هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

لا تسألِ الدارَ عنْ من كان يسكُنها
البابُ يُخبرُ أن القوم قد رحلوا

ما أبلغ الصمت لمّا جئتُ أسأله
صمتٌ يعاتبُ من خانوه وَ ارتحلوا

يا طارق البابِ رفقاً حين تطرقهُ
فإنَّه لم يعد في الدار أصحابُ

تفرقوا في دروبِ الأرض وَ انتثروا
كأنه لم يكن أنسٌ وَ أحبـــــــابُ

ارحم يديك فما في الدارِ من أحدٍ
لا ترجُ رداً فأهلُ الودِ قد راحوا

وَ لترحم الدار لا تُوقظ مواجعها
للدور روحٌ كما للناس أرواحُ

.....

مادامتِ الشمسُ تأتي بعدَ ظُلْمَتِنَا
‏فليعــلمِ اليأسُ أنَّ القادمَ الفــرحُ

.....

يَاشَمْسَ صُبْحي يا بَهاءَ قَصَائِدي
يَا لَيلَ عِشْقٍ يَشْتَفي بهَلاكي

كُلُّ النساءِ الى جَمَالكِ تَنْتَمي
سُبْحَانَهُ مِنْ بالجَمالِ حَباكِ

لَولاكِ مَا كانَ الجَمالُ وَلا بَدَا
وسِوَاكِ هُنَّ مَوَاضِعُ الإشْرَاكِ

.....

‏مَنْ ذا يُحاسبني عليكِ وأنتِ لي
هِبَةُ الإلهِ ونِعْمةُ الأقدارِ

مَنْ ذا يُقَاضيني وأنتِ قضيَّتي
ورفيقُ أحلامي وضوءُ نَهَاري

مَنْ ذا يهدِّدُني وأنتِ حَضَارتي
وثَقَافتي وكِتابتي ومَنَاري

.....

‏عَجَبًا لَهُ يَحتَلُّ قَلبِي كُلَّهُ
‏حَتَّىٰ إذَا ضَاقَ المَكانُ تَمَدَّدَا

‏فِي خِفَّةٍ يَنسَابُ بَينَ جَوَارِحِي
‏لَم أدرِ أين مَتَىٰ وَأنَّىٰ مَا عَدَا

‏أنِّي بهِ قَد صِرتُ خَلقًا آخَرًا
‏أو قُل بأنِّي قَد وُلِدتُ مُجَدَّدَا

.....

‏وَتَضِيقُ أنفَاسُ المَدَىٰ وَتَضِيقُ
وَيَجِيءُ فِي ثَوبِ الخَلَاصِ رَفِيقُ

مَا أجمَلَ الدُّنيَـا بِمَن نَسلُو بِـهِ
يكفيك من نعم الحياة صديقُ

.....

ضمائرُ الوصلِ فيما بيننَا انفصَلت
‏وفاعلُ البَين فِي القلبينِ مجهولُ

‏والنفس مجرورةٌ بالوعد ما سكنت
‏والحالُ منصوبة والهمُّ موصُولُ

‏لا عَطـف لا ضمّ لا فعلًا أُسرُّ به
‏إن صحّ جسمي فَإن القَلب معلولُ

‏أعرَبتُ عمَّا حَوَاه القَلب مِن ولهٍ
‏وأَنتَ مُنصَرفٌ عنِّي وَمشغُولُ

.....

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى
ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها
فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

الشافعي

الحمدُ للهِ في قلبي أُردِّدُها
والشكرُ للهِ نُطقًا دام بلساني

كم نعمةٍ لستُ أعلمُها فأشكرها
ناهيكَ عن ما طواهُ الذِّكرَ نِسياني

.....

يا مَن إذا وقفَ المسيءُ ببابهِ
ستَرَ القبيحَ وجادَ بالغفرانِ
‏
‏فارحمْ تضرُّعَهُ إليكَ وحُزنهُ
وامنُنْ عليهِ اليومَ بالغفرانِ

تعفو الملوكُ عن النزيلِ بحيّهمْ
كيفَ النزيلُ بساحةِ الرحمنِ

.....