![]() |
#3271 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » مغاني الشاعر
ظلَّليني.. فأنا من وَقْدَةِ الشَّمْس صَرِيعْ! وأنا من ثَدْي آلامي رَضيعْ! راحَ عن حِسَّي وعن فِكْري الرَّبيعْ! فتهاويْت إلى القاعِ وغَشاني من القاعِ الظَّلامْ! *** واجْذُبيني.. نحو هاتِيكَ المغاني الشَّيقَّاتْ! نحو رَوْض حافِلٍ بالمونِقاتْ! وغَديرٍ سال بالعذبِ الفُراتْ! وحياةِ طابَ من أًفْيائِها حتى الخِصامْ! *** وذَرِيني.. أجدُ اللَّذةَّ في حُلوِ الكرى! أَجدُ الرَّاحةَ مِن طُولِ السَّرى! أجِدُ الفَرْحَةَ ما بَيْنَ الوَرى! فلقد عُدْتُ من العُزْلًةِ. من فَرْطِ الجوى الضَّاري حُطامْ! *** واعْذُريني.. إن تَلَمَّسْتُ هَوَى مُسْتَعْذَباً يَطْوى شُجُوني! فلقد كِدتُ.. وقد رَوَّعْتِني.. أَلْقى مَنُوني! ولقد تُورثُنِي البَلوى . وما أَهْوَلَ طَغْواها جُنُوني! فأراني ويَراني النَّاسُ شِلْواً ورُفاتاً مُسْتضامْ! *** قد تَبَدىَّ لي من الغيدِ فُتُونٌ مِن سِواكي! لم أكُنْ أَحْسَبُ أنِّي سوفَ أَنْجُو مِن هَواكي! فلقد كنْتُ على الجَفْوةِ والصَّدَّ فتاكي! ما أبالي بالذي أَلقاهُ يا لَيْلايَ من عَسْفِ الغَرامْ! *** ورأَيْتُ الغيد يَشْجون جَمالاً وحَنانْ! عَرَفوا الشَّاعِرَ يَسْتَلْهمُ.. يَشْدو بالحِسانْ! فهو كالطَّيرِ.. بِحُورٍ .. يتغنى .. وجِنانْ! فاحْتَوَيْنَ الطَّيْرَ فاسْتحَلى وأَغراه المُقام! *** إنَّه الفِرْدّوْسُ يا لَيْلايَ. ما أَحلاهُ مِن بعد جَحِيمي! لم يكُنْ عِنْدَكَ ما يَفْضُل هذا مِن نَعِيم! لم يكُنْ عِنْدَكِ ما يعَصفُ باللَّيْل البَهيم! وَلَدَيْهُنَّ هُنا الفَجْرُ. لَدَيْهُنَّ الذي يُذْكى الغَرامْ! *** ولقد أَلْقَيْتُ رًحْلي ههُنا .. مُنْعَتِقا! مِن شجونٍ. من قُيُودٍ .. لم تُتِحْ مُنطَلَقا لم أَجِدْ في الرِّقِّ . يا ليْلاي . إلاَّ الحُرَقا! وهُنا حُرِّيتي .. حُبِّي اسْتطابا الرَّوضَ يَشقيِه الغَمام! *** ما أراني في مَجالي الحُسْن إلاَّ بُلْبُلا! شادِياً بالشَّعْرِ. باللَّحْنِ. وأَطوِي السُّبُلا! أَبْتَغِي لي .. لِلْورى .. أنْ يَنْهلا من رَحيقِ الحُبِّ ما يَطْوِي ضَبَاباً وقََتامْ! *** يا يَراعي .. كُنْ لآلام الأَناسِي بَلْسَما! كُنْ وَضيئاً .كُنْ قَوِيماً . كُنْ لِرُوحي مَغْنَما! لا تكُنْ لي يا صَديقي.. في حَياتي مغْرَما! بَل كُنِ السَّيفَ على الغَيَّ. ولا تَخْشَ الصِّدامْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3272 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » الذكريات ..
ذكرياتي تُمزَّق من قلْبي وتُشْجي حِسِّي الرَّهيفَ ولُبَّي! أَيَّها اسْتعْرَض الضَّمِيرَ تَبَدَّى.. شَرِساً .. حانياً .. مُشيحاً .. مُلَبَّي يا لها من دَياجرٍ يَسْطعُ النُّورُ بأطْرفِها.. فأَبْصُر دَرْبي! ولقد تَطْمِسَ الدَّياجى سنا النُّورِ فأَسْري على ضَلالٍ ورعبِ! رُبَّما كنتُ مِن رُؤاها كَطْيرٍ وادِع. أو مُواثِبٍ مِثْلَ ذِئْبَ! قد يكون الحبيب منها كروض ويكون الرحيب منها كجُبَّ! أيُّها الفِكْرُ.. أيُّها الحِسُّ ماذا تَرَياني .. كُونا الخَدينَيْنِ جَنْبي! *** وارْعياني.فَرُبَّما دّغْدَغَتْني بخَيالٍ مَضى .. وخلَّف جَمْرا! قَرَّبَتْ لي به المَعاد إلى الحُسْنِ وَضِيئاً أَشْقى وأَسعَدَ دَهْرا! قابَ قَوْسَيْن عادَ مِنَّي فَصدَّقْتُ فَأَرْخى عليه دُونيَ سِتْرا! لمَ هذا العَذابُ يَفْتَحُ جُرْحاً ينزف الروح بادياً .مُسْتَسِرَّا؟! لا.. فما أعْذَبَ العذَابَ إذا ما بِلظاهُ سَمَوتُ حِساً وفكْرا؟! هو أّجْدى مِن المَسَرَّة إلْهاماً وأَعْلى منْها مَكاناً وقَدْرا! كان دَرْبي إلى النُّجوم . فما عاقت صِعابٌ عنها. وكان الأبَرَّا! رُبَّ وَصْلٍ يَثْني عِنانكَ إنْ سرْتَ. وهَجْرٍ يُجَرُّ للمجْدِ جَرّا! فَاكْوِني أيُّها العذابُ. فما كنْتُ لأَِشْكو وأَنْتَ تَمْنَح دُرَّا! *** مَيَّزَتْنِي هذي الملاحِمُ في الشعر كأَني بها المُمَلَّكُ كِسرى! وكأَنَّي إذا تَرنَّمْت بالشَّعْرِ أُجَلَّي رُؤى وأَنْفُثُ سِحْرا! *** يا نَجِيَّي.. أُرِيدُ جَزْراً من الحُبَّ سَخِيَّ اللُّهى لطَيفَ المَعاني! ولقد أَشْتَهِيه مَدّاً. ولكِنُ غَيْرَ مُثْنٍ عن السُّمُوِّ عناني! فإِذا شاء حُسْنُه العَسْفَ أنكرت عليْه ومنْه تلْو الأَمانِي! وتَنَكَّبْتُ دَرْبَهُ. فأنا الشَّادِي بِه الحُرُّ .. لا صَريعَ الغَواني! *** ولَئِنْ كُنْتُ يافِعاً أَتردَّى في مهاويهِ .. مُثْخَناً بِجِراحي! فأَنا اليَوْمَ بعد أَنْ شِخْتُ لا أَخْضَعُ إلاَّ لعِزَّتي وطِماحي! وجَناحي المَهِيضُ بالأمْسِ أَضْحى كجَناحِ الصُقُورِ أَقوى جَناح! فإذا ما اسْتَفَزَّ حُسْنٌ تَنادَيْتُ لِرَوْضٍ مُكَلَّلٍ بالمِلاحِ! *** خَلَّدَ الشَّعْرُ مُنْذُ أَنْ ضَوَّءَ الحُسْنُ وأَشْجى.. سناءَهُ وعَبِيرهُ! وَتَبَتَّلتُ أكْتَفى منه بالنَّظْرَة إنْ حاوَلَ الغُواةُ سَريرَهْ! فهو عِنْدي نَجْوى اليَراع. ما أَجْمَل عِنْدي فَوْق الطُّروسِ صَرِيرَهْ! وهو أَحْلى صَوْتٍ لَدَيَّ وأَنْداهُ ندى السُّحُبِ نَسْتطيبُ مَطِيرَهْ *** كانَ هذا الفُتُونُ مُذْ غَرَّذَ الشَّعْرُ وغَنَّى. فِرْدَوْسَه وسَعِيرَهْ كانَ يُشْجِيه ثم يُصْليْهِ ما أَرْأَفَ هذا . وما أَشَدَّ نَكِيرَهْ! ما الذي فِيَّ دُونَ غَيْرِي من الخَلْق؟! أَبِدْعٌ أنا يُحِبُّ نَذِيرَهْ؟! فيراه البَشِيرَ.. ما أَعْجَبَ القَلْبَ يَرى في النَّذِيرِ يُشْقي.. بَشِيرَهْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3273 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » أنا .. والناس ، حوار مع النفس!
ليس لي أنْ أقولَ شعراً وهذي نَفَثاتٌ تَفُوقُ.. شعراً ونثرا! ومن العَدْلِ أَنْ أُمَتَّعَ سمعْي بالذي شاقَني فَجَلىَّ وأَغْرى! فأَمامَ المُبرِّزينَ أراني عاجزاَ أَنْ أقولَ شَهراَ أَغَرَّا! ولقد حاول اليراعُ فأَعْياه البليغُ الذي إذا قالَ سَرّاً..! ولقد حاول البيانُ فلاقى بَعْد يُسْرٍ من المَلاحِمِ عُسْرا! *** يا حُماةَ البَيان.. ما أَكرَم المرْءَ إذا ما أقامَ لِلْحقَّ جِسْرا! ولأَنْتُمْ بُناته فَذَروهُ يَرْفَعُ الرَّأْسَ بالمآثِرِ تَتْرى! إنَّ مِنَّا الكثيرَ صَرْعى الأباطِيل ومِنَّا الكثيرَ في القَيْدِ أَسْرى! فَعسانا بِما نَطِيِقُ من القَوْل رشيداً نَشُدُّ للحَقَّ أَزرا! إنَّه الرِّبْحُ للحياة وإلاَّ كان حَظُّ الحياةِ ذُلاً وخُسْرا! *** ما أراني بَيْن العَماليقِ إلاَّ.. قَزَماً .. ما يَطِيقُ نَفْعاً وضَرّاً! ولَوْ أنِّي اسْتطَعْتُ كنْتُ المُجَلي في سباقي . والفارِسَ المُسْبَطرَّا! غَيْرَ أَّني كنْت المُصَليَ في السبق وكان الرِّفاقُ بالسَّبْقِ أَحْرى! وحياةُ الورى حُظُوظٌ.. وحَسْبي مِن حَياتي .. ما حَوَّلَ الشَّرَ خَيْرا! *** ما حياةُ الأَنام إلاَّ هباءٌ إنْ تَكُنْ لا تُتِيحُ مَجْداً وفَخْرا! إنْ تَكُنْ بالقُشُورِ تَحْفَلُ..لا اللُّبَّ .وما بالقشورِ تَشْرُفُ ذِكْرا! إنَّما تَشْرُفُ الشُّعُوبُ بما بانَ مِن الذَّكْرِ حالِياً واسْتَسَرَّا! حدَّثَنْني نَفْسي بأنِّي غَرِيبٌ ما ترى لي بَيْن الوَرى مُسْتَقَرَّا! قُلْتُ يا نفس. أَنْتِ تَدْرينَ بالسَّرِّ.. وإنْ كنتِ لا تُقِيمين عُذْرا ! أَنْت من قَادني إلى العُزْلَة المُرَّة.. حتى سَلكْتُ دَرْباً أَمَرَّا! لمْ تَقُودي سُراتي في لاحِبِ الدَّرْب.. وما كُنْتِ في الدُّجُنَّةِ بَدْرا! لا تَلُومي مُرَزَّاً أَنتِ أَولى مِنْه باللَّوْمِ. أَنتِ أَعظَمُ وِزْرا! ضِقْتُ ذَرْعاً بِما أُلاقِى. فَكُوني من فَتاكِ الحَسِيرِ أَوْسَعَ صَدْرا! وذَرَفْنا دَمْعاَ سَخِيّاً.. فقد كُنَّا سواءً بما اقْتَرَفْناهُ نُكْرا..! هل يَرُدُّ الدُّمْع الغَوِيَّ إلى الرُّشُدِ؟ويَحْبُو على الرَّزِيَّةِ صَبْرا؟! أَمْ تُرانا مَعاً نَعيشُ مع الغُرْبةِ نَطْوِي الفَلا . ونَسْكُنُ قَفْرا؟! أَيُهذِي الأَقدارُ قد يُصبِحُ الشَّوْكُ على مُرْتَضِيه.. وَرْداً وزَهْرا؟ ارْتَضَيْنا به .. ويا رُبَّ راضٍ عادَ بعد الرِّقَّ المُسَخَّر حُرَّا..! كم رُفاتٍ يَغْدو بهِ القَبْرُ صَرْحاً وحياةٍ يَغْدو بها الصَّرحُ قَبْرا! *** فاعْذُرُوني إذا اقْتَضَبْتُ. فما أَقْوى على أَن أكُون في الجَوَّ صَقْرا! كم تَمَنَّيْتُ أّنْ أكُونَ فَأَعْيَتْ أُمْنياتِي . وكنْتُ في السَّفْرِ سَطْرا! ورأيْتُ اليَومَ السَّجِلَّ فأغْضَيْتُ فهذا سفْرٌ يُواكِبُ سِفْرا! قُلْتُ حَسْبِي أنِّي غَدَوْتُ من الطيْرِ وأَنَّي وَجَدْتُ في الرَّوْض وَكْرا! فَجَناحي المَهِيضُ أضْعَفُ من أَنْ .. يَسْتَوِي مِثْلَهُنَّ في الجَوَّ نَسْرا! *** يا نُحاسي الرَّخِيصُ .. لن تَخْدَعَ النَّاسَ . ولن يُبْصروك ماساً وتِبْرا! عَرَفَتْ قيمتي حَناياي سِرّاً ثُمَّ قالَتْ .. قُلها لِرَبْعِكَ جَهْرا!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3274 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » أينا الخاسر ؟
عدْني بِوصْلٍ منكَ يا فاتِني فأنْتَ لي مَصْدَرُ إلْهامي! وأنت لي دُونَ الورى مُتْعَةٌ تُشُعِلُ أَطْراسي وأَقْلامي! جاشَتْ بصَدْري ذِكْرياتٌ لها عِطْرٌ بأيَّامي وأَحلامي! أيَّامَ كنْتَ الفاتِنَ المُسْتوِي بِمُهْجتي. والمُغدِقَ إلهامِي! *** إنَّي أُكَنَّي عَنكَ مِن بَعْدِما لاقَيْتُ مِن هَجْرِكَ مَا أَسْقَما! شَقِيتُ منه. يا لَهذا الهوى شّرِبْتُ منه سَلْسَلاً .. عَلْقما! كانَ اللَّظى يَسْلِبُ ِّمنِّي الكرى حِيناً.. وحِيناً كانَ لي بَلْسَما! وكانَ لي في شَفَتَيْهِ اللَّمى يُسكَرني .. يَجْعَلُني المُلْهَما! *** وكنتُ لا أُبْصِرُ إلاَّ المُنَى مُشْرقةً.. تُورِدُني جَنَّتي! إلاَّ الطُّيورَ الشَّادِياتِ التي تُطْرِبُني.. تُشْعِلُ لي صَبْوَتي! لا فِكرتي تِشْغَلُني بالذي يُكْرِبُ كالأَمْسِ. ولا مُهْجَتي! أَوّاهِ كانَت سوى فَترةٍ حالِمةٍ .. ثم انْتَهَتْ فَتَرَتي! *** ودَهَمَتْني يَقْظَةٌ كالرَّدى قاسيةٌ.. جَفَّ بها جَدْوَلي! أَذهَلني منها عُزُوفُ الهوى عنِّي. كَسَهْمٍ حَطَّ في مَقْتَلي! ما كانَ أَقساهُ. فكيف ارْتَضى سفكَ دَمي؟! كيف لَوى مِفْصَلي؟! ما كنْتُ هائِماَ يَكْتويِ فَيَرْتَضِي باللَّهب المُشْعَلِ! *** وكانَ لِي النَّجْمَ الذي أَهتدي بِنُورِه في الحالِكِ المُظْلِمِ..! يَسْخو بْه من غَير ما مِنَّةٍ سخاءَ مَنْ يَحْنُو على المُلْهَمِ..! كانَ هو المُلْهْمُ هذي الرُّؤى كأَنَّما يَغْرِفُ مِن مِنْجمِ..! يَحُوطُني بالحُبَّ يَروِي به صَدايَ رِيَّ المانِحِ المُنْعِمِ..! *** وقال لي يَوْماً .. أَلا تَشْتَهي جَنايَ؟! إنَّي لا أُبِيحُ الجَنى! إلاَّ لمن كانَ شَدِيدَ الجوَى مُسْتَعْذِباً فيه الضَّنى والوَنى! فإِنَّه يَحْظى به ناعِماَ من شِقْوَةٍ يَشْتارُ مِنْها المُنى وأَنْتَ حتى الفَقْر تَرْضى به منه.. فَبَعْضُ الفَقْرِ بَعْضُ الغِنى! *** قد كُنْتَ هذا.. واصِلاً.. حانِياً فكيف ضَرَّجْت الهوى بالصُّدُودْ؟! كيف تَحَوَّلْتَ إلى عاصِفٍ أَهْوِي به للسَّفْح بعد النَّجُودْ؟! ما كُنْتُ أسَتَأْهِلُ هذا الأسى ما كُنْتُ أسْتَأهِلُ هذا الجُحُود! خَسِرْتَني .. قد كنْتَ تَعْلو الذُّرى مِنَّي. وقد كنْتَ تُلاقي الخُلُودْ! *** راوَدَني الغِيدُ .. فلم أَنْجَذِبْ لَهُنَّ.. لم أَحفَلْ بحور الجنانْ! كُنَّ على ما يَشْتِهيه الهوى حُسْناً ودَلاَّ من حَصانٍ رَزَانْ! يَشْغَفْنَ بالشَّعْرِ. وبالمُعْتَلي به إلى النَّجْمِ.. وَضِيءِ البَيانْ! وقُلْنَ لي .. دَعْ عَنْكَ تِلكَ الَّتي تُشْقِي .. وأَنْتَ الحُرّ تأْبى الهَوانْ! *** لسَوْف تَطْوِينَ الحَشا دامياً منِ بَعْد أَنْ بارَحْتُ ذاك الحِمى! فإِنَّني اليَومَ على صَبْوةٍ تَحْمي. ولا تَسْفِكُ ِّمنِّي الدَّما..! حَوْلي من الخُرَّدِ ما أَزْدَهي.. به. وما يَرْوِي شدِيد الظَّما..! وهُنَّ يَطْوِين نَقِيَّ الهوى فلا فؤاداً جائراً .. أَو فَما! *** الحُسْنُ لَوْلا الشَّهْرُ ما يَسْتَوي إلاَّ قَليلاً من حَنايا الوَرى! الطُّهْرُ يُعْلِيهِ .. ويَهْوي الخَنى به إلى الدَّرْكِ.. ويُغْوِي السُّرى! والخُلْدُ لِلشّعْر إذا ما سَما وعافَ بالعِزَّ خَسِيسَ القِرى! عَلَيْهِ. أَنْ لا يَنْحَني صاغِرا فالشاَّعِرُ. الشَّاعِرُ لن يَصْغَرا!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3275 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » مواجد .. وأشجان
سرَّبِتْ قُوَّتي السَّنونُ فَلَم تُبْقِ سوى عاجِزٍ أَسيفِ الحنايا! جَرَّحَتْه السَّهامُ مِن كل صَوْب وأطَلَّتْ عليِه سُودُ المنايا! يَوْمُه مِثْلُ أّمْسهِ فهو غَرْثانُ ولم تَرْوِهِ فَتَشْفي الرَّكايا..! مِن ضَحايا الحياةِ لا الأَمْسُ يُرْضِيه. ولا يَوْمُه. فَوَيلُ الضَّحايا! أَنكرتْني الرُّبُوعُ والأَهلُ والصَّحْبُ. فما لي منْهُنَّ غَيْرُ البَقايا! وهي نَزْرٌ على الذي يُنْفِقُ العُمْرَ على أّنْ يَنالَ بَعْضَ العَطايا! من مكانٍ يُقِلُّهُ.. وسماءٍ.. ظَلَّلَتْهُ .. فَكرَّمَتْها الحَنايا! ورَعيلٍ من أَهِلهِ.. ورِفاقٍ شَغَفُوه حُبّاً يِحُلْوِ السَّجايا! ظَلَّ حِيناً مُنَعَّماً يِغَوادِيهمْ سواءٌ بِجَهْرِها والخفايا! *** ثُمَّ أَمْسَيْتُ لا أَطيقُ سوى الوحْدةِ.. أَطْوِي بها الدُّجى وضَحايا! فأَشاحُوا عَنَّي بِحَقٍّ. فما أَشْقى وَحيداً مُطَوَّقاً بالرَّزايا! أَتُراني اشْتكَيْتُ ضَعْفاً مِن الوِحْدةِ؟! أنَّني اشْتَكَيْتُ الدَّنايا؟! رُبَّما كان في اعْتِزالي عن النَّاسِ رُضُوخٌ لِسطْوَةٍ مِن هَوايا! أَوْ عُزُوفٌ عن اللقاء؟! فكم أَخشى لِقاءً من حاقِدٍ مَوْتُورِ؟! نالَني مِنْهُمُ العَذابُ وما يَعْبأُ لُبَّي بِشائِهاتِ القُشُورِ! ولقد عَطْعَطُوا عَلَيَّ فقالوا كيف يَمْشي في المَنْهَجِ المَهْجُورِ؟! كيف نَمشي في النُّورِ يَهْدِي ويَمْشي عاثِراً في حَواِلكِ الدَّيْجورِ؟! أَفَمَسٌّ يِعَقْلِه .. أم ضَلالٌ؟! أم غُرُورٌ يَرْميِ بِه للثُّبُورِ؟! وَيْلًهُ يَتْرُكُ الصَّبا يُنْعِشُ الرُّوح ويهفو بِطَيْشِهِ لِلدَّبورِ! ضاقَ منه الهُدى . وسرَّ به الغَيُّ وضاقَتْ بما جَناهُ الصُّدورُ! يعْلَمُ الله أَنَّني أَسْلُكُ الدَّرْبَ سَوِيّاً .. وأَعْتَلي كالطَّيورِ! في فَضاءِ رَحْبٍ . وما مَسَّني الأَيْنُ ولا مَسَّني بِهِ مِن فُتُورِ! في العَشِيَّ المُضَمَّخاتِ بِأَنْسامٍ يُدَغْدِغُن مُهْجَتي. والبُكُورِ! فلَئِنْ ساءَهُم عُزوفى عن اللَّغْوِ وأشقاهُمُ الرَّشِيدُ.. عُبُوري! فَلَقَدْ سَرَّني . وهل يَشْتَكي المَرْءُ سَبيلاً يُفضي به للسُّرُورِ فدَعِ الهَجْرَ يا فُؤادِي مِن القَوْلِ. وسَجَّلْ منه كريمَ السُّطُورِ! *** إنَّ هذي السُّطُورَ كالثَّمر اليانِع كالزَّهرِ عابقاً بالطُّيوبِ! أسْعَدتْني بأُلْفَةٍ لَيْسَ فيها كَالأَناسِيِّ حفنة من عُيُوبِ! تتَبَدىَّ عَرائِسُ الشَّعْر فيها بجَمالٍ حالى السَّماتِ. طَرُوبِ! ومَهِيبٍ من غَيْر عَسْفٍ وطُغْيان . وما فيه وَصْمةٌ من دُنُوبِ! فالحِجا فيه مُطْمَئِنٌ إلى الوَصْل طَهُوراً بلا وَنىَ أَوْ لُغُوب! والقُلوبُ المُتَيَّماتُ قرِيراتٌ بما تَشْتَهِيهِ كُلُّ القُلوبِ! عدْتُ منه بَعْد التَّدَلُّل مَحْبوراً بِعِزَّ مِن الورى مَسلُوبِ! ليْتَهُمْ يَعْرِفُونَ ما أَرْتَعُ اليَوْم به بَيْنَ ماتعٍ وخَلُوبِ! يالَ هذا الشُّروقِ يُدْفِءُ أحْشَائي. ويَطْوي الظًّلامَ بعد الغُرُوبِ! لو رَأَوني.. رَأَوْا وُثُوبي إلى القِمَّةِ في حِينِ أنَّهُمْ في السُّهُوبِ! ورَأَوْني . وقد أَخَذْتُ من النُّجْح نصِيباً وأَمْعَنُوا في الرُسُوبِ! لَتَوارَوْا خَلْفَ الحِجابِ وعاَدُوا كَنِعاجٍ. ما إنْ لها مَن نُيُوبِ! يا ذُبابًا يطِنُّ يؤذي ويُقْذي أَيْنَكُم مِن فَواضِلِ اليَعْسُوبِ؟! امْعِنوا في الرُّسُوبِ.. يا أَيُها الرَّهْطُ.. ومُوتُوا غَيْظاً من الموهوب! *** رُبَّ نارٍ غَدَتْ رَماداً .. ونار تَتَلَظىَّ بجَمْرها المَشُبوب! يُخْطِىِءُ الحاسب الغَرِيرُ.. وما تُخْطِىءُ يَوْماً براعة الحَيْسُوبِ! لَيْتنَا نَسْتَفِيقُ.. فالخُلْدْ رَمْزٌ يتهاوى بلَطْمَةٍ من شَعُوبِ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3276 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » حورية .. وغانية
يا هِنْدُ عِشْتُ مُضَرَّجاً بِدَمٍ يكادُ يَصِيح ظُلْما! يا هِنْدُ عِشْتُ مُتَيَّماً ومُهَذَّباً رُوحاً وجِسْما! قد كنتُ أَحْسَبُكِ الوفيَّةَ في الهوى. وَصْلاٌ وغُنْما! عادَ اليَقينُ لَدَيَّ فيكِ وقد غَدْرْتِ اليَوْمَ وَهْما! ما كنْتُ أَحْسَبُ أنَّني سأعُودُ بعد التٍّبْرِ فَحْما! نأنا لَسْتُ صِفْراً إنْ أَرَدْتِ وإنْ أَرَدْتِ أكُونُ رَقْما! كلاَّ فإنِّي بعد غَدْرِكِ قد غَدَوْتُ أَشَدَّ عَزْما! *** يا هِنْدُ هل راجَعْتِ قَلْبَكِ قَبْل أَنْ تَعِمي السَّجايا؟! فارْتَحْتِ لِلْظُّلْمِ الرَّهِيبِ ولم تُرَوِّعْكِ الضَّحايا! ورأَيتِ أشْلاءً تَنِزُّ ولم تُخَوِّفْكِ المنايا؟ ولَهَوْتِ ما بَيْنَ النَّدامى العاطِلينَ مِن المزايا! وهُموا على جَذلٍ من الجّسَدِ المُلطَّخِ بالخَطايا! كنْتِ السَّبِيَّةَ بَيْنَهمُ وهُمُ العِطاشُ إلى السَّبايا! يا لَلْهَوانِ.. لقد تَرَكْتُ لكِ المباذِلَ والدَّنايا! *** يا هِنْدُ. والأَمسُ الوَفِيُّ يُطلُّ لِلأمْسِ الغَدُورْ! فَيَرى به القَسَماتِ شاهَتْ وَيْلُ يَوْمِكِ بالبُثُورْ! شَتَّانَ ما بَيْنَ الأَثِيْمِ هَوى وما بَيْنَ الطَّهُورْ! ويَرى ندَاماكِ الهياكِل كالأرانِبِ في الجُحُورْ! ويَراكِ في الأَمْسِ الوَضِيء وأّْنتِ لِلظُّلُماتِ نُورْ! زِنْتِ الِحجابَ مِن العَفافِ وفُقْتِ رَبَّاتِ السُّفورْ! أَفلا تَرَيْنَ الفَرْقَ بَيْن الأَمسِ واليَوْمِ الكَفُورْ؟! *** أَفَلا نَدِمْتِ على الكريم يرُوحُ عَنْكِ بلا ارْتِدادْ؟! قد كانَ في يَدِهِ القِياد وقَد عَدَوْتِ على القيادْ! وأَرَدتِ أَنْ يَبْقى الرَّهِينَ لَدَيْكِ مَسْلوُبَ الرَّشَادْ يَشْقى به العَقْلُ الرَّجِيحُ ويَسْتَطَيِرُ به الفؤادْ! كلاَّ. فَقَدْ عافَ اقْتِرابَكِ واسْتَراحَ إلى البِعادْ! بَعْضُ السُّهادِ يكُونُ أَحلى لِكريمٍ مِن الرُّقادْ! وَلَّى هَناؤُكِ فالْبَسي يا هِنْدُ أثْوابَ الحِدادْ..! *** إنَّي لأَشْتَفُّ النَّدامةَ في مَلاِمِحِكِ الجَمِيلةْ! وأرى بها الأَلمَ المُبَرحَّ يَسْتَبِدُّ على الكَلِيلَهْ! تَرْجو الرُّجُوعَ إلى المُهاجِرِ دُونَ أن تَجِدَ الوَسِيلَهْ! هَيْهاتَ أَنْ تَجِدي السَّبِيلَ وقد قَطَعْتِ له سبِيلَه! خَلَّي الظُّنُونَ الآمِلاتِ وَوَدَّعي نَفْحَ الخَمِيِلهْ! بَعْد الجَهامِ سقى رِياضي وَابِلُ السُّحُبِ الثَّقِيلَهْ! ما كانَ أنداها عَلَيَّ فلم تكن أَبَداً بَخِيلَهْ! *** إنَّي أقُولُ.. ولسْتُ أَشْمَتُ.. يا فَتاتي المُسْتَطِيلَهْ! لم يَبْقَ لِلْحُسْنِ المُدَلَّلِ غَيْرُ أيَّامٍ قَلِيلهْ! هلاَّ ارْتَقَبْتِ من الفُتُونِ وقد قَسَوْتِ به. رَحيلَهْ؟! هلاَّ رَعَيْتِ الطَّيْرَ .. ما أَحْلاهُ.. ما أَحْلى هَدِيلَهْ! والرَّوْضَ ما أَحْلى الزُّهُورَ به. وما أّحْلى نَخِيلَهْ! لو قد رَعَيْت لكُنْتِ خالِدةً بما يشْفِي غَلِيلَهْ! لكِنْ قَسَوْتِ فَطارَ. والعُشُّ الحَبِيبُ بِكى نَزِيلَهْ! أنا شاعرُ الخُلْدِ الطَّمُوحُ ولن ترَيْ أَبَداً مَثِيلهْ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3277 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » إدكار واجتواء
اُذْكريني.. إنَّ في الوِحْدة ما يكْوي ضُلُوعي! وهي نارٌ لَيس تُطْفيها دُمُوعي! ولقد تَجْمُدُ عَيْنايَ. ويَجْفوني هُجُوعي! وأرى الوِحْدةَ في صَحْبي. وأهْلي. ورُبُوعي! فاذْكُريني *** رُبّ ذِكْرى مِنْكِ كانت بَلْسَماً! لِجراحٍ نازِفاتٍ من حشايايَ دَماً! وغَدتْ شَهْداً لمن يَجْرَعُ فُوهُ عَلْقَماً! فارْتَوى الظَّمآنُ قَلْباً.. وضميراً. وفَماً! فَذْكريني *** واذْكُري ما كُنتِ من قَبْلِ سِنينٍ وسنِينْ! حينما كُنْتِ شجوناً وهَياماً وحَنِينْ! حينما كنْتِ فُؤاداً من بُكاءٍ وأَنينْ! وأنا كنْتُ صَرِيعَ الحُبِّ. مَقْطُوعُ الوَتينْ! فاذْكُريني! *** قُلْتِ لي يَوْماً. وقَلْبانا يَفيضانِ جَوى! ودُموعٌ في مآقينا تَلَظَّتْ بالهَوى! جارياتٍ بِدَمٍ خَوْفَ النَّوى! أَنْتَ رِبِّي. وأنا الظَّمْآنُ.. وقَلْبي ما ارْتَوى! فاذْكريني! *** إبْقَ جَنْبي. لا تُسافِرْ. فَتَخَيَّرتُ البَقاءْ! وبَقِينا حِقبَةً نَرْتَعُ في الجَنَّةِ.. رِيّاً وغِذاءْ! يا لها مِن حِقْبَةٍ باعَدني عَنْها الجَفاءْ! كيف جافَيْتِ. لقد أذهلتني أّوْجَعْتِني بالبُرحَاءْ؟! فاذْكُريني! *** ولقد غادَرْتُ رَبْعاً أَسْعَد القَلْبَ وأَشْقى! عادَ لي غُولاً مُخِيفاً. بَعْد أَنْ أَوْسَعَ رِفْقا! آهِ ما أَنْكَدَ عَيْشاً.. يُوسِعُ الأَحرارَ رِقا! عادَ ما أَمْطَرَ رَوْضي النَّضْرُ.. إعصاراً وحَرْقا..! فاذكريني! *** لا. فما أَنْكَد ذِكْراكِ. وما أَنْكَدَ أَمْسي! فَهُما ما مَزَّق القَلْبَ. وما أَرْهَقَ حِسِّي! وهُما كالرَّمْس إظلاماً ورُعْباً. وَيْلَ رَمْسي! ولقد عُدْتُ. وقد شُوفِيتُ تَوَّاقاً لأقْلامي وطِرْسي! أَلَمِي أَوْمى. فأهْداني لإِلْهامي وجِرْسي! فأنا اليَوْمَ بَليغاً مِثْلَ سَحْبانَ وقُسِّ! إنَّ يَوْمَ المأْتِمِ القاسي انْطَوى في يَوْمِ عُرْسي! يال هذا الدَّرْسِ بُورِكْتَ. فنِعْم الدَّرْسُ دَرْسي! وَرْدُكِ القاني تَراهُ اليوْمَ عَيْنايَ كَورْس! اِجْتَوى الهائِمُ ما كانَ. فَقُولي يا لَتَعْسي! واذْرُفي الدَّمْعَ وقُولي. لَيْتَ يَوْمي مِثْل أَمسي!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3278 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » الذكريات
طباعة ذكرياتي تُمزِّقُ مِن قَلْبي وتُشْجي حِسيِّ الرَّهيفَ ولُبِّي! أيَّها اسْتَعْرضَ الضَّمِيرُ تبدىَّ شَرِساً.. حانِياً.. مُشِيحاً.. مُلبِّي! يا لَها مِن دياجِرٍ يَبْزَغُ النُورُ بأطْرافِها.. فأُبْصِرُ دَرْبي! ولقد تَطْمِسُ الدَّياجي سنا النُّورِ فأسْرِي على ضَلالٍ ورُعب! ربما صِرْتُ من رُؤاها كطَيْرِ وادِع.. أو مواثِبا مِثْلَ ذِئْبِ! قد يكونُ الحبيبُ منها كَرَوْضٍ ويكونُ الرَّهِيبُ منها كجُبِّ! أسلمتْني حِيناً إلى الفَرَحِ الحاني وحينا إلى اكْتِئابٍ وكرْبِ! يالَ حِسِّي الذي يُؤَجِّجُ ناراً في حَناياي.. من بِعادٍ وقُرْبِ! لتَمنَّيْتُ أن أكونَ كصَخْرٍ ما تَلَظَّى ولا أنْتَشى بالتَّصبِّي! أَوْ كبَعْضِ مِمَّنْ أرى.. وهُمْ الكَثْرَةُ يَشْدُونَ من أُهَيْلي وصَحْبي! لَيْتَني مِثْلَهم. فما كنْتُ أَشْقى كَشَقائِي هذا يَشُقُّ كَعَضْبِ! إنَّ بعض الغَباءِ بَعْضٌ من النِّعْمةِ يا لَيْتَني أعِيشُ كَسِرْبي! فأنامُ اللَّيلَ الطَّويلَ ولا أَشْقى بِسُهدٍ. وإنْ أَكُنْ غيْرَ صَبِّ! كم تَخَيَّلْتُ والِدَيَّ.. يُحيلان خَسارِي إلى رَباحٍ وكَسْب! فَهُما يَسْبِقان طَرْفي إلى الخَيْرِ بإيثار عاطِفَيْن.. وحُبِّ! فإذا ما اشْتَكَيْتُ مَسّاً من الضُّرِّ شَكَوْا مِثْلَهُ.. وضاقُو بِرَحْبِ! وهَمَتْ مِنْهُما الدُّموعُ فَوَيْلي بالذي يّذْرِفان منه.. وحسبي! وتّذّكَّرْتُ إخْوَتي.. وكُنَّ . وكانُوا كنَميرٍ بَرْوِي الظَّمأ ويُسْبي! ما أُحَيْلى أَصْواتَهُمُ. وهي تَشْدُو بافْتِخارٍ إذا نَعِمْتُ. وعُجْبِ! فَكأَنِّي نعماؤهم.. رَحِمَ الله رَعيلاً مِنْهم. ولم أَفْضِ نَحْبي! *** وتَذكَّرْتُ ثُلَّةً مِن رِفاقٍ كلُّهمْ نِعْمَةٌ من الله رَبِّي! كالرِّياضِ التي تَضُوعُ بِنَفْحٍ مِن زُهُورٍ تَظَلُّ تَخْتالُ جَنْبي! وثِمارٍ تُغْنِيكَ عن كُلِّ رَطْبٍ مِن شَهِيِّ الطَّعام. أَوْ عَذْبِ شُرْبِ! عِشْتُ ما بَيْنَهُم سعِيداً.. وعاشُوا سُعداءً بِصَفْوِ وُدِّ وعَتْبِ! خَلَّفوني من بَعْدِهمْ في اشْتِياقٍ فَفُؤادي بِهِ حَزِينٌ. وهُدْبي! *** ذِكْرَياتي أَنْتُنَّ فِرْدَوْس نَفْسي حِين أَلْقى بِكُنَّ حُبِّي المُوّلِّي! وجَحِيمي إذا بِكُنَّ تَذكَّرْتُ بَلاءً أَزْرى بِحِسِّي وعَقْلي! غير أنّي أهْفو إلَيْكُنَّ باللَّيْلِ ففيه الشُّجونُ بالصَّدْر تَغْلي! إنَّ عِلْمي بالناس أصبح يغتال ضَميِري. فأشْتَهي اليوْمَ جَهْلي! رُبَّ ماضٍ ذَكرْتُهُ فتذكَّرْ تُ رِجالَ العُلا. ووَقْتَ التَّجلِّي! شَدَّ ما أَشْتَهي الرَّحيل فَبَعْدي لم يَعُدُ يَرْفَعُ اللِّواءَ كقَبْلي! ليس كُلُّ النَعْماءِ تُرْضي حًَنايايَ فَبَعْضُ النَّعماءِ حَظُّ العُتُلّ! وأَنا لَسْتُ بالعُتُلِّ وما أَرْضى بِعَيْشٍ يَطْوي المُضيءَ سِجِلِّي! إنَّني أَبْتَغِيهِ عَيْشاً كريماً ولَئِنْ كانَ في افْتِقارٍ ومَحْلِ! ربَّ عَيْشٍ على الرَّغادةِ والنُّعْمى كَرِيهٍ بِخِزْيِهِ والتَّدَلِّي! *** يا فتاتي التي تُضيءُ طَرِيِقي أَرْقِبيني فقد توسَّدتُ رَحْلي! مَجِّدِ اللهَ يا ضَميري. فقد عِشْتُ بِقَوْلي مُحَرَّراً. وبِفِعْلي!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3279 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » ويختلف الحبان
أشعريني بأنَّ يوْمَكِ كالأمْسِ حناناً ورِقَّةً وفُتونا! إنَّني لا أطيقُ مِنْكِ ازْوِراراً إنَّه يُورِثُ الضَّنى والجُنونا! ما أُحَيْلى الأيَّامَ تلك وأَشْجاها فقد شَيَّدَتْ لحُبِّي حُصُونا! كُنْتُ فيها أَنْسى اللَّذاذَاتِ سِواها.. ولا أَخافُ المَنُونا! ما أُبالي لا بالحُطامِ ولا المَجْدِ وأَرْضى قَيدي وأَرْضى الشُّجُونا! إن حُرِّيتي لَتَشْرُفُ بالرِّقِّ يَراعاً ومَمْطَراً مَكْنُونا..! *** هو يُفْضي إليَّ جَهْراً وهَمْساً بالذي يُذْهِلُ العُقُولَ ويَشْفِي! بالَّذي يَرْفَعُ الضَّميرَ إلى الأَوْج ويبدي لها الذي كان يخفي..! ما يَرى منه كُلُّ قَلْبٍ حَفِيٍّ أَوْ مِن جَلالِه كُلُّ طَرْفِ! ما تَخيّرْتُ دُونَ القِمَمَ الشُّمَّ وأَخْتارُهُ بِدَيْجور كَهْفِ! إنَّ بَعْضَ الدَّيْجُورِ نُورٌ يُغَشِّيكَ بِمَرْأىّ يَجِلُّ عن كَلِّ وَصْفِ! ولقد بانَ ساطِعاً فَتَخَشَّعتْ فَسَفْحي غَدا رفيِعاً كسقفِ! *** يا سمائي التي أَنَرْتِ سِبيلي إجْعَلي النور صاحبي ودليلي! واجْعَليه إذا سَرَيْتَ نَجِيِّيَ واجْعَليه إذا لَغِبْتُ خليلي! هو نُورٌ كأنَّه المُزْنُ يَرْوي ظَمَأِي في السُّرى ويَشْفي غَليلي! وهو الرَّوْض بالثِّمارِ وبالزَّهْرِ غِذاءٌ ونَشْوَةٌ لِلْعَليلِ..! وهو سِفْرٌ مُجَلَّلٌ بالتَّرانِيمِ أَراهُ في بُكْرَتي وأَصِيلي! بَعْدَه. بَعْد أَنْ شغُفْتُ بما ضّمَّ تحاشَيْتَ كل سِفْرٍ هَزيلِ! يا فَتاتي لقد جَنَحْتُ إلى الحُسْـ نِ وَضيئاً يَنْأى عن الأَوْهاقِ! كنْتُ فيه أَسْعى إلى الجَسَدِ البالي. وأَصْبُو لِضَمَّةٍ وعناقِ! كان فيه الفِراقُ يَدْعو إلى الذُّلِّ مَهِيضاً.. مُتَيَّماً بالتَّلاقي! كم تَدلَّيْتَ كم تَهاوَيْتُ لِلْدَّرْكِ وَضِيعاً كَمَعْشَرِ العُشَّاقِ! ويْد الحُسْنٍ فَوْقَ رأْسي كإزْميلِ ظَمىءٍ إلى الدَّمِ المُهْراقِ! لَيْس إلاَّ العُتُوٌّ فيه ذلك الحُسْنِ فَمرْحىً لِعِزَّتي وانْعِتاقي! *** ولَشَتَّانَ بَيْن حُسْنٍ يُواليكَ طَهُوراً. وبَيْن حُسنٍ عَصُوفِ! ذاك يَحْنو عليك غَيْرَ مُدِلٍّ و يُفَدِّيكَ بالرَّؤى والطُّيُوفِ! مُلْهِمٌ. فاليراعُ منه نَدِيٌّ.. بِمعانٍ تَزَيَّنَتْ بالحُروفِ! وعذارى من الطَّرائِفِ تَشْفِي عاشِقَ الفَنِّ مِن بلاءِ الصُّرٌوفِ! هي مَجْدٌ مَؤَثَلٌ لِمُعَنَّى.. بِهَواها – مُغامِرٍ مَشْغُوفِ! ما يُبالي إذا احْتَوتْهُ وناجَتْهُ بآياتِها بِوَشْكِ الحُتُوفِ! *** والمُدِلُّ القصُوفُ تَسْطَعُ حيناً ثم يَخْفو ويَنْتَهي بالمِحاقِ! كم تَعالى به الفُتُونُ فأشْجى ثم أَهْوى به إلى الأَنْفاقِ! فإذا بالنَّميرِ منْه سَرابٌ عادَ لغَيِّ لعْنَةَ الأَحداقِ! ظَنَّ أَنْ يَخْلُدَ الفُتُون. فأَشقاهُ غُروبٌ أَطاحَ بالإِشْراقِ! يال هذا العرس الشهي ازدهته فرحة. ثم أفزعت بالطلاقِ! يا حَياةً يُغْرِي اللِّقاءَ بها النَّاسَ وتَطْوِي إغْراءهَا بالفِراقِ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
#3280 | ||
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
![]() |
![]() » محمد حسن فقي » حب وعرفان
رأيْتُ لعبد الله مَجْداً مُؤَثَّلاً تحدَّر من آبائِهِ الصِّيدِ واسْتَعْلى! فمن جَدّه عبد العزيز.. وفَيْصلٍ أبيه تَبَدَّى المجد مُمْتَنِعاً فَخَلا! ولله في عبد العزيز مآثِرٌ رأَيْنا بها الوَبْلَ المُبَشِّرَ والطَّلاّ! وكانتْ بِلادُ العُرْبِ شَمْلاً مُمَزَّقاً وخَوْفاً.. فلا وَعْراً أَميناً. ولا سَهْلا! فلا الحجُّ مأمُونٌ ولا المسجد الذي تَمَيَّز بالمُخُتارِ.. وانْتَزَعَ الجهلا! فكم مِن حَجِيجٍ راح يَقُصُدُ طَيْبَةٌ تَفَزَّعَ نَهْباً. أو تَرَدَّى بِها قَتْلا! طرائِقُ شَتَّى أفْزَعَتْ كُلَّ طارِقٍ وإنْ بَذَلوا من الله ما جَلَّ واسْتَحْلى! تَصَدَّى لها عبد العزيز فَصانَها من العَبَثِ المُزْري. وكانَ له أَهْلا! فما هي إِلاَّ جولة بعَدَ جوْلَةٍ فَراحَ بها الباغُونَ صَرْعى بِما أَصْلى! فمنهم أَطاعَ السَّيْفَ يَشْدخُ هامَهُ ومنهم رأى أَنَّ الرُّضوخ به أوْلى! فَلِله ما أَجْدى علينا جِهادُهُ فقد صَحَّ منه ما تَهافَتَ واعْتَلاَّ! يُشِيدُ به الشَّادُونَ في كُلِّ بُقْعَةٍ فكم مِنَّةٍ تُرْوى. وكم آيةٍ تُتْلى! وهذا هو الخُلْدُ الذي ظَلَّ شامِخاً مُشِعّاً على الدُّنْيا بآلائِهِ المُثْلى! ومِن بَعْدِه جاءَ الغَطارِيفُ.. كُلُّهُمْ شَغُوفٌ بِمَجْدٍ لا يَخيسُ ولا يَبْلى! بدا فَيْصَلٌ لِلنَّاسِ مَجْداً مُلألِئاً يُضِيءُ.. فلا حِسّاً يَضِلُّ. ولا عَقْلا! تأَلَّقَ في عَيْنَيْ أَبيهِ فَسَرَّهُ.. وكيف؟! وقد كانَ السَّبوق الذي جَلىَّ؟! فقال له كُنْ نائبِي.. وأَحَلَّهُ مَحلاًّ رَفِيعاً.. ما أَعَزَّ وما أَغْلى! فقد كانَ فيه المُصْطَفى سَيِّدُ الورى فكانَ به طِفْلاً.. وشَبَّ به كَهْلا! فَراسةُ مَوْهُوبٍ عَظِيمٍ مُسَوَّدٍ وفِطْنَةُ مَوْهُوبٍ. وكان له نَجْلا! ولَسْتُ بِمُسْطِيعٍ. ولا الشّعْرُ قادِرٌ على صَوْغِ ما كانا بِه. وله أَهْلا! فَفي البَحْرِ أَسْرارٌ. وفي الطَّوْدِ رِفْعةٌ تُحَيِّرُ قَوْلا.. أَنْ يُحاوِلَ.. أْو فِعْلا! وشاءَ يَراعي مَرَّةً فأَرابَني فَقُلْتُ له – لما رَثَيْتُ له – مَثلا! وقُلْتُ له أَبْصِرْ.. فَحَوْلَكَ ثُلَّةٌ كَوَاكِبُ.. كانُوا لِلَّذي سادَنا نَسْلا! أَشاوِسُ. لَو فَوْق النُّجُومَ مَنَابعٌ لَتاقُوا إليْها. واسْتَطابُوا بها النَّهْلا! ولم يَثْنِهمْ عَن قَصْدِهم غَيْرُ نيْلِهِ وكيْفَ.. وقد أَدُّوا له الفَرْصَ والنَّفْلا! وقد ناضَلُوا حتى اسْتَوَوْا فَوقَ هامِهِ فساروا وقد مَدّ الطُّمُوحُ لهم حَبْلا! تَذكَّرْ سعوداً وهو أوَّلُ عاهلٍ تَسَنَّم عَرْشاً يَنْشُدُ الحقَّ والعدْلا! تَسَنَّمه والنَّاسُ تحمد ما بَنى أبُوهُ.. ويَلْقى حَوْلَه الحَوْلَ والطَّوْلا! وحَسْبُكَ مِن هذه السُّلالِة خالِدٌ وفَهْدٌ. وقد كانَ السُّمُوُّ لهم شُغْلا! فَأَوْرَثَهم مَجْداً طَريفاً وتالِداً وأَوْرَثَنا نَحْن الكرمةَ والفَضْلا! لَك الله يا فَهْدُ الحَبِيبُ وخالدٌ فإنَّكُما الجُودُ الذي اسْتَأْصَلَ البخلا! وإنَّكُما الفَخْرُ الذي يَستَفِزُّنا إلى المَدْحِ.. لولا أنَّه لم يكُنْ جَزْلا! ويا شِعْرُ هل لي أَنْ أَبُوحَ بِمُضْمَرٍ من الحُبِّ أَصْلاني الذي لم أَكُنْ أصْلى! لَئن عَزَّني فيه الثّناءُ فَإِنَّني أراني بِحُبِّي أعْشّق الصَّدَّ والوَصْلا! وأعْذُرُ شِعْري إنْ تَقَاصَر واسْتَوى على العَجْزِ واسْتَخْذى بِقافيةٍ عَجْلى! فما هو إلاَّ الشِّعْرُ يَسْتَقْطِبَ النُّهى فَيَشْدو كما تَشْدُو مَشاعِرُهُ الجَذْلى! وما هو إلاَّ المَجْدُ.. إلاَّ رُسُوخُهُ وما هو إلاَّ أَنْ غَدَوْتَ له ظِلاَّ! عَشِقْتُ العُلا مَنْذُ الصِّبا فَوَجَدْتُها لَدَيْهِ. فَنَادَتْني أَلا كُنْ له خِلاَّ!
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | الردود | آخر مشاركة |
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ | شذى الياسمين | السفر والسياحة والرحلات البرية | 9 | 10-14-2021 07:31 PM |
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 | فتى بلاد شمران | ديوان شعراء قبائل شمران | 4 | 09-28-2021 02:42 AM |
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ | ريحانة شمران | الشاعر / ابوعبدالله | 9 | 02-17-2021 05:56 PM |
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 3 | 02-01-2021 06:26 PM |
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ | أبو شريح الشمراني | منتدى المقال | 5 | 01-15-2021 09:55 PM |