هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

كم من حنين طواه القلبُ فاستترا
أثار دمعاً حبيسَ العين فانحدرا

لولا الدموع التي من العينِ نذرفها
لتمزقَ القلب في الأضلاع وانفطرا

.....

لا تحرِمي الأيامَ بسمَتكِ التي
كَمْ رقّ منها في الصَّباحِ نسيمُ

عُودي إلى الدُّنيا بِوجهٍ باسمٍ
فضِياءُ وجهكِ نَضْرةٌ ونعيمُ

عودي فَقلبُكِ لا يَليقُ بهِ الأسى
حتى وإن جارتْ عليهِ هُمومُ

فلَكم تعِبنا في الحياةِ وما لنا
إلّا الرِّضا والصبرُ والتسليمُ

.....

وتغار من ذكر النساء بحضرتي
فتقول سحقاً ليتهم لم يخلقوا

فأقول لو لم يخلقوا لم تعرفي
قلباً ك قلبي في هواكِ يُمَزق

فتقول هل فيهن مثل حلاوتي
فأقول لا حاشا وحسنكِ ينطق

كل النساء أمام حسنكِ صورة
وجمالكِ الأصل الأصيل الأصدق

.....

مَا كَانَ شَأنُ القُدسِ شَأنَ سياسةٍ
لِتَكُفَّ مُدَعِيًا بِذَاكَ رَشادا

القُدسُ والاقصى عَقِيدَةُ أُمَةٍ
فابذِل بِنِفسِكَ دَعوةً وَجِهَادا

.....

دَعا لي بِالحَياةِ أَخو وِدادٍ
رُوَيدَكَ إِنَّما تَدعو عَلَيّا

وَما كانَ البَقاءُ لِيَ اِختِيارًا
لَو انَّ الأَمرَ مَردودٌ إِلَيّا

.....

أَفدي الحَبيبَ الَّذي لَو كانَ مُقتَدِرًا
لَكانَ بِالنَفسِ وَالأَهلينَ يَفديني

.....

إني أغــــــارُ عليها من كفِّ الهوا
لما يُصافحُ عطــــــــرَها فيـسيلُ

ومِنَ الرموشِ إذا تُغـــازلُ عينَها
وكأنها مُشتــــاقةٌ فَتُطِيـــــــلُ

ومِنَ الكؤوسِ إذا الشفاهُ تعانقتْ
ومضتْ ليفضحَ عشقَها التقبيـلُ

.....

يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أَو ساقِيًا فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا

.....

ومن العجائب أعينٌ مفتوحةٌ
وعقولهنّ تجول في الأحلام

البحتري

مَن مُبلِغُ الملبسينَ بِانتزاحِهُمُ
حُزنًا مع الدهرِ لا يَبلى ويُبلينا

أنَّ الزمان الذي مازالَ يُضحِكُنَا
أُنسًا بقُربِهُمُ قَد عَاد يُبكِينا

ابن زيدون