اخترنا لكم

وَقَوامٌ يَعلو القِوامَ وَنَحرٌ
طابَ رُمّانُهُ عَلَيهِ الأَياءُ

وَبَنانٌ يا وَيحَهُ مِن بَنانٍ
كَنَباتٍ سَقاهُ جَمَّ رَواءُ

وَلَها وارِدُ الغَدائِرِ كَالكَرمِ
سَواداً قَد حانَ مِنهُ اِنتِهاءُ

.....

قَالَتْ أَكُلُّ فَتَاةٍ أَنْتَ خَادِعُهَا
بِشِعْرِكَ السَّاحِرِ الخَلَّابِ لِلْعُرُبِ

كَمْ قَدْ نَشِبْتَ بِغَيْرِي ثُمَّ زِغْتَ بِهَا
فَاسْتَحْيِ مِنْ كَذِبٍ لا خَيْرَ فِي الكَذِبِ

بَشَّارُ بنُ بُرد

عَلِمَ اللّبيبُ وخَبْرُهُ مَشْهورُ
أَنَّ الحَياةَ وَإِنْ حَرَصْتَ غُرُورُ

وَرَأَيْتُ كُلّاً ما يُعَلِّلُ نَفْسَهُ
بِتَعِلَّةٍ وَإِلى الفَنَاءِ يَصِيرُ

أَمُجاوِرَ الدَّيْمَاسِ رَهْنَ قَرَارَةٍ
فِيهَا الضِّيَاءُ بِوَجْهِهِ وَالنُّورُ

ما كُنْتُ أَحْسَبُ قَبْلَ دَفْنِكَ في الثَّرَى
أَنَّ الكَواكِبَ في التُّرابِ تَغُورُ

ما كُنْتُ آمُلُ قَبْلَ نَعْشِكَ أَنْ أَرَى
رَضْوى عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ تَسِيرُ

خَرَجُوا بِهِ وَلِكُلِّ بَاكٍ خَلْفَهُ
صَعَقَاتُ مُوسَى يَوْمَ دُكَّ الطُّورُ

وَالشَّمْسُ في كَبِدِ السَّمَاءِ مَرِيضَةٌ
وَالْأَرْضُ وَاجِفَةٌ تَكَادُ تَمُورُ

وَحَفِيفُ أَجْنِحَةِ المَلائِكِ حَوْلَهُ
وَالمُؤمِنُونَ عَلَيْهِ يَزْدَحِمُونَ

حَتَّى إِذَا وَرَدُوا بِهِ فِي حُفْرَةٍ
فِيهَا المُقامُ وَسُكْنَةُ المَسْكُونُ

أَلْقَوْهُ فِيهَا وَالرُّؤوسُ وَكَّعَتْ
وَالْعَيْنُ تَحْرِبُ دَمْعَهَا المَخْزُونُ

يا قَبْرُ صَاحِبُكَ الذِي سَكَنَ الثَّرَى
رُوحٌ إِلَيْكَ مِنَ الرُّوحِ الأمِينِ يَحِينُ

مَا رُدَّ بَعْدَكَ لِلنَّدَى كَفٌّ وَلَا
بَسَمَ الثُّغْرُ المُفَلَّجُ مَرَّتَيْنِ

.....

لا تنطقي ياشمسُ غاباتُ الدُّجى
يأكلْنَ وجهي يبتلِعْنَ مراقدي

وسهدتُ والجدرانُ تُصغي مثلما
أُصغي وتسعلُ كالجريحِ السَّاهدِ

والسقفُ يسأل وجنتيَّ لمن هما
ولمن فمي وغرورُ صدري الناهد

ومغازلُ الأمطارِ تعجنُ شارعاً
لَزِجاً حصاهُ من النَّجيعِ الجامدِ

وأنا أصيخُ إلى خطاكَ أحسُّها
تدنو وتبعد كالخيالِ الشاردِ

ويقول لي شيءٌ بأنك لم تَعُدْ
فأعوذُ من همسِ الرجيمِ الماردِ

البردوني

قد يلحظُ القلبُ مالا يلحظُ النظرُ
والقلبُ يعرفُ من يهـوى ومن يذرُ

بعضُ المظاهرِ لا تعطيكَ مخبرَها
فاحذرْ فعاصمةُ المستوثقِ الحذرُ

.....

تطوي خطاوينا مسافات الأيام
وتجنح بنا الدّنيا وحنّا غافلين

ويالله تنجينا دروب الظلام
وتختم لنا الدنيا وحنّا ساجدين

.....

تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
وتلُوعُكَ الأيَّامُ ثُمَّ تطيبُ

هيَ هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
ماكُلُّ شِرْبٍ في الزمانِ عَذِيبُ

إنَّ الرِّضا عند النوائبِ سلْوَةٌ
والصبرُ إنْ حلَّ الأسى تطبيبُ

ماطالَ ليلٌ أو تداعَتْ كُربَةٌ
إلَّا ولُطْفٌ الله مِنْكَ قريبُ

.....

ياربّ هيّء لنا من أمرنا رشدًا
واجعل معونتك الحسنى لنا مددا

ولاتكلنا إلى تدبير أنفسنا
فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا

أنتَ الكريمُ وقد وجهت يا أملي
إلى جنابك قلبًا سالمًا ويدا

فلا تردنّها ياربّ خائبة
فبحر جودك يروي كُل من وردا

‏تحتَ القبورِ أحبةٌ كانوا هنا
فادعوا لهم بالرَوحِ والريحانِ

ياربُ مغفرةٌ تُضيء محلَّهم
يا مَن تُجيبُ لدعوةِ الإنسانِ

اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين

رَحِمَ اللهُ فؤادي رحمةً
لا يُرى من بعدها مُستَنزَفا

جرَّأ الناسَ على تجريحهِ
كُثرَ ما عن شانئيهِ قد عفا

.....