هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وسَهرنا في مساء مُقمرٍ
‏سَأَلَتني أيّ شيءٍ أعَجَبك

‏قُلتُ لا الكونُ ولا أنجُمُهُ
‏زينةُ الليلِ هنا أنِّي مَعك

.....

‏غداةَ لوَّحْتِ بالآمال باسمةً
‏لانَ الذي ثارَ وانقادَ الذي جمحا

.....

‏هَجَرتُكَ لا مِن قِلَّةِ الوَجدِ إِنَّما
‏سَئِمتُ عِتابًا لَيسَ فيهِ جَوابُ

‏قَد كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ في عَتبي شِفا
‏فَإِذا العِتابُ عَلى الفُؤادِ عَذابُ

‏وَاليَومَ أُغلِقُ بابَ عَتبي مُعلِنًا
‏أَنّي مَلِلتُ وأُوصِدَ البابُ

.....

لا تَحسَبي أَنّي هَجَرتُكِ طائِعاً
حَدَثٌ لَعَمرُكِ رائِعٌ أَن تُهجَري

وَلَتَبكِيَنّي الباكِياتُ وَإِن أَبُح
يَوماً بِسِرِّكِ مُعلِناً لَم أُعذَرِ

يَهواكِ ما عِشتُ الفُؤادُ فَإِن أَمُت
يَتبَع صَدايَ صَداكِ بَينَ الأَقبُرِ

إِنّي إِلَيكِ بِما وَعَدتِ لناظِرٌ
نَظَرَ الفَقيرِ إِلى الغَنِيِّ المُكثِرِ

تُقضى الدُيونُ وَلَيسَ يُنجِزُ مَوعِداً
هَذا الغَريمُ لَنا وَلَيسَ بِمُعسِرِ

ما أَنتِ وَالوَعد الَّذي تَعِدينني
إِلّا كَبَرقِ سَحابَةٍ لَم تُمطِرِ

قَلبي نَصَحتُ لَهُ فَرَدَّ نَصيحَتي
فَمَتى هَجَرتيهِ فَمِنهُ تَكَثَّري

.....

هجرتُكَ حِفظاً للوِداد فإنّ لي
بقايَا من الذكرى ويُخشى زوالُهَا

لكلّ سبيلٍ غايةٌ ونهايةٌ
وذلكَ في دُنيا التقلُّبِ حالُهَا

قضَيناهُ عمراً في جميلِ محبّةٍ
فهَل يا تُرى يرضي الضمير مآلُها

هنا نكتفي لا بدّ من موضعٍ بهِ
نودّع روحاً لن يدوم وِصالها

ستنأى بنا الأيامُ بعد اجتماعنا
ويكفي نفوس الراحلينَ خيالُها

.....

هجرتُك حتى قيلَ ما يَعرفُ الهوى
‏وزرتك حتى قيلَ ليسَ لهُ صَبرُ

‏فيا حُبَّه زِدني جوًى كُلَّ ليلةٍ
ويا سلوةَ الأيَّامِ موعدُكِ الحَشرُ

.....

لابُد للعُمر ِالنفيس مِن الفنا
فاصرِف زمانك في الأعز الأفخرِ

.....

على مَرْكبِ الأقدارِ أبحرتُ مُوقنًا
‏بأنّ إلظ°هَ الكونِ دبّرَ لِي أمرِي

‏وأنّ رياحَ العُسرِ رغمَ هجيجِها
‏ستدفعُني دفعًا إلى ساحلِ اليُسرِ

.....

‏يا ليلةَ العيدِإنَّ الصبحَ ينتظرُ
أن تُشرقَ الشمسُ لا أن يطلعَ القمرُ

تلك التي كلّما ضوءٌ يمرُّ بها
يرتدُّ يزدادُ منها ثُمَّ ينكسرُ

.....

للنَّاسِ عِيدٌ وأَنتِ وَجهُكِ العِيدُ
‏يَا غَادَةٌ تَستَقي مِن حُسنِها الغِيدُ

‏إِن غَرَّدَ الطَّيرُ فَوقَ الغُصنِ مِن طَرَبٍ
‏في غُصنِ قَلبي لَكُم يا غادُ تَغريدُ

.....