هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يا زهرةً من بياضِ الكاميليا نُسِجتْ
تمشي الهوينى كأنّ الدربَ أغنيةُ

في صمتكِ الشعرُ في عينيكِ أسطورةٌ
وفي حديثكِ دفءُ الشمسِ خافِيَةُ

يا بسمةً حين تأتي يزهرُ الأملُ
ويستفيقُ من الأحزانِ ماضيَهُ

صوتُكِ إذا ما روى سُكِّنتْ جراحُ المدى
وكلُّ قلبٍ سقيمٍ عادَ نابيَهُ

أنتِ الحياةُ وإن نادتكِ أحرفُها
لَبَّيتِها فارتوى بالحلمِ راويَهُ

.....

ما أصعبَ الصبرَ للآمالِ نرقُبها
وما أجلّ قضا المولىٰ وأحلاهُ

هي الحياةُ إذا ما الحُزنُ أرّقنا
يوماً سيرحلُ عنّا ثم ننساهُ

كم مُستغيثٍ بلُطفِ اللهِ في أملٍ
جاءتهُ بعد جميل الصبرِ بُشراهُ

يا ربّ مَن باتَ في جنبيْهِ أُمنيةٌ
حقّق لهُ يا إلهي ما تمنّاهُ

.....

‏حُمقًا شَكَوتُ لغيرِ اللهِ أوجاعي
فلمْ تُلامسْ لديهمْ غيرَ أسماعِ

وحينَ بُحْتُ بها للهِ في ثقةٍ
لـمسْتُ راحةَ قلبي بينَ أضلاعي

.....

مَا خَابَ مَنْ مُدَّتْ يَدَاهُ لِخَالِقٍ
أَعْطَىٰ فَأَدْهَشَ خَلْقَهُ بِعَطَائِهِ

فِي مُلْكِهِ لَا شَيْءَ إِلَّا مَا قَضَىٰ
فَثِقُوْا بِهِ وَاسْتَبْشِرُوْا بِقَضَائِهِ

وَاسْتَغْفِرُوْهُ بِقَلْبِ بَاكٍ خَاشِعٍ
تُفْتَحْ خَزَائِنُ أَرْضِهِ وَسَمَائِهِ

.....

قُم ناج ربّك واقرأ التنزيلا
وتدبّر الآياتِ والتأويلا

سافر مع الأفلاك في درب العُلا
نورٌ تجَلّى فاتخذهُ سبيلا

أدلِجْ فديتك إنّ ناشئةَ الدجى
وأوانه يا صاح أقوَم قيلا

إني إذا ما الشوق جاوَزَ حدّهُ
أروَيتُ بالتبتيل منهُ غليلا

.....

لا تجزعنّ فنورُ اللهِ يغمُرُنا
وكيفَ يجزعُ مَن مَولاهُ والاهُ!

وكيف يحزنُ مَوجوعٌ ومنكسِرٌ
وخالقُ الكون بالألطافِ يرعاهُ

.....

لَن تُطفئ الأوهامُ نُورَ تفاؤلي
فأنا القويُّ وهِمّتي لا تُزهَقُ

وأنا الغنيُّ بحُسنِ ظنّي بالذي
يُعطي العطايا للعبادِ ويُغدِقُ

وأنا المليءُ بِبَهجةٍ ألقى بها
جَمْعَ الهمومِ عن الضلوعِ يُفرّقُ

أحيا ونورُ اللهِ يسكنُ أضلُعي
فعلامَ أمضي في الحياةِ وأقلَقُ

.....

يا ربِّ إني قد سألتُك حاجتي
وحفظتُ قلبي عن سؤال الناسِ

فاكتبْ ليَ التوفيقَ فيما أرتجي
واجعل لباسَ الهانئينَ لباسي

يارب

وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها
بِالـــذِكرِ إِنَّ الــــذِكرَ خَيرُ دَواءِ

وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ
وَالسُــــقمُ في الأَديانِ شَـرُّ بَلاءِ

.....

هل تُبت من ذنبٍ تعلّق مهجةً
هل زادك الشّهر الكريم تضرّعا

هل عدت لله العظيم بلهفةٍ
فيها خشوع المستكين إذا دعا

إن كنت لم تظفرْ بذلك فلتعدْ
لله حالًا قبل ألّا ترجعا

.....