هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إلى الرحمنِ قد فوَّضتُ أمري
ولستُ بغيرِ قوَّتِه أحولُ

إذا الدعواتُ قد صعدَتْ بصدقٍ
فللرحماتِ حينئذٍ نُزولُ

.....

حَلِّقْ بروحك في بديع كلامهِ
كالطير واسْرحْ سَرْحة الهيمانِ

اقرأ كتابك خاشعاً متدبراً
نَظرُ التدبّرِ مُلهمُ الأذهانِ

جلَّ العظيم وذكره يا قارئاً
اقرأ ورتِّلْ ترتقي بجنانِ

حرفٌ يُضاعَفُ في الثواب كرامةً
لقوافل القراء في الحسبانِ

.....

وكَفَتْ دموعُ السائلين تضرُّعاً
والليلُ عُرْسٌ للأحبة جامعُ

في ليلةٍ شَهِدَ الأمينُ سلامَها
وملائكُ الرحمن نورٌ لامعُ

يا ربّ غزة أنت تعلمُ حالها
قد خانها دِرعٌ وسيفٌ خانعُ

ومن الرجال صناعةٌ مُختارةٌ
تُضْنِي العِدا واللهُ نِعْمَ الصانعُ

اللهم كن لإخواننا في غزه

‏يا غافرَ الذنبِ العظيمِ وقابلًا
‏لِلتَّوبِة قلبٌ تائبٌ ناجاكَا

‏أتَرُدُّهُ وترُدُّ صادقَ توبتي
‏حاشاكَ ترفُضُ تائبًا حاشاكَا

‏قال مالك بن دينار:
رأيت عتبة الغلام وهو في يوم
شديد الحر وهو يرشح عرقاً
فقلت له: ما الذي أوقفك
في هذا الموضع؟

فقال:
يا سيدي هذا موضع عصيت الله فيه
وأنشد يقول:

أتفرح بالذنوب وبالمعاصي
وتنسى يوم يؤخذ بالنواصي

وتأتي الذنب عمداً لا تبالي
ورب العالمين عليك حاصي

‏تفاءلْ سيأتيك المهيمنُ بالفرجْ
وتنسى ليالي الضيق والهم والحرجْ

فما بعد ذاك الصبرِ إلّا بشارةٌ
بها الصبحُ عن ليلِ الأماني قدِ انبلجْ

فدع كل ما تخشاهُ فالأمر هيّنٌ
وإن ضقت لا تجزع وكن دائم اللهَجْ

فربك من ناداه ليس بخائبٍ
أرى كل همٍّ عند أبوابهِ انفرجْ

....

قَد تَسعى لِتَملِكَ كَونَك وتَرى
السَّعادةَ في المَتاعِ الزَّائِلِ

لكنَّ حِملَ الشَّهوَةِ المُتضَخِّمَةِ
يُرديكَ في بَحرِ الهَوى المُتَمايِلِ

تَعدو وَراءَ السَّرابِ تَظُنُّهُ رَيًّا
وَقَد جَفَّتْ يَدَاكَ بِقَاحِلِ

ما كُلُّ ما لَذَّ اشتَهَتهُ نُفُوسُنا
بِشِفَاءِ رُوحِ العَاقِلينَ بِفَاعِلِ

إنْ لَمْ تَكُنْ بِالزُّهدِ سَيِّدَ أمرِهِ
فَسَتَستَحِيلُ لِرَغبَةٍ مُتَسَائِلِ

كُنْ سَيدًا وَاقطَعْ سُلاسِلَ شَهوةٍ
فالحُرُّ يَحكُمُ لا يَكُونُ المُقَاتِلِ

وَانظُرْ لِمَنْ سَاقَتهُ أَهوَاءُ الدُّنى
مَملُوءَةٌ أَقدَامُهُ بِالسَّلاسِلِ

إِنَّ الفَقِيرَ إِذَا تَعَالَى زَهدُهُ خَيرٌ
مِنَ المَلِكِ الغَنِيِّ المُتَطَاوِلِ

مَا الحُكمُ مَجدٌ وَالثَّراءُ سَعَادَةٌ
إِنْ لَمْ يَكُنْ زُهدٌ بِفِكرٍ كَامِلِ

فَارحَلْ بِرُوحِكَ لِلذَّرَى مُتَحَرِّرًا
إِنَّ الحَيَاةَ لِزَاهِدٍ مُتَعَاقِلِ

.....

وَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيٍّ
يَدِقُّ خَفاهُ عَن فَهمِ الذَكيِّ

وَكَم يُسرٍ أَتى مِن بَعدِ عُسرٍ
فَفَرَّجَ كُرْبَة القَلْبِ الشَجيِّ

وَكَم أَمرٍ تُساءُ بِهِ صَباحاً
وَتَأتيكَ المَسَرَّةُ بِالعَشيِّ

إِذا ضاقَت بِكَ الأَحوالُ يَوماً
فَثِق بِالواحِدِ الفَردِ العَلِيِّ

وَلا تَجزَع إِذا ما نابَ خَطبٌ
فَكَم لِلّهِ مِن لُطفٍ خَفيِّ

.....

‏ألا قُلْ لمن بات لي حاسداً
أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في حُكمه
لأنك لم ترضَ لي ما وهب

فأخزاك ربي بأن زادني
وسدّ عليك وجوه الطلب

.....

وأتى الصـباحُ بحُـــلّةٍ برّاقةْ
‏والطير أهدى للسماءِ عناقهْ

‏فاستقبلْ الصبحَ البهِيّ ونوره
‏هيّـا وشارك فجـره إشــراقهْ

‏حيّي الخلائق بابتسامة مغرمٍ
‏وافتح نوافذ قلبك المشتاقةْ

.....