هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏كن بلسمًا فالجارحون كثيرُ
‏ومواسيًا إنّ الزمانَ مريرُ

‏كن طيِّبَ الآثارِ إنك راحلٌ
‏فلعلها يومَ النشور تُجيرُ

.....

أهَوى بلا مَلَلٍ يُسلى ولا طَمَعٍ
يُملى ولا ريبةٍ تُزري بذي كَرَمِ

فما وَفائِي برثِّ العَهدِ منتَكِثٍ
ولا هَوايَ بواهِي العَقْدِ مُنْصرِمِ

يَزيدُهُ كرَماً مرُّ السنينَ كَمَا
زادَ المُدامةَ إشراقاً مَدى القِدَمِ

.....

يا عاذِلَ المُشْتَاقِ جَهْلاً بالَّذي
يَلْقَى مَلِيّاً لا بَلَغتَ نجاحا

أتْعَبتَ نفسَكَ في نصيحَة مَن يَرى
أنْ لا يرى الإِقبالَ والإِفلاحا

أقْصِر عدِمْتُك واطّرح من أثخنتْ
أحشاءَهُ النُّجلُ العُيونُ جِراحا

كنتَ الصديقَ قبيلَ نُصْحِكَ مُغْرَماً
أرأيتَ صَبّاً يألَفُ النُّصّاحا

إنْ رُمْتَ إصْلاَحِي فإنّي لم أُرِدْ
لفَسَادِ قَلبي في الهوَى إصلاحا

ماذا يُريدُ العاذلونَ بعَذْلِ مَنْ
لَبِسَ الخَلاعَة واستراحَ وراحا

ابن الفارض

أَجبْ دواعِي الهَوى بالأدمُعِ السُّجُمِ
وَبحُ فما الحبُّ في حالٍ بمُكْتَتَمِ

أسَمَعتَ يَا داعِيَ الأشواقِ ذَا كَلَفٍ
نَائي المَحلِّ وإن لم تدْعُ من أَمَمِ

وقُل لِمَن لاَمَ ما السُّلوانُ من خُلُقِي
ولا مُلاءَمةُ اللوّامِ من شِيَمِي

.....

ما غابَ عنّي فأنْسَاهُ ولستُ أرَى
في الخَلْقِ لي عِوَضاً عنهُ فأسلاَهُ

.....

لقد أفسدَ العيش التنائي وقد سطا
على مهجتي حتفا وخسفا يسومها

أما والتي في القلب أيسرُ حبّها
لظى جمرات ليس يخبو ضريمُها

لأدرعَنّ الليل سيرا تجوب بي
فسيح الفلا نوق بلى الوخد كومها

.....

لكم في فؤادي منزلٌ غيرُ نازحٍ
ولو أنني خلفَ العِراقِ أو الهند

لقد أَبْعَدُوني عنكمُ فَقرُبْتمُ
وإنْ أَكثَروا بُعْد قَرُبتم على البُعْد

فو اللهِ ما ساعدتُ من لام فيكمُ
وإني لأُخْفِي منكمُ فوق ما أُبدي

وإني لأَسْتهدِي الرياحَ نَسيمَكم
فأَنْشَقُ منها مثل مُفتِتح الورد

.....

أَموتُ إِذا شَطَّت وَأَحيا إِذا دَنَت
وَتَبعَثُ أَحزاني الصَبا وَنَسيمَها

فَمِن أَجلِ لَيلى تولَعُ العَينُ بِالبُكا
وَتَأوي إِلى نَفسٍ كَثيرٍ هُمومَها

كَأَنَّ الحَشا مِن تَحتِهِ عَلِقَت بِهِ
يَدٌ ذاتُ أَظفارٍ فَتَدمى كُلومُها

.....

نَعيمي وَعِزّي كُنتُم ثُمَّ بِنتُمُ
فَعَيشي عَذابٌ بَعدَكُم وَهَوانُ

نَصيبي مِنَ الدُنيا الحَبيبُ وَوَصلُهُ
بِهِ العَيشُ عَيشٌ وَالزَمانُ زَمانُ

.....

إِذا غِبتَ عَن أَرضٍ وَيَمَّمتَ غَيرَها
فَقَد غابَ عَنها شَمسُها وَهِلالُها

غَدَت بِكَ آفاقُ البِلادِ خَصيبَةً
وَهَل تُمحِلُ الدُنيا وَأَنتَ ثِمالُها

فَلَم يَبقَ إِلّا لَوعَةٌ تُلهِبُ الحَشا
وَإِلّا أَكاذيبُ المُنى وَضَلالُها

فَلا عَهدَ إِلّا أَن يُعاوِدَ ذِكرُها
وَلا وَصلَ إِلّا أَن يَزورَ خَيالُها

.....