هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

من ماجادت به ألسنة العرب:

يقول ابن الرامي :
أعلمه الرماية كل يوم فلما
اشتد ساعده رماني

ويقول الشاعر :
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافيته هجاني

ويقول المعلم :
تعلم الأبجديه والأرقام مني
فلما أصبح عالماً نفاني

ويقول الأب :
سعيت في الأرض من أجل
راحته فلما أصبح عاقلاً عصاني

ويقول الجزار :
وكم أطعمته لحم الخراف
فلما صار ذا كرش جفاني

ويقول الراعي :
وكم رعيت العنز بعد شرائه
فلما أعلن الشبع شراني


تعددت الأقوال والمعنى واحد

‏بغدادُ دارٌ لأهل المال طيبةٌ
وللمفاليس دار الضنك والضيقِ

ظللتُ حيران أمشي في أزِقتها
كأنني مصحفٌ في بيت زنديقِ

عبدالوهاب المالكي

ولولا سترُ علّامِ الغيوبِ
لأفصحتِ العيوبُ عن العيوبِ

فغُضَّ الطرْفَ واسترْ ما تراهُ
وخَلِّ تَتبُّعَ الظنِّ الكَذوبِ

وقلْ يا نفسُ حسبُكِ همُّ نفسٍ
تدثَّرُ بالخطايا والذنوبِ

فربُّ الناسِ أعلمُ بالنوايا
ولا تدرين أنتِ عن القلوبِ

.....

‏لا تصحب الكسلان في حالاته
كم صالح بفساد آخر يفسد

عدوى البليد إلى الجليد سريعة
كالجمر يوضع في الرماد فيخمد

الخوارزمي

إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها
فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ

وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها
فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ

وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها
فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ

إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر
فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ

الشافعي

من جميل ما قاله إبن المقفع في الأصدقاء

‏أبذل لصديقك دمك ومالك

ولمعرفتك عطاءك ومحضرك

وللعامة بشرك وتحننك

ولعدوك عدلك وانصافك

واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد

احْفَظْ لسانكَ أيها الإنسان
لاَيَقْتَلنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ

كَمْ فِي المَقَابِرِ مِنْ قَتِيلِ لسَانِهِ
كَانَتْ تَخَافُ لِقَاءَهُ الأَقْرَانُ

.....

‏أفادتني القناعةُ كلَّ عزٍّ
وهل عزٌّ أعزُّ مِنَ القناعةْ

فصيّرها لنفسِكَ رأسَ مالٍ
وصيّرها مَعَ التّقوى بضاعةْ

.....

‏يَرى البَخيلُ سَبيلَ المالِ واحِدَةً
إِنَّ الجَوادَ يَرى في مالِهِ سُبُلا

إِنَّ البَخيلَ إِذا ما ماتَ يَتبَعُهُ
سوءُ الثَناءِ وَيَحوي الوارِثُ الإِبِلا

حاتم الطائي

إذَن لقامَ بنصرِي معشَرٌ خشن
عند الحفِيظَة إنْ ذُو لوثةٍ لَانا

قومٌ إذا الشَّرُّ أبدَى نَاجِذَيهِ لَهُم
قاموا إليه زُرَافاتٍ ووُحدَانا

لايسألُون أخاهُم حِينَ يندُبُهم
في النَّائِبَاتِ على ما قال برهانا

لكنّ قوميْ وإنْ كانوا ذَوي حَسَبٍ
ليسوا من الشَّر في شَيءٍ وإنْ هَانا

يجزُونَ منْ ظلمِ أهلِ الظُّلمِ مَغفِرةً
ومن إساءةِ أهلِ السُّوء إحسَانا

كأنَّ ربك لَمْ يخلقْ لخشيتهِ
سواهمُ من جَميع النَّاس إنسانا

فَليتَ لي بِهم قوماَ إذا رَكِبوا
شدّوا الإغارَة فُرساناً ورُكبانا

.....