَّبي
‏ولتفتحي من فألكِ الأبوابا

‏كم غابَ عن يعقوبَ منَّا يوسُفٌ
‏وتكونُ آخرةُ الغيابِ إيابا


....

تسابقني العيونُ إليك جَريا
أقول تمهَّلي وتقولُ هيَّا

وما أدري أعيني من عصَتْني
أمَ أني كنتُ ياعيني العصيَّا

فرُوحي والفؤادُ إليك تجري
ولكني أداري الشوقَ فِيَّا

فإن يكُ ياعيوني البوحُ إثمًا
وإن يكُ كتميَ الأشواقَ غيَّا

فوِزرُ البوحِ محسوبٌ عليكم
ووزرُ الكتمِ محسوبٌ عليَّا


....