هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏فكن لي سليماناً على عرش أضلعي
‏سأتيك من أقصى المسافات هدهداً

.....

أقولُ أخلَعُ روحي كيف أخلَعُها
‏وكيف نفسيَ من نفسي أُبرِّيها

‏وكيف أُخرِجُ قلبي من أضالِعِهِ
‏وكيف أُقصي عيوني عن مآقيها

‏ومَنْ سَيشفعُ لي لو أنّني بيَدي
‏أطفأتُ نجمةَ روحي في ديَاجيها

.....

أمس انتهى واليوم أفلتَهُ الغَدُ
ومصيرُنا بابٌ قديمٌ موصَدُ

نمشي إلى بعضٍ وعند لقائنا
نرتدُّ نُحجِمُ ننزوي نتردّدُ

أشياءُ تمنعنُي البقاءَ أخافُها
فأنا وأنتِ بسيطةٌ ومُعَقّدُ

.....

إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِدَاءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

وإِنْ هُوَ لَم يَحمِل عَلىٰ النَّفْسِ ضَيْمَها
فَلَيْسَ إِلىٰ حُسنِ الثَّنَاءِ سَبيلُ

تُعَيِّرُنا أَنَّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ

ومَا قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامىٰ لِلعُلىٰ وكهولُ

ومَا ضَرَّنا أَنَّا قَليلٌ وجارُنا
عَزيزٌ وجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

لَنا جَبَلٌ يَحتَلُّهُ مَن نُجيرُهُ
مَنيعٌ يَرُدُّ الطَّرفَ وهُوَ كَليلُ

السموأل

يا مَليحًا لِيَ مِنهُ
شُهرَةٌ بَينَ البَرايا

غِبتَ عَنّي وَجَرَت
بَعدَكَ وَاللهِ قَضايا

سَوفَ تَلقى لَكَ في قَلبي
إِذا جِئتَ حَنايا

وَلَقَد جُرِّعتُ مِن بَعدِكَ
كاساتِ المَنايا

وَلَئِن مُتُّ سَتَبقى
لَكَ في قَلبي بَقايا

بهاء الدين زهير


ما تعاتب الأصحاب ولا تراسل الأحباب بمثل شعر البهاء زهير

وَلَيلَةٍ ما مِثلُها قَطّ عُهِد
مِثلَ حَشى العاشِقِ باتَت تَتَّقِد

طَلَبتُ فيها مُؤنِسًا فَلَم أَجِد
بِتُّ أُقاسيها وَحيدًا مُنفَرِد

طالَت فَأَمّا صُبحُها فَقَد فُقِد
فَتَحبَلُ المَرأَةُ فيها وَتَلِد

بهاء الدين زهير

تَوَقَّ الأَذى مِن كُلِّ رَذلٍ وَساقِطٍ
فَكَم قَد تَأَذّى بِالأَراذِلِ سَيِّدُ

أَلَم تَرَ أَنَّ اللَيثَ تُؤذيهِ بَقَّةٌ
وَيَأخُذُ مِن حَدِّ المُهَنَّدِ مِبرَدُ

بهاء الدين زهير

يا قَلبَ بَعضِ الناسِ هَل
لِلضَيفِ عِندَكَ زاوِيَه

إِنّي بِبابِكَ قَد وَقَفتُ
عَسى تَرُدُّ جَوابِيَه

يا مُلبِسي ثَوبَ الضَنا
يَهنيكَ ثَوبُ العافِيَه

لَم يَبقَ مِنّي في القَميصِ
سِوى رُسومٍ بالِيَه

وَحُشاشَةٍ ما أَبقَتِ
الأَشواقُ مِنها باقِيَه

أَرخَصتُ فيكَ مَدامِعًا
لَولاكَ كانَت غالِيَه

إِن لَم تَجُد لي بِالرِضا
واحَسرَتي وَشَقائِيَه

لَكَ مُهجَتي وَلَوِ اِرتَضَيتَ
المالَ قُلتُ وَمالِيَه

يا مَن إِلَيهِ المُشتَكى
أَنتَ العَليمُ بِحالِيَه

بهاء الدين زهير

النبلُ مُقلَتُهَا والسَّهمُ نَظْرَتُهَا
‏ودونَ شَكٍّ فؤادي الأعزَلُ الهَدَفُ

.....

وَمَا حَوَى الْغَارُ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ كَرَمِ
وَكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الْكُفَّارِ عَنْهُ عَمِي

فَالصِّدْقُ فِي الْغَارِ وَالصِّدِّيقُ لَمْ يَرِمَا
وَهُمْ يَقُولُونَ مَا بِالْغَارِ مِنْ أَرِمِ

ظَنُّوا الْحَمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبُوتَ عَلَى
خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لَمْ تَنْسُجْ وَلَمْ تَحُمِ

وِقَايَةُ اللهِ أَغْنَتْ عَنْ مُضَاعَفَةٍ
مِنَ الدُّرُوعِ وَعَنْ عَالٍ مِنَ الْأُطُمِ

مَا سَامَنِي الدَّهْرُ ضَيْمًا وَاسْتَجَرْتُ بِهِ
إِلَّا وَنِلْتُ جِوَارًا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ

وَلَا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ
إِلَّا اسْتَلَمْتُ النَّدَى مِنْ خَيْرِ مُسْتَلَمِ

الامام البوصيري