هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

مناجاة...

إليك عزفت عن خلجات نفسي
وتبت إليك من طغيان جنسي

وï»»زمت الرجاء وبت أخشى
عتابك أو حسابك عند رمسي

وأنت إذا دجا بالإثم قلبي
تنير بصيرتي وتبيد نحسي

وأنت المستعان على همومي
وأنت اليوم لي وغدي وأمسي

أهيم صبابة وأذوب وجدا
إليك وكم أخاف جموح نفسي

أفر إليك أهرب من دياري
ومن أهلي ومن وهمي وحدسي

إلى دار أراك به عفوا
غفورا كل زï»»تي ورجسي

أحبك أنت تعلم سر قلبي
وأنت لجرح شكواي المؤسي

وأنت ترى وتسمع همس روحي
ووسواسي وأوهامي وحدسي

فكم عافيتني وشفيت دائي
وكم أبدلتني يسرا ببؤسي

....

مالى أرىٰ القلبَ يهوىٰ من يعذبهُ
مثلُ الفراشِ لهيبُ النار يُغريه

ڪُلُّ القلوبِ رأيتُ العشقَ يُسعدها
إلا فؤادي فَإن العشقَ يُدمِيه

.....

ملأتُ الأرض في عينيك حباً
وقلبي يملأُ الأكوان عشقا

ظننتُ الحب يمضي فيك غرباً
فخالفني وأشرق فيك شرقا

مللتِ البر لما مل مني
وجئتك ياملاذ الحب صدقا

نحتُّ الحب في قلبي وروحي
إذا ما مِتُّ هذا الحبُ يبقى

أرى في عين محبوبي حياتي
وفي خديه رسم الحب نُطقا

.....

ليتَ الجميعَ يغادرونَ لنلتقيْ
وعلى ضفافِ الحلمِ نقتلُ واقعي

ونصوغُ من ريقِ النجومِ قصائداً
بالضوء تهطلُ كي تسابق أدمعي

هل ضرّ هذا الكونَ نبضُ لقائنا
أم أن هذا الحزنَ أدمن أضلعي

قُل للمسافاتِ البعيدةِ بيننا
أرجو بحقِ الله أن تتواضعي

وللهفةِ اللقيا وروحِ وصالنا
وقصيدتِي الأولى وذكرانا ارجعِي

قُل لي متى ألقاكَ ياسعدي هُنا
حولي وقربي بين أحضاني معي

.....

أسوح بتلك العيُونْ
على سفن من ظنونْ

أنا فاتح الصحو فاتح
هذا النقاء الحَنونْ

أشق صباحاً أشق
ضميراً من الياسمينْ

وتعلمُ عيناكِ أني
اُجدف عبر القرونْ

أكوِن جزراً وأغرق
جزراً فهل تدركينْ

أنا أول المبحرين
على أزلٍ من لحونْ
ِ
حبالي هناكَ فكيف
تقولين هذي جفونْ

أنا يوم غنَت صواري
تجرح صدرَ السكونْ

تساءلت والفلك سكرى
وبحّارتي ينشدونْ

أَفي أَبدٍ مِنْ نجوم
ستبحر هذا جنونْ

قذفت قلوعي إلى البحر
لو فكرت أن تهونْ

ويسعدني أن ألوب
على مرفأٍ لنْ يكونْ

عزائي إذا لم أعدْ
أَنْ يقَال انتهى في عيونْ


نزار قباني

‏لمّا التقيتُك أحيا الحُبُّ أورِدتي
وأيقظَ النبضَ في روحي وأحياها

كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتها
فما أرقّ وما أحلى هداياها

فيا لِبهجةِ عينٍ أنتَ ساكِنُها
ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنتَ دُنياها

فأنتَ ألطفُ إحساسٍ جرى بِدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها

.....

العَيْنُ تَحلُمُ أَنْ تَراكَ وَتَلمَحَك
يامَن عَجَزتُ مُحاوِلًا أَنْ أَشرَحَك

.....

‏فأين ودادك المألوف عني
وأين عتابك القاسي الرقيقُ

وأين حديثك المملوء عشقًا
وأين كلامك العذب الأنيقُ

وأين لقاؤنا يا نبض قلبي
وفي عينيك يسحرني البريق

عسى الرحمن يأذن في لقاءٍ
ويجمع بيننا يومًا طريقُ

.....

‌‎صباح الوردِ يا وَردَاً تَهادَ
وبَثَّ النورَ في حُسنٍ وَأقْبَل

وفاحَ العطرُ مِنْ خَدّيهِ يَشْذو
فَأسْقى الوردَ مِنْ خَمرٍ وأثْمَل

فَغَارتْ رِقَّةُ الأزهارِ حَيــرى
وظَلّتْ عَنْ بَهاءِ الحُسنِ تَسْأل

وهام الطيرُ في الأغصانِ يَشدو
وَصارَ الشَدوُ وَالتَغْريدُ أجمل

.....

قال الشاعر بشار بن بُرد:

‏إذا بلغ الرأي المشورةَ فاستعِن
برأيِ نصيحٍ أو نصيحة حازم

ولا تجعل الشّورى عليك غضاضةً
فإن الخوافي قوة للقوادمِ



قال الأصمعي: قلت لبشار:
إن الناسَ يُعجبونَ من أبياتِكَ في المَشُورة

فقال بشار:
إن المُشاورَ بين صوابٍ يَفوزُ بثمرتِه أو خطأٍ يُشارك في مَكروهِه

فقال له الأصمعي:
أنتَ والله في قولكَ هذا أشعرُ منكَ في شِعرِك