منتديات قبائل شمران الرسمية


بـوح الـقـصيد للشعراء الأعضاء يختص بالشعر الغير منقول للاعضاء المسجلين

إضافة رد

 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع

قديم 06-21-2024, 10:37 PM   #1
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » مكة؟!

شَجانا مِنْكِ يا مَكَّةُ ما يُشْجى المُحِبِّينا!
فقد كُنْتِ لنا الدُّنيا
كما كنْتِ لنا الدِّينا!
وكنْتِ المَرْبَعَ الشَّامخَ
يُرْشِدُنَا ويَهْدِينا!
وكنْتِ الدَّارةَ الشَّمَّاءَ
تُكْرِمُنا وتُؤْوِينا!
وكنْتِ الرَّوضَةَ الغَنَّاء
تُلْهِمُنا وتُعْلِينَا!
فما أَغْلاكِ يا مكَّةُ أَنْجَبْتِ المَيامِينا!
وما أَحْلاكِ يا مكَّةُ
ما أحلا القرابينا!
نُقَدِّمُها لِمجْدِ الله
يُسْعِدُنا ويُدْنينا!
* * *
أيا مَوْطِنَ مِيلادي
لقد شَرَّفْتِ مِيلادي!
كأَنِّي وأنا النُّطْفَةُ
كُوشِفْتُ بِأعْيادي!
وكانَ صِبايَ تغريداً
كأَنِّي البُلبُلُ الشَّادي!
يَرى في الرَّوْضِ والغُدْرانِ
ما يَنْشُدُه الصَّادي!
وما كانت سوى الأَّقْداسِ
أَوْدَعَها بِها الهادي!
فَسُبْحانَ الذي كَرَّمَ منها الطَّوْدَ والوادِي!
فكانا سادةَ الأَرْضِ
بأغوارٍ وأَنْجادِ!
فَهَلِّلْ يا صِبايَ الغَضَّ
أَنْتَ سَلِيلَ أَمْجادِ!
* * *
وكانَ شَبابيَ المَجْدُودُ
بين ظِلالِها يًنْمُو!
ويَمْرَحُ بَيْنَ أَتْرابٍ
شمائِلُهم هي الغُنمُ!
فَكلُّ سِماتِها شَمَمٌ
وكُلُّ لِداتِها شُمُّ!
هي الأُمُّ التي احْتَضَنَتْ
فبُورِكتِ النَّدى. الأُمُ!
فَلَيْس لَنا بِها هَمٌّ
سِواها فهي الهَمُّ!
يُزيدُ لها حياةَ المَجْد
وهي المَجْدُ والكَرَمُ!
سَقَتْها السُّحْبُ
ما يَخْضَرُّ منه القاعُ والأكَمُ!
فما أَكْرَمَ ما أَشدَتْهُ
ما يَسْمو به القلم!
* * *
أَلا يا مَكَّةُ العَصْماءُ
يا حب الملايين!
وذات المَجْدِ في الدُّنيا
وذات المجْدِ في الدِّينِ
لقد أَنْجَبتِ من أَنْجَبْتِ
من غُرِّ المَيامِين
فَكانُوا النُّورَ لِلْعالَمِ
في كُلِّ الميَادينِ!
وكانوا الخُلُق السَّاِميَ
يَعْلُوا بالمَساكينِ!
فَيَرْفَعُهم إلى الذُّرْوَةِ
تَصْبو لِلْمضَامِين..!
فما يَعْنُونَ بالأَشْكالِ
تَسْخَرُ بالمجانِين!
كُفينا بِكِ يا مَكَّةُ
مِن شَرِّ الشَّياطِينِ!
* * *
يا حَنِيني لِمًكَّتي رَغْمَ بُعْدي
عن ثراها الزَّكِيِّ.. عن أَبنائِهْ!
أنا مِن ذلك الثَّرى قد تكَوَّنْتُ
وفي ظِلّهِ وظِلِّ سَمائِهْ!
كيف لا أَسْتَعِرُّ مِن حُبِّه الهادِي
ولا أَسْتَطيلُ مِن إطْرائِهْ؟!
هُولِي خَيْرُ ما أَسْتَحِلُّ من الحُبِّ
وما أَسْتَطيبُ من آلائِهْ!
ذِكْرياتي مُنْذْ الصِّبا عَنْه حَتَّى
شِبْتُ. كانَتُ لِلقلبِ خيْرَ غّذائِهْ!
لًيْتَني ما ارْتَحَلْتُ.. ولا غَابَ عَنِ العَيْنِ سَرْمَدِيُّ سَنائِهْ!
تِلْكَ كانَتْ مَرَابعُ العِزِّ والصَّبْوةِ
في ناسه. وفي أندائِهْ!
أَتمَنَّى البَطْحاءَ تِلْكَ لِمَثْوَايَ ندِيّاً في صُبْحِه ومَسائِهْ!
بّيْن أَهْلي وَبَيْن صَحْبي فما أَطْيَبَ هذا الرُّقادَ في بَطْحائِهْ!
رَبِّ إنَّ اللِّقاءَ أَمْسى قَريباً
فأَرِحْنِي بِمَنِّه وعطائِهْ!
إنَّ رُوحي مِن الآثامِ تَلَظىَّ
فهو يَخْشى مِن جُرْمِهِ واجْتِرائِهْ!
فَعَساهُ يَلقى بِعَفوِكَ عَنْه
ما يُرِيحُ الأَثيمَ مِن بُرَحائِهْ!
كانَ إيمانُهُ قَوِيّاً نَقِيّاً..
لم يُعَكِّرْ جُنُوحُهُ مِن صَفائِهْ!
أّنْتَ تَدْرِي به.. وتَعْرَفُ نَجْواهُ
فَخَفِّفْ عنه شَدِيدَ بَلائِهْ!
* * *
أَيُهذا الإيمانُ.. يا بَلْسَمِي الشَّافي شَفَيْتَ السَّقيمَ مِن أَدْوائِة!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:38 PM   #2
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » آلام وآمال


"مَنازِِلُ أَياتٍ خَلَتْ من تِلاوَةٍ
ومَنْزِلُ أُنْسٍ مُقْفِرُ العرصَاتِ!"
وَقَفْتُ بِها أسْتَنْشِدُ الرَّبْعَ ماضِياً
كئيباً.. فلم أَسْمَعْ سوى الزَّفَراتِ!
فقلتُ له.. يا رَبْعَ مالَكَ مُوحِشاً..
شَجِيّاً .. فلم أُبْصِر سوى العَبَراتِ!
فقال.. وكَلاَّ لم يَقُلْ.. إنَّهُ احَتَمى
بِصَمتِ بَلِيغ غامِضِ النَّبرَاتِ!
ويا رُبَّ صَمْتِ كانَ أَسمَعَ للورى
من الصَّوْتِ يَعْلُو.. أو من الهَمَسَاتِ!
لقد كانَ لي أَهْلَونَ شَوسٌ تَرحَّلوا
وأَبْقَوْا صَدّى يَهْوِي إلى الدَّرَكاتِ!
فما تَمَّ لي مِن مُتْعَةٍ أَسْتطيبُها..
ولا ثَمَّ لي حُلْوٌ مِن الضَّحِكاتِ!
شَجاني الأَسى مِن بَعْدِهم. وتَأَلَّبَتْ
عَلََيَّ الرَّزايا.. من نَوًى وشَتاتِ!
وكيف.. وقد كانوا البُطُولَةَ والنَّدى
وكنْتُ بهم في أّرْفَعِ الدَّرَجاتِ..!
يَخافُ الخُصومُ اللٌّدُ مِن سَطَواتهم
فَيَنأَوْنَ عنِ حَيْفٍ بهم.. وأذاةٍ!
ويَهْفو إلى ساحاتِِهم كُلُّ بائِسٍ
ضَعِيفٍ. فَيْلقى يانِعَ الشَّجَراتِ!
يلُوذُ بها طَعْماً وظلاًّ.. ويَرتوي
من العَذْبِ يُطفىء لاعِجَ الجَمَراتِ!
وقد رَحَلوا عَنِّي.. إلى غَيْرِ رَجْعَةٍ..
ولم يبق مِمَّا كان عَيْرُ فُتاتِ!
أتَعْجَبُ منِّي.. مِن دُمُوعي ولَهْفَتي..
على ذلك الماضِي.. ومِن حَسَراتي؟!
فَقُلْتُ له.. يا رَبْعُ ما أنا لائِمٌ
ولكنَّني راثٍ لِكَسْر قَناةِ!
فما أنا إلاَّ مِنْكِ بضعٌ يرُوعُني
ويُفْزِعُني رَوْضٌ غدا كَفَلاةِ!
به العذبُ مِلْحٌ بَعْدما كانَ جارياً
زُلالاً كَنِيل سائِغٍ.. وفُراتِ!
يُدِلُّ ويَزْهو بالكُماةِ وَ.. وأَيْنَهُمْ؟!
فما عَزَّتِ الدُّنيا بِغَيْرِ كُماةِ!
وما طابَ عَيْشٌ يَحْتمي بِظَلامِهِ
ولا ضاءَ إلاّ مِن شُمُوسِ حُماةِ!
وها هو يُقَِْصيهِ السُّباتُ عن العُلا
فهل سوف يَصْحُو بَعْد طُولِ سُباتِ؟!
لٍيفَتَرعَ الأَوْجَ الرَّفيعَ. ويَسْتَوِي
عليه كريماً دُونَ خَوْفِ جُناةِ!
لقد كانت الأَسْلافُ مِنَّا أماجِداً..
ولكنَّهم بِالْمْجدِ غَيْرُ عُتَاةِ!
جَنى غَيْرُهم. واسْتَأسَدوا بِسُيُوفِهمْ
بما حَصَدَتْ من سُوقَةٍ وسَراةِ!
وما وَجَدَ النَّاسُ الأمانَ بِقُرْبِهِمْ
ولا أَخْصَبت المَرْعى بِشرِّ رُعاةِ!
وهم أَخْصَبوا الإجْدابَ دُونَ تَطاولٍ
ولا طمع في طَيِّبِ الثَّمراتِ!
فَطَابَ الجَنَى.. واسْتَمْتَعَ النَّاس بالْغِنَى
وعادَتْ سُفُوحُ الأرْضِ كالسَّروَاتِ!
لَشَتَّانَ ما بَيْن الفَرِيقيْن.. راشدٌ
وآخَرُ غادٍ عاثِرُ الخَطَواتِ!
وحَدَّجَني الرَبْعُ الحَزينُ بِنظْرَةٍ
تفيض أسىً أَعْيا بَليغَ لُغاتِ!
وقال. لقد واسَيْتَني وَتَرَكْتَني..
على غِبطَةٍ مِن مُقْبِلِ السَّنَواتِ!
كِلانا يُريدُ الخَيْرَ.. لا أنا يائِسٌ
ولا أَنْتَ مِن بُشْرى بِما هو آتى!
شَكاتُكَ ما تُجْدِي عَلَيْكَ بِلا صَدًى
مُجِيبٍ ولا تجدي عَلَيَّ شَكاتي!
سأَصْبِر حتَّى أطمَئنَّ بصَحْوةٍ
تُبَلِّلُ بالعَذْبِ الفُراتِ لَهاتي!
فقد أَيبَسَتْها الحادثات فَأَصْبَحَتْ
كَشَنِّ.. وما يَلْقى حَنانَ أُساةِ!
عَسانا نَرى مِن مُقْبِلِ الدَّهْر آتياً
كماضٍ مُخصِبِ الجَنَباتِ!
أيا صَبْوَةً أَدْمَتْ حَشاي.َ وأَرَّقَتْ
عُيُوني.. وكانَتْ أَكْرَمَ الصَّبواتِ!
لقد أَجَّجَتْ مِنِّي الشُّعُورَ فَألْهَمَتْ
وقد أَيقَظَتْني مِن عَميقِ سُباتي



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:38 PM   #3
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » أنا والشعر


أعاني وما يَدْرِي الورى عن مُعاناتي
ولم يَسْمَعِ النَّشْجَ الأليمَ وآهاتي!
وكيف وبَوْحُ الحُرِّ يَجْرَحُ رُوحَهُ
فيَطوِي على الدَّامي المُؤَرِّقِ.. والعاتي!
ويُسْعِدَه الكِتْمانُ حتى كأّنَّهُ
ضَرِيحٌ يُوارِي بُؤْسَه في الغَياباتِ!
ويَبْتسِمُ والأَضْلاعُ مِن وَقْدة الحَشا
تُحِسُّ بِإزميلٍ يَقُدُّ لِنَحَّاتِ!
ويَحْسَبُني الرَّاؤون شَخْصاً مُرَفَّها
سعيداً بِماضِيَّ الحفيلِ.. وبالآتي!
يَظُنُّونَ أن المالَ والمجْدَ جَنَّةٌ
وأَنَّهما مِرْقاتُنا للسَّماواتِ!
وأنَّهما لُبُّ السَّعادِةِ.. والمُنى
لِطُلاَّبها تَأْتِي على غَيْرِ مِيقاتِ!
شَجاني الأَسى مِمَّا يَظُنُّونَ جَهْرَةً
وقد هَتَفوا من جَهْلِهِمْ بِالعَداوات!
ولو عَلِموا أَنِّي الشَّقِيُّ بِكُلِّ ما
يَظُنُّونَهُ سعْداً يُضِيءُ بِمِشْكاةِ!
لَكَفُّوا عن اللَّغْوِ المَقِيتِ. وأَقْلَعوا
عن الظَّنِّ يُلْقي رَهْطَهُ في المَتَاهاتِ!
فما السَّعْدَ إلاَّ في الرّضا فهو نِعْمَةٌ
مُبَرَّأَةٌ تٌفْضِي بِنا لِلْمسَرَّاتِ!
فما مالُ قارُونِ.. ولا مَجْدُ قَيْصّرٍ
بِمُغْنٍ عن الباغي – إذا طاش – والعاتي!
ولن يَضَعا في البالِ ذَرّةَ راحةٍ
سوى راحةِ الذِّئْبِ المُتَيَّم بالشاةِ!
ولو أَنَّني خُيِّرتُ لاخْتَرت فاقتيْ
إذا منَحَتْني بالرِّضا.. رِفْعَةَ الذَّاتِ!
فما المالُ والمجْدُ لِلْورى
إذا اسْتَأْذَبَا واسْتَشْريا غَيْرُ آفاتِ!
ألا لَيْتَ أَهْلي الأقْرَبِينَ ورُفْقَتي
بَصائِرُ تسْتهْدي بِرُشْدٍ وإخْباتِ!
فلا تَنْحَني إلاَّ إلى الله وَحْدَهُ
ولِلْمَجْدِ مَجْلُوّاً بأَصْدَقِ آياتِ!
فقد تٌهْلِكُ الأطماعُ مَن شُغِفوا بها
وتَهوِي لٍلْقاع مِن دون أَقْوَاتِ!
أّنِلْني الرِّضا – يا رَبِّ – غَيْرَ مُبارحٍ
حَنايايَ إنّي بالرَِضا خَيْرُ مُقْتاتِ!
وبارِكُه بالإِلهامِ يَهْدى قَريحتي
إلى قممٍ شُمٍّ تَضُوعُ بأَبْياتي!
قَصائِدُ غُرُّ ليس فيها تَمَلُّقٌ
ولا جَشَعٌ يُفْضِي بِها لِلْغوايات!
فما الشِّعْرُ إلاَّ حِكْمةٌ وتَرَفُّعٌ
وإلاَّ سُمُوٌّ ما يَجِشُ بِسَوْءاتِ!
ولكنَّه يَهْدي ويُعْلي ويَرْتَقي
إلى ذُرْوَةٍ تَشْفي الورى بالمُناجاةِ!
إلى ذُرْوَةِ تَشْدو بِشِعْري وتَنْتَشِي
وتَهْتِفُ بالمُصْغِينَ والصَّخَراتِ!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:38 PM   #4
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الملهى والمحراب

اسْمِعيني لا أَسْمَعَ الله أُذْنَيْكِ
حديثَ الصِّبا. ونَجْوى الشَّباب!
يَوْمَ كُنَّا طيرين نمرح في
العُشِّ.. ثمالى من خَمْرةٍ ورُضابِ!
يَوْمَ كنَّا عَفَّيْنِ ما نَعْرفُ العِهْرَ
ونُفْضي عَمَّا وراءَ الثِّيابِ!
لا نُبالي بالقَوْلِ يَجْرَحُ..
والنَّظْرَةِ تُدْمِي. ولا بِسُوءِ الحِساب!
فَلَنا مِن رَفارِفِ الطُّهْرِ مأوى
ليس يَخْشى نَقاؤُه من عِقابِ!
وتعالى العُواءُ حَوْلي فما ارْتَعْتُ
ولا أَنْتِ مِن عُواءِ الذّئابِ!
كيف يَرْتاعُ عاشِقانِ
طَهُورانِ بَرِيئانِ مِن خَنًى ومَعابِ؟!
هكذا هكذا دَرَجْنا على
الحُبِّ خَلِيّاً من شِقْوةٍ وعَذابِ!
وتَخيَّلْتُ أَنَّني العاشقُ الفَرْدُ
وأَنّي أختْالُ فَوْق السّحابِ!
وتَبَدَّيْتِ لي حصاناً رَزَاناً
فهي ماءٌ.. وغَيْرُها من سرابِ!
كَمَلاكٍ مِن الفرادِيسِ لا
عَيْبَ به غَيْرُ فِتْنَةِ الألْبابِ!
والورى حَوْلَه نِشاوى
فمن حُسْنٍ وَضِيءٍ: ومن عَبِيرِ مَلابِ!
* * *
وتَخَيَّرتِني فلاقيتِ مِنِّي
غيْرَ ذي مَخْلَبٍ.. وذي أَنْيابِ..
غَيْرَ ذي شَهْوةٍ يَطِيحُ بها
الجِسْمُ عَشِيقاً مُزَعْزِعاً.. للتُّرابِ!
هو قَلْبٌ من الحنانِ رقيقٌ
وهو عَقْلٌ مُلاَلِىءً كالشِّهابِ!
واسْتَويْنا نِدَّيْنِ يَحْسِدُنا الخَلْقُ
فمن واثِقٍ.. ومن مُرْتابِ!
فَحَسِبْنا. والأَمْرُ غَيْرُ الذي نَحْسبُ
والعيشُ كلُّه ذُو اضْطِرابِ!
أنَّ هذا الهوى سيمْتَدُّ مُخْضَراً
مدى عُمْرِنا.. مدى الأحقابِ!
يا لها من سذاجةٍ وغباءٍ
هَوَّنا بالكِذابِ كلَّ الصِّعابَ!
وأنا دُونَكِ الأحْمقُ الغِرُّ
فقد كنْتِ نِقْمةً في إِهاب!
نِقْمةً تَخْتَفي وَراءَ حِجابٍ
هو أَعْتى من الصُّخُورِ الصِّلابِ!
يا لَرُوحي مِمَّا اعْتَرَاها من الغَفْلةِ
دَهْراً.. ويا له من عُجابِ!
إنَّ هذا هو العُجابَ وما أكْثَر مَا في حياتِنا من عُجابِ
أُيُّهذا المَلاكُ يَرْتَدُّ شّيطاناً مَرِيداً ويَزْدَهِي بالمآبِ!
بِئْسَ هذا الجزاءُ مِنْكِ فأغْصانُكِ عادتْ عَلَيَّ مِثْلَ الحِرابِ!
ضَرَّجَتْني لكنَّها أَنقْذتني
من خِداعٍ مَضَلِّلٍ.. وكِذابِ!
عَلَّمَتْني.. وما أُحَيْلى هدى العلمِ عَليْنا يَرُدُّنا للصَّوابِ!
ربَّما كان خَيْرُنا في عَذابٍ
مُنْضج. صارِفٍ عن الأَوْشابِ!
وأراني أَراهُ يعد تماديَّ سِفاهاً
وبعد فَصْلِ الخِطابِ!
واضِحاً.. واضِحاً.. جَلِيّاً .. جَلِيّاً
في كِليْنا من رِفْعَةٍ وتَبابِ!
* * *
لم تَعُودِي يا بُلْبُلي الصَّادِحَ
بالمَطْرِباتِ.. غَيْرَ غُرابِ!
فارْقُبي يَوْمَكِ وقُولي
يا لَنَفْسي من وَحْشَةٍ وخَرابِ!
واسْكُبي دّمْعَكِ الغَزِيرَ على الماضي لَئِيماً يَضجُّ بالأوْصابِ!
وارْجعي للرَّشادِ.. حتَّى وإِن كان فَقِيراً ولَيْس بالوهَّابِ!
كيف يَحْبو وما لَهُ من سناءٍ
يَتَصَبَّى.. وما لَهُ مِن رِحابِ؟!
فَلَعلَّ المتابَ كفَّارَةُ العُمْرِ
ورَضْوى تِلكَ القُلوبِ الغِضابِ!
هل تُطيِقينه؟ عَسى أن تُطِيقيهِ
وأَن تَدْخُلي إلى المِحْرابِ!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:39 PM   #5
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الطائر الحزين

عُدْتُ بلا حِسَّ ولا خاطِرِ..
كأنًّني عُشٌ بلا طائِرِ!
عُشٌّ كَثيبٌ نالَ منه الِبلَى
يَفِيضُ بالبؤسِ على الناظِر!
واهٍ على ماضٍ قطفتُ المُنَى
ريَّانَةً مِن رَوْضِهِ النَّاضِرِ!
وَلَّى فلم يَبْقَ سوى مُهْجَةٍ
.. غابِرُها يَبْكِي على الحاضِرِ.. !
يَبْكي عليه.. ثم يَرْضى البِلى
كلاهما.. من أَلَمٍ صاهِرِ!
ولا يَضيقانِ بَلاُوائِهِ
ولا يًثُورانِ على الواتِِرِ!
فرُبَّما كانتْ بِطَيَّاتهِ
نُعْمى تُعيدُ الرِّبْحَ للخاسِرِ!
مُضاعَفاً يَنْسى بآلائِهِ
ما كانَ من ناهٍ.. ومن آمِر!
ورُبَّ حَظِّ عاثِرٍ يَنْتَهي
بِرَبِّهِ لِلأَمَلِ الزَّاهِرِ!
خواطِرٌ هذي جَلاها الأَسى
بعد الدُّجى الحالِكِ للشّاَعِرِ!
لكنَّهُ صابَرَ حتى اسْتَوَتْ
وضَّاءَةَ الباطِنِ والظَّاهِرِ!
حقائِقاً عادَ بِها ناعِماً
باللاَّبِنِ المُغْدِقِ والتَّامِرِ!
يا ذاتَ أَمْسى.. يا جَلاَل الهوى
يا ذاتَ حُبِّي الوامقِ الطاَّهِرِ!
يا رّبَّةَ السِّحْر الذي قادني
إلى الذُّرى ذاتِ السَّنا الباهِرِ!
ثُمَّ إلى الدّرْكِ.. إلى شِقْوَةٍ
أوَّلُها يَعْثُرُ بِالآخِر!
كيف طَوى ذاك الجمالَ الرَّدى
وانْقَلَبَ السِّحْرُ عَلى السَّاحِرِ؟!
عاد به المَهْجُورُ في جَنّةٍ
ولَيْسَ بالباكي ولا السَّاخِرِ
وليس بالتَّاعِسِ من جَوْرِهِ
وليس بالآسِي على الجائِرِ!
وأَنْتِ ما عُدْتِ سوى لِلأسَى
بعد الخَنى. بعد الضُّحى العابِرِ!
ما أَرْوَعَ القِصَّة هذي الَّتي
تَرْوِي عن المَهْجُورِ والهَاجِرِ!
* * *
وسأَلْتُ نَفْسي. ما الذي يُجْدي الهوى
في حالّتيْه.. بِوَصْلِهِ وبِصَدِّهِ؟!
هل لو سَعِدْتُ بِقُرْبِهِ ونَوالِهِ
أغدْو الرَّفِيعَ بِمَجْدِهِ. وبِرَغْدِهِ؟!
أغْدو أَسيرُ وما أخافُ من الرَّدى
ولو استطال بِبَرقِهِ. وبِرَعْدِهِ؟!
أم أَنَّني أغْدُو الهَلُوعَ لأنَّني
بِعْتُ الحياةَ على الحَبِيبِ ورِفِدِهِ؟!
فَغَدَوْتُ مَمْلوكاً يُفَزّعُهُ النَّوى
فيَوَدُّ أن يَبْقى الحُسامُ بِغِمْدِه؟!
لَنَجَوْتُ مِن طَيْشِ الغَرامِ وهَزْلهِِ
وخَرَجْتُ منه بِصَدِّه.. وبِجِدِّه!
لو أَنَّني اسْترسَلْتُ فيه لَرَدَّني
بِحُسامِهِ عن مَطْمَحي.. وبِجُنْدِهِ!
وّلكُنْتُ في يَوْمي الأَسيرَ.. وبِئْسَما
يَلْقى الأسِيرُ من الهوانِ بِوَجْدِهِ!
وأنا الطَّلِيقُ بما اسْتَخْرَتُ. أنا الذي
ناوَأْتُهُ.. فَنَجا الكريمُ بجِلدِه!
ولقد يُحَلِّقُ عاشِقٌ بِتَرَفُّع
عن دَعْدِهِ.. وتَمَنُّع عن هِنْدِه!
ولقد يَظَلُّ بسَفْحِهِ. ولو أنَّهُ
شَحَذَ العَزِيمةَ لاسْتَوى في نَجْدِهِ!
الحُرَّ لا يَرْضَى بِرَغْمِ شُجُونِهِ
حتى ولو نَخَرَتْ حَشاهُ بِقيْدِهِ!
شَتَّانَ بَيْنَ مُنافِحٍ عن حُبِّهِ
يهْوِي بهِ.. ومُنافِحٍ عن مَجْدِهِ!
* * *
مُدِّي يَدَيْكِ.. فَإنَّني من عَنْصُرٍ
زاكٍ. وشافٍ صَدْرَهُ مِنْ حُقْدِهِ!
ما إنْ شَمِتُّ بٍفاخرٍ مُتَنفِّجٍ
بالحُسْنِ.. بعد سُقُوطِهِ في لَحْدِهِ!
فلقد بَرِئْتُ من الشَّماتِ وعَسْفِهِ
ولقد بَرِئْتُ من الغَرُورِ وكَيْدِهِ!
ليْتَ الجمالَ إذا اسْتوى في عَرْشِهِ
لم يَسْتَبِدَّ على ضراغِمَ أُسْدِهِ!
أَوْ يَطْغَ.. فالعُشَّاقُ في حُسْبانِهِ
كحِجارةٍ يَلهوَ بهمْ في نَرْدِهِ!
فلقد يَوَدَّ إذا هَوى عن عَرْشِهِ
أنْ لو أَنالَ بِجَزْرِهِ وبِمَدِّهِ!
لو أنَّه جَذَبَ المشَاعِرَ والنُّهيَ
المُسْتَهامَةَ. لاسْتَعَزَّ بِخَلْدِهِ!
دُنْيا.. فهذا رابِحُ من غَيِّهِ
فاعْجَبْ. وهذا خاسِرٌ مِن رُشْدِهِ!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:40 PM   #6
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» محمد حسن فقي » الشاعر .. وليلاه

ليْلايَ. إنَّ الدَّهْرَ بالأحياءِ يَحْصِدُهُم ويَمْضي!
وأنا أعِيشُ مُسَهَّداً.. مِن دُونِ إغفاءٍ وغَمْضِ!
أمْسَيْتُ أزْحَفُ بَعْد إسراعي العَنِيفِ. وبَعْدَ رَكْضي!
وغَدَوْتُ لَيْلاً مُدَلَهِمّاً. بَعْدَ إشْعاعِي وَوَمْضي!
والنَّاسِ تَسْأَلُني فَأُعْرِضُ عن تَساؤُلِهِم وأُغْضي!
* * *
ماذا أقُولُ لهم. وهُمْ عن صَبْوَتي يَتَساءَلُون؟!
أَفَيَعْرِفُونَ حِكايتي لَيْلايَ.. أَمْ هم يَجْهَلُون؟!
أَفَيُشْفِقُونَ على المُضَرَّجِ.. أَم تُراهُم يَشْمَتُونْ؟!
لا. لن أَقُولَ ولَنْ أُحَدِّثَهُم بأَسْرارِ السُّجُون!
فهي الحَبِيسَةُ من القُيُودِ الدَّامياتِ وفي السُّجون!
* * *
أَتَذَكَّرُ الأَيَّامَ تِلْكَ. وما أُحَيْلاها فأَشدو!
بالشِّعْرِ مُخْتَنِقاً يَنُوحُ.. يَرُوعُه وَجْدٌ وصَدُّ!
قد كانَ يَرْفِدُهُ الوِصالُ. فَعَيْشُهُ زَهرٌ وَوَرْدُ!
واليَوْمَ صَوَّحَ رَوْضُهُ. والنَّبْعُ جَفَّ. فكيف أَحْدُو؟!
كلاَّ سأَحْدو. فالْهوى غَيٌّ ضَلُولٌ ثم رُشْدُ!
* * *
سَتَرَيْنَ يا لَيْلايَ أَنِّي لا أَذِلُّ ولا أَخُورْ!
سَتَرَيْنَ أنِّي أتْرُكُ الفِرْدَوْسَ إِنْ كانَ يَجُورُ!
فَأَنا المُعْرِضُ عنه. وأنا القالي. ومَرْحًى لِلْحَروْرْ!
فهو أَنْدى الشُموخِ الحُرِّ مِنْ حُسْن هَصُورْ!
رُبَّما عُفْتُ نَسِيمي العَذْبَ. واخْتَرْتُ الدَّبورْ!
* * *
وسَتَبْكينَ على الحُبِّ تَوارى عَنْكِ واسْتَخْفى نَداهْ!
كانَ مَجْداً لكِ يُعْليكِ.. وتُؤْويكِ رُؤاهْ!
ونَوالاً كُلَّ ما جِئْتِ. له.. امْتَدَّتْ يَداهُ!
فَتَزَوَّدْتِ مِن الرَّوْضِ جَناهْ.. وَتَذَوَّقْتِ من الزَّهْرِ شَذاهْ!
ثم فَدَّاكِ. ولكِنَّكِ ما كُنْتِ فِداهُ!
* * *
قال أَتْرابُكِ. ما أغْبى التي عَقَّتْ فتاها!
لَيْتَهُ اخْتارَ هَوانا.. قَبْلَ ما اخْتارَ هواها!
لِيَرَى الفِتْنَةَ تَعْتَزُّ.. وتُولِيهِ جَداها!
بل جَداهُ.. إنَّ مَنْ يَمْلِكُهُ اعْتَزَّ وتَاها!
خَسِرَتْ تِلكَ التي صَدَّتْهُ طَيْشاً وسِفاها!
* * *
وتَقَاطَرْنَ إليه.. بَعْدما أَقْفَلَ بابَهْ!
وتَوارى خَلْفَهُ.. ضاعَفَ مِنْهُنَّ حِجابَهْ!
طارِداً أشْجانَهُ تِلْكَ التي كُنَّ عَذابَهْ!
واسْتخارَ المُزْنَ يَرْوِينَ. فما أَصْدى سرابَهْ!
واسْتَوى مُنْتَصِباً يَتْلو على المَجْدِ كِتابَهْ!
فَتَراجَعْنَ وما ضِقْنَ.. بَلى قُلْنَ سلاما!
إنَّها النَّفْرَةُ من قَلْبٍ عن الذُّلِّ تُسامى!
عَشِقَ الحُسْنُ فأشْقاهُ.. فَوَلىَّ وتَحَامَى!
فإذا الحُسْنُ. وقد وَلىَّ.. عليه يَتَرامى!
فانْزَوى. وانْقَلَبَ الحُسْن مُهِيضا وحُطاما!
* * *
أيُّها الشَّاعِرُ في مِحْرابِهِ الوَادِعَ.. إحْساساً وفِكرا!
رَتِّلِ الشِّعْرَ على أحْلامِنا.. أَكْرِمْ به حُلْواً ومُرَّا!
إنَّه المِهْمازُ يَقْسو لَيِّناً.. كَسْراً وجَبْرا!
الرُّؤى تَمْلأُ جَنْبَيْكَ حَناناً مُسْتَسِرَّا!
أَنِرْ الدَّرْبَ وحَوِّلْ قَفْرَهُ المُجْدِبَ نَضْرا!



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:46 PM   #7
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

عبد العزيز بن صالح العلجي

الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، فقيه وشاعر وصاحب تجارة سعودي، ولد بالهفوف في منطقة الأحساء سنة (1289هـ/1827م) ينتمي إلى قبيلة من قريش يقال لهم العلجان. حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء. مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة. له: نظم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك)، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني). (منظومة كاملة في الأخلاق الإسلامية تبلغ 200 بيتًا)،(منظومة قصيرة في ختم القرآن)، (منظومة في فن الصرف تبلغ 450 بيتًا، وهي نظم لعزية الزنجاني التي شرحتها) توفي في ضحوة يوم (1362هـ/ 1943م) في الهفوف وقد بلغ من العمر 72 سنة.



» عبد العزيز بن صالح العلجي » كذا الرزء إذ أودى فتى العلم والذكرى

كذا الرُزءُ إِذ أَودَى فَتَى العِلمِ والذِّكرَى
فَهَل حِينَ عَزَّ الصَّبرُ مِن بائِعٍ صَبرا
عَهِدتُ اصطِباري في الحُروبِ أَخاوفاً
فإِذ خانَنِي ذا اليَومَ أَوسَعتُهُ عُذرا
وَما لِيَ لم أُوسِعهُ عُذراً وَقَد مَضَى
أَبُو الفَضلِ في الدُنيا إِلى مَنزِلِ الأُخرى
هُوَ الشَّيخُ إبراهِيمُ شَمسُ بِلادِنا
ضُحَى المُهتَدي فيها وَبَدرٌ لِمَن أَسرى
تَنَكَّرَتِ الأَحساءُ يَومَ وفاتِهِ
فسُكّانُها حَيرَى وَأَرجاؤُها غَبرا
إِمامٌ إذا فَخَّمتُهُ شَهِدَت لَهُ
أَياديهِ فِينا وَالمَعالي التي تُدرى
وَأَهلُ العُقولِ الراجِحاتِ مِنَ الوَرى
وَكلُّ حَليمٍ يَشتَري المَجدَ إِذ يُشرى
فَلِلَّه حَبرٌ حِينَ تُجلَى صِفاتُهُ
تأَرَّجَتِ الآفاقُ مِن نَشرِها عِطرا
مَواعِظُهُ فَوقَ القُلُوبِ زَواهِرٌ
تَراءى عَلى أَرجائِها أَنجُماً زُهرا
مَوَاعِظُ حَبرٍ عَن كِتاب إِلهِهِ
وَعَن سُنَّةِ المُختارِ يَنشُرُها نَشرا
فآراؤُهُ حَزمٌ وَسِيرَتُهُ هُدىً
وَأَلفاظُهُ نُور وَرُؤيَتُهُ ذِكرَى
حَلِيمٌ وَلَكِن حِينَ لَم يلقَ مُنكَراً
فإِن يَلقَهُ أَلفَيتَهُ ضَيغماً بَحرا
مَواقِفُهُ في نُصرَةِ الدِّينِ جَمَّةٌ
فِخامٌ فَسَل مَن قَد أَحاطَ بِهِ خُبرا
عَلى أَنَّهُ مِن آلِ بَيتٍ تَعَوَّدُوا
إِذا أُمَّةٌ مِنهُم خَلَت سارَتِ الأُخرى
فَسَل سالِفَ الأَيامِ عَن سالِفِيهِمُ
تَرَى منهُمُ الساداتِ مِن نَسلِهِم تَترَى
وفِينا بِحَمدِ اللَّهِ منهُم جَهابِذٌ
حُماةٌ هُداةٌ لا تَمَلُّ وَلا تَكرَى
مَعاليهِمُ في سَابِقِ الدَّهرِ غُرَّةٌ
تُجَمِّلُ مِنهُم كلَّ آوِنَةٍ عَصرا
جَمالُ وجُوهٍ مَع فَصاحَةِ أَلسُنٍ
وكِبرُ نُفُوسٍ عَن مُلابَسَةِ الصُّغرى
مَخائِلُهُم تُنبيكَ قَبلَ اختِبارِهم
عَلى أَنَّهُم أَهلُ العُقُولِ ولا فَخرا
هُمُ جَمَعُوا عِلماً وحِلماً وعِفَّةً
سِماحُ أَكُفٍّ لا تُلِمُّ بِهم عَورَا
فَقُل لِلكِرامِ الغُرِّ آلِ مُبارَكٍ
لَقَد كنتُمُ في كلِّ نادٍ عَلا صَدرا
بِخِدمَتِكُم شَرعَ الإِلهِ وَمَن يَقُم
بِخِدمَةِ شَرعِ اللَّه سادَ الوَرى طُرّا
فأَبدُوا مَزِيداً من تَنافُسِكُم بِهِ
وَجِدُّوا لهُ حِفظاً وَجِدُّوا لهُ إِقرا
أَلا واجعَلُوا التَقوى السَّبيلَ إِلى المُنى
فلَيسَ إِليهِ غيرُ تَقوى الفَتى مَجرى
هِيَ العَيشُ في الدُّنيا هِيَ النُورُ وَالهُدى
هي الأمنُ يَومَ النَّشرِ والفَوزُ والسَّرا
وَراعُوا خِلالاً كُنَّ في مَكرُماتِكُم
لكُم سَلِمَت فيها السَعادَةُ والبُشرى
حَقارَةُ دُنياكُمُ وَحِفظُ اجتِماعِكُم
وَرَعيكُمُ الشُورى مَتى تُبرِمُوا أَمرا
وَإِعطاءُ أهلِ السِّنِّ مِنكُم حُقُوقَهُم
بِطاعَتِهِم أَمراً وَتَعظِيمِهِم قَدرا
فَهَذِي وَصايا العاقِلينَ وهذِهِ
تِجارَةُ أَهلِ الفَضلِ أَنتُم بِها أَحرى




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:46 PM   #8
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» عبد العزيز بن صالح العلجي » أفتيان قومي وجهوا الهم كله


أَفِتيانَ قَومِي وَجِّهُوا الهَمَّ كُلَّهُ
إِلى العِلمِ مَعمُولاً بِهِ وَذَرُوا الكَسَل
فَمَا العِزُّ في الدَارَينِ إِلا مَدِينَةٌ
مُشَيَّدَةُ الأَركانِ بالعِلمِ وَالعَمَل



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 10:47 PM   #9
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» عبد العزيز بن صالح العلجي » ثم تقرب لمولاك العلي


ثم تَقرَّب لِمَولاكَ العَلِي
بِالمُنجِيَاتِ مِن صِفاتِ الكُمَّلِ
مِن تَركِ ضِحكٍ مُفسِدٍ لِلعَقلِ
وَمُذهِبِ الهَيبَةِ مِن ذِي فَضلِ
كَذاكَ إِكثارُ الكَلامِ الساقِطِ
فهوَ قَبيحٌ جالبُ المَساخِطِ
وَلازمِ الفِقهَ مِنَ العُلُومِ
يُقِمكَ في مَنهَجِهِ القَويمِ
مُلتَزِماً أَربَعةً قَد عُرِفُوا
بالعِلمِ والإِيمانِ مِمَّن سَلَفُوا
أَحمَدُ وَالنُّعمانُ ثُمَّ الشافِعي
وَمالِكٌ شَيخُ الجَميعِ الأَلمَعِي
أُولَئِكَ الهُداةُ وَالنُّجُومُ
نَهجُهُمُ عَلى الهُدى قَويمُ
أَعلامُ حَقٍّ لِلمُرِيدِ السَّارِي
داعِيَةٌ لِسُنَّةِ المُختارِ
وَاتلُ كِتابَ اللَّهِ في أَوقات
مُلاحِظاً تَدَبُّرَ الآياتِ
تَهدِيكَ لِلبَاري فَتَرجُو رَحمَتَه
حيناً وَحِيناً مُذ تَخافُ سَطوَتَه
فَهوَ العُلُومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف
لا يَعتَرِيهِ باطِلٌ وَلا جَنَف
وَالحَظ إِلَى الجَنَّةِ في القُرآنِ
تَزِدكَ في عِبادَةِ الرَّحمنِ
وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه
عَن طُرُقٍ إِلى الفَسادِ غاوِيَه
وَانظُر إِلى نَفسِكَ في دُنياكَا
تَجِدكَ منقُولاً بِها لِذاكا
فابذُل مِنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا
فَتُدرِكَ الرَّحمَةَ مِن بارِيكا
وَاعلَم بِأنَّ الرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه
فالسَعيُ فِيهِ سَبَبٌ ما كَثَّرَه
فَكَم ضَعيفٍ سَوَّدَتهُ الدُّنيا
وَكَم قَوِيٍّ سَعيُهُ مَا أَغنَى
لَكِنَّما الأَسبابُ كَالحِجابِ
لِيَحصُلَ الإِيمانُ بِالغِيابِ
وَلا تَكُن أَيضاً مُضيعاً للسَّبَب
فَبَذلُهُ بِالشَّرعِ رُبَّما وَجَب
وَلازِمِ التَّقوى تَكُن أَنتَ الأَجَلّ
فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل
وَهيَ امتِثالُ ما إِلهُنا أَمَر
وَالكَفُّ عَن كُلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر
وَباشِرِ المُسلِمَ بِالتَّحِيَّه
أَو كَلِماتٍ عِندَهُ مَرضِيّه
وَانصَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ
ولاقِهِ في الأَمرِ كالمُوافِقِ
إِلا إِذا أَتَى الرَدى أَو قالَ بِه
فَرُدَّهُ بِاللطفِ حتّى يَنتَبِه
ولا تَرُدَّ مِن جَلِيسِكَ الخَبَر
وَلا تُضَعِّفهُ فَذا لَهُ ضَرَر
وَإِن أَتى بِهَفوةٍ في المَجلِسِ
فَاستُر عَلَيهِ سَترَ خِلٍّ مُؤنِسِ
وَلا تُعَقِّبهُ بِذِكرَاها أَبَد
فالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد
وَجاهِدِ النَّفسَ عَلَى حَملِ الأَذى
مِن مُسلِمٍ تَكُن إِماماً يُحتَذى
وَاجهَر إِذا لَقِيتَ بالسَلامِ
بِذاكَ وَصَّى سَيِّدُ الأَنامِ
لا تَجعَلَن إِشارَةً تَحِيَّه
تكُن عَدُوَّ السُنَّةِ السَنِيَّه
إنَّ السلامَ هَيئَةُ الأَبرارِ
وَمَن يُشِيرُ تابِعُ الكُفّارِ
وَاحذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ
كَهَيئَةِ الإِماءِ عِندَ اللعِبِ
فَقَد نَهَى الرجالَ سَيِّدُ البَشَر
عَن فِعلِهِ فَذاكَ شَيءٌ مُحتَقَر
وَاعرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى
سودا وَبيضا كالصَباحِ اتَّضَحا
فَهيَ لَهُم فَضلٌ عَلَى النِّساءِ
ميزاً وَحُسناً عِندَ كُلِّ رائِي
وأَمرَ الرَسُولُ أَن تُوَفَّرا
فَحَلقُها يُعَدُّ قُبحاً مُنكَرا
وَالحَلقُ لِلِّحيَةِ مَع ضِيقِ السَلَب
يَعتَادُهُ أهلُ الضَلالِ وَالرِيَب
وَمِثلُهُ اللهوُ بأنواعِ اللعِب
حاشَا لِعاقِلٍ إِلَيهِ يَنتَسِب
لأنَّهُ مُضَيِّعُ الأَوقاتِ
وَمُذهِبٌ لأَشرَفِ الصِّفاتِ
وَهادِمٌ لِلدِّينِ وَالمَرُوءةِ
وَيَسِمُ الإِنسانَ بالسَّفاهَةِ
وَاحذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه
فَدِينُ مَن يَلبَسُها قَد أَفسَدَه
فقَد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ
عَن سَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ
فَمَن بِقَومٍ فاعلَمَن تَشَبّها
فَذاكَ مِنهُم فاعلَمن وانتَبِها
فَتابِعِ الكِرامَ في الأَفعالِ
ذَوِي النُّهى وَالمَجدِ وَالكَمالِ
وَلا تَكُن مُشابِهَ الطَّغامِ
مَن قالَ فيهِ اللَّهُ كالأنعامِ
وَشُربُكَ التُنباكَ شَينٌ وَقَذر
وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر
وَقَد أَتى السّواكُ عَن نَبِيِّنا
وَقالَ إِنَّ اللَّه يَرضاهُ لَنا
وَفضلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن
فَكَيفَ تُفسِدُهُ بِذَلِكَ النَّتَن
وَاحذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع
فَهوَ مُضاهاةٌ لِما اللَّهُ شَرَع
وَقَد نَهاكَ عَنهُ رَبُّكَ العَلِي
فَلا تُخالِف أَمرَهُ فَتَبتَلِي
وَاصحَب إِذا صَحِبتَ كُلَّ فاضِلِ
مُستَكمِلاً للدِّينِ وَالفَضائِلِ
إِنَّ الجَلِيسَ يَغرِسُ الأَخلاقا
وَإِن يُنافِق أَورَثَ النِفاقا
إِنَّ الجَلِيسَ عِندَ كُلِّ الحُكَما
يَغرِسُ في جَلِيسِهِ ما أَحكَما



التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-21-2024, 11:10 PM   #10
أداريه سابقه ومراقبة عامه للمنتديات
 
الصورة الرمزية ريحانة شمران
 

ريحانة شمران is on a distinguished road
افتراضي رد: ديوان شعراء السعودية في العصر الحديث (متجدد)☘️☘️

» عبد العزيز بن صالح العلجي » حمدا لرب قاهر منان

حَمداً لِرَبٍّ قاهِرٍ مَنّانِ
يُعطِي وَيَمنَع ما لَهُ مِن ثانِ
وَهَبَ الحَياةَ لِقَلبِ عَبدٍ مُؤمنٍ
وَأَماتَ قلبَ مُنافِقٍ بِالرّانِ
وَلَقَد بُلِينا وَهوَ وَعدٌ ثابِتٌ
بِأَراهِطٍ في سائِرِ البُلدانِ
حَلُّوا البِلادَ وَأَفسَدوا في حَيِّها
لِمَجالِهِم في ساحَةِ الأَديانِ
إِمّا مَسِيحِيٌّ عَرَفنا حالَهُ
أَو جاهِلٌ جاراهُ فِي الإِفتانِ
وَإِذا الفَسَادُ أَلَمَّ فِي أَجنادِهِ
وَجَبَ الدِّفاعُ عَلى ذَوي العِرفانِ
وَلَقَد أَبانَ كِتابُ رَبِّي أَنَّهُ
أَخَذَ العُهودَ عَلَيهِمُ لِبَيانِ
فَلِذا أَقُولُ مُحَذِّراً لأخِي نُهىً
قَبِلَ النَّصيحَة غايَةَ الإِمكانِ
عُذ بِالمُهَيمِن مِن هَوىً فَتّانِ
ما تِلكَ إِلا فِتنَةٌ الشَّيطانِ
مِن كُلِّ عَصرِيٍّ هَواهُ مُرسَلٌ
ما قَيَّدتهُ رِبقَةُ الإِيمانِ
نَعَقَت شَياطينٌ فَلَبَّت صَوتَها
بِسَخافَةِ الأَحلامِ وَالأذهانِ
نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ خَلفَ ظُهُورِهِم
وَلِسُنَّةِ المُختارِ مِن عَدنانِ
وَلِسائِرِ النُّجَبَاء مِن أَصحابِهِ
البالِغِينَ مَراتِبَ الإِحسانِ
وَالذَّاكِرِ الرَّبُّ العَظيمُ صِفاتِهِم
في سابِقِ الإِنجيلِ والفُرقانِ
وَالتَّابِعِينَ نَبِيَّهُم فِي هَديِهِ
مُتَبَتِّلِينَ بِطَاعَةِ الرَّحمنِ
المُكثِرينَ صِيامَهُم وَصَلاتَهُم
لَمّا دَعاهُم واعِظُ القُرآنِ
لَمّا رَأَوا أَنَّ النَّبِيَّ المُصطَفَى
مُتَوَرِّمُ الأَقدامِ في ذا الشَّانِ
النَّاصِرينَ الشَّرعَ فيمَا بَينَهُم
إِذ نَصرُهُم في نُصرَةِ الدَّيانِ
لَكِنَّما هَذِي المَراتِبُ صَعبَةٌ
تَبغِي كِراماً مِن بَنِي الإِنسانِ
لَمَّا رَأَى حَمقَى الوَرَى في عَصِرِنا
فِي طَبعِهِم عَنها نُفُورَ تَوَانِ
صَدُّوا صُدُودَ المُعجَبِينَ بِرَأيِهِم
وَتَكَبَّرُوا كَتَكَبُّرِ السَّكرانِ
هُم شابَهُوا فِي حالِهِم جُعلاً إِذا
أَردَاهُ طِيبٌ عاشَ بِالإِنتانِ
وَحَكَوا خَفافِيشاً تَطِيرُ بِظُلمَةٍ
إِذ كَانَ يُعشيها سَنا النِّيرانِ
فَاستَبدَلُوا عَنها لِسُوءِ حُظُوظِهِم
بِمُؤَلَّفاتٍ مِن ذَوي الطُّغيانِ
قَومٌ هُمُ عجمُ القُلُوبِ وَإِن دَعَوا
أَتباعَهُم بِفَصاحَةٍ وَبَيانِ
مُتَجَبِّرِينَ عَلَى الكِرامِ بِأَلسُنٍ
أَبذَى وَأَخبَثَ مِن أَذَى الثُّعبانِ
مُتَلَبِّسِينَ بِدَعوَةٍ مَرضِيَّةٍ
لَكِنَّها مَرضِيَّة الشَّيطانِ
هُم يَحمِلُونَ عَلَى الجَميلِ بِزَعمِهِم
لَكِنَّما حَمَلُوا عَلَى الحِرمَانِ
يا فِرقَةً لَعِبَت بِغَيرِ عقُولِهِم
أَعداءُ دِينِ اللَّهِ بِالعُدوانِ
هُم حَسَّنُوا لَكُم الفَسادَ فَقُلتُم
هَذَا الصَّلاحُ المُستَجِدُّ الدَّانِي
وَاللَّه يَدعُوكُم إِلى جَنَّاتِهِ
وَبِما أَتَى فِي مُحكَمِ التِّبيانِ
وَهُمُ دَعوكُم لِلهَوَى فَأَجَبتُمُ
أَينَ الهُدى يا مُدَّعِي الإِيمانِ
هُم أَورَثُوا تُبّاعَهُم في دِينِهِم
كَسَلاً يُؤَدِّيهِم إِلى خُسرانِ
هُم زَندَقُوهُم شكَّكوهُم في الهُدى
هُم أُولِعُوا بِالزُّورِ وَالبُهتانِ
هُم سَدَّدُوا طُرُقَ الصَّلاحِ عَلَيهِمُ
هُم رَغَّبُوهُم فِي الحَقِيرِ الفانِي
وَاللَّهُ لَم يَمنَع تَطَلُّبَ عِيشَةٍ
لَكِن مَعَ الإِجمال وَالتُّكلانِ
مَلأُوا المَسامِعَ وَالدَّفاتِرَ دَعوَةً
لِصَنائِعِ الدُّنيا وَلِلعُمرانِ
أَوَ ما دَعَونا مَرَّةً لِرِعايَةٍ
لِحُدُودِ دِينِ اللَّهِ وَالإِيمانِ
أَحكامُ رَبِّي قَد أُضِيعَت بَينَهُم
وَهُمُ عَلَيها جامِدُوا الأَذهانِ
لَكِنَّما يَدعُونَنا لِهَواهُم
حُبٌّ لِدُنياهُم بِلا بُرهانِ
وَهُمُ عَلَى ذَا زاعِمُونَ بِأنَّهُم
رامُوا نُهُوضَ الدِّينِ في البُلدانِ
فَهُمُ كَذِي ستٍّ سَمَت في زَبلِها
وَدَعَت لِمَسٍّ أَيُّها القَمَرانِ
وَفَخامَةُ الآلاتِ لَيسَت وَحدَها
تُغنِي مَعَ التَفرِيطِ وَالخِذلانِ
بَل كُلُّ قُوَّةِ دافِعٍ مِن غَيرِ ما
حِفظَ الشَّريعَةِ في الحَضيضِ الدَّانِي
اللَّهُ أَخبَرَ إِن نَصَرَنا دِينَهُ
يَنصُر لَنا بِالنَّصِّ في القُرآنِ
أَنتُم تَنَوَّرتُم بِقَولٍ باطِل
لا بَل تَدَمَّرتُم عَلَى خُسرانِ
صِرتُم إِذاً أُضحُوكَةً بَينَ الوَرى
تَتَقَلَّدُونَ الفَخرَ بِالهَذَيانِ
أَتُرَى أُرُبّا عَلَّمَت أَمثالَكُم
آلاتِ حَرب أَم عُلُوم هَوانِ
إِنِّي أَخافُكَ إِن بُلِيت بِعِلمِهِم
أَن تَخدِمَ الدَّهرِيَّ وَالنَّصرانِي
وَتُمَدِّحَ الكُفّارَ تَفخِيماً لَهُم
لَمّا بُلِيتَ مِنَ الضَلالِ بِرانِ
فَتَبينُ عَن حِزبِ الفَلاحِ وَأَهلِهِ
وَتَكُونُ من حِزبِ الفَريقِ الثانِي
ما بالُكُم لا تَعقِلُون رَشَادَكُم
تُلقُونَ لِلأَعداءِ كُلَّ عِنانِ
هَل مِثلُ أَصحابِ النَّبِيِّ مُقَلَّدٌ
صِدِّيقٍ أو فارُوقٍ أو عُثمانِ
وأَبي الحُسَينِ وَتابِعِيهم فِي الهُدى
وَالتابِعِي الأتباعِ بِالإِحسانِ
هَل مِثلُ أحمَدَ والمُقَدَّمِ مالِكٍ
وَالشافِعِيِّ الشَّهمِ وَالنُّعمانِ
هَل فيكُمُ مِمَّن تَبِعتُم عَن هُدىً
مِن جهبذٍ جالٍ عَنِ الأَذهانِ
كالعَسقَلانِي أَو فَتى تَيمِيَّةٍ
أَعنِي أَبا العَبّاسِ عالِي الشانِ
أَو كَعياضِ الحَبرِ في تَحقيقِهِ
وَالناقِدِ العَينِي لَدى الإِتقانِ
هَذا وكَم أمثالُهُم مِن جهبذٍ
مَلأ البَسيطَةَ بِالهُدى رَبّاني
مَن يَبغِ مِنكُم غَيرَ أربابِ الهُدى
يَردِ الضَّلالَةَ في عَمَى الحَيرانِ
هَديُ المُشَفَّعِ هَديُنا وَشِعارُنا
حَمدُ الإِله وَعلمُنا رَحمانِي
...............................
إِن حَصَّلُوا سرجَ السِّياسَةِ قبلَنا
وَاللَّهِ لَو قُمنا بِها كَكِرامِنا
خَضَعَت لِهَيبَةِ عِزِّنا الثَّقلانِ
لَكِنَّنا جُرنا اتِّباعاً لِلهَوَى
وَلِمُتبِعِ الأَهواءِ كُلّ هَوانِ
يا حامِلِينَ عَلَى الشَّريعَةِ فَاحمِلُوا
مِن قَبل أَن تَدعُوا لِعِلمٍ ثانِ
فَهُناكَ نَعلَمُ صِدقَكُم وَنَراكُم
أَهلاً بِأَن تَدعُوا إِلَى الإِحسانِ
أَولا فكُفُّوا أَلسُناً ما عُلِّمَت
إِلا خُرافاتٍ عَنِ العُميانِ
وَدَعُوا السَّفاهَةَ وَاترُكُوا أَربابَها
وَجدِي فَرِيداً ناعِقَ الشَّيطانِ
مَع كُلِّ عَصرِيٍّ يُضاهِي عِلمُهُ
مَدَنِيّةَ الإِفرِنجِ عَن عُدوانِ
يا أَيُّها المِسكِينُ نَفسَكَ فارعَها
لا تُلقِها في هُوَّةِ الخُسرانِ
فالعِلمُ يُؤخَذُ عَن تَقِيٍّ تابِعٍ
لِلشَّرعِ لا عَن ذِي هَوىً بَطرانِ
قَد قالَ رَبُّ العالَمينَ وَسارِعُوا
فأَجِب وَجَنِّب حالَةَ الكَسلانِ
وَاسمَع مَواعِظَ عَن إِلهِكَ جَمَّةً
تُتلَى عَلَيكَ بِمُحكَم التِّبيانِ
وَخُذِ الصِّفاتِ المُنجِياتِ جَميعَها
عِندَ التَهَجُّدِ عَن سَنا القُرآنِ
وَاترُك سَفاهاتِ الأَسافِلِ إِنَّها
تَرميكَ يَومَ البَعثِ بِالحرمانِ
وَاعمَل لِدارٍ لا يَزُولُ نَعِيمُها
قَد خابَ مَن باعَ المُقِيمَ بِفانِي
أَتُحِبُّ أَن تُعطى الفَخامَةَ هَهُنا
وَتُصِيبَ يَومَ الحَشرِ حالَ هَوانِ
وَاحرِص عَلَى عِلمِ الشَّريعَةِ إِنَّها
حِفظُ البَرِيَّةِ عَن هَوى الشَّيطانِ
أَصحابُها هُم وارِثُونَ نَبِيَّهم
أَنعِم بِذاكَ الإِرثِ لِلإِنسانِ
هَذا وَخُذ نُوراً أَتَى عَن حِكمَةٍ
يَمحُو ظَلامَ الجَهلِ وَالطُّغيانِ




التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ريحانة شمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر




ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى الردود آخر مشاركة
في السعودية.. عيون ونخيل بين شق جبلي تجري مياهه طوال العام ☘️ شذى الياسمين السفر والسياحة والرحلات البرية 9 10-14-2021 07:31 PM
كلمة للشاعر والأديب/ عبدالله بن زهير الشمراني بمناسبة اليوم الوطني ال (٩١) للمملكة العربية السعودية☘️🌹 فتى بلاد شمران ديوان شعراء قبائل شمران 4 09-28-2021 02:42 AM
يالمملكه،،الغاليه لك،،سلامات ☘️☘️ ريحانة شمران الشاعر / ابوعبدالله 9 02-17-2021 05:56 PM
رغماً عن كيد الاعادي ستبقين ذخراً وفخراً يابلادي ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 3 02-01-2021 06:26 PM
اليد البيضاء الحانيه دائماً ماتبدد الضلمه الحالكه ☘️☘️ أبو شريح الشمراني منتدى المقال 5 01-15-2021 09:55 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات شمران الرسمية