هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏بعضُ المواجعِ ننساها وندفنها
وبعضها في صميمِ القلبِ تكوينا

فإن أتتنا من الأغرابِ نهملها
وإن أتتنا من الأحبابِ تؤذينا

.....

يا قابَ شوقينِ بل أدنى بأعماقي
شوقٌ يزورُ و شوقٌ في الحشا باقِ


كأنما القلبُ كأسٌ قد مُلئتَ بهِ
وفاض كأسيَ فإرحم أيها الساقي

.....

أموت بحبها لأعيش حياً
وأعشقها بإخلاصٍ ونية

وتختلقُ الغباء أمام حبي
وأعرفُ أنها ليست غبية

تعذبني وتضحك لي كأن لم
أكن مجنونها بين البرية

وعيناها تمرُّ لتختبرني
فلا تُلقي على قلبي التحية

تقول بأنها ملَّت غرامي
وما عادت بأشعاري حَفيّـــة

معاذ الجنيد

إن غرَّك القول فانظر فعل قائلهِ
‏فالفعل يجلو الذي بالزيفِ يستتر

.....

‏ياعاشق الليل ماذا أنت تنتظر
نامت عيون العذارى واختفى القمر

تسامر النجمَ والأطيافُ حائرةٌ
تحوم حولك لا تدري فما الخبر

أمست لياليك حيرى لا يحركها
شوقٌ ولا موعدٌ يأتي ولا خبرُ

.....

لَبَّيْكَ يَا دَاعِيَ الأَشْوَاقِ مِنْ دَاعِي
أَسْمَعْتَ قَلْبِي وَإِنْ أَخْطَأْتَ أَسْمَاعِي

مُرْنِي بِمَا شِئْتَ أَبْلُغْ كُلَّ مَا وَصَلَتْ
يَدِي إِلَيْهِ فَإِنِّي سَامِعٌ وَاعِي

.....

عَلَى المَرئِ أنْ يَسْعى بِمِقدارِ جُهدِهِ
وَلَيسَ عَلَيهِ أنْ يَكونَ مُوَفَّقا

.....

يَا حَبَّذَا جُرْعَةٌ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ
وَضَجْعَةٌ فَوْقَ بَرْدِ الرَّمْلِ بِالْقاعِ


وَنَسْمَةٌ كَشَمِيمِ الْخُلْدِ قَدْ حَمَلَتْ
رَيَّا الأَزَاهِيرِ مِنْ مِيثٍ وَأَجْرَاعِ

.....

يَظُنُّنِي مَنْ يَرَانِي ضَاحِكَاً جَذِلاً
أَنِّي خَلِيٌّ وَهَمِّي بَيْنَ أَضْلاعِي

وَلا وَرَبِّكَ مَا وَجْدِي بِمُنْدَرِسٍ
عَلَى البِعَادِ وَلا صَبْرِي بِمِطْوَاعِ

لَكِنَّنِي مَالِكٌ حَزْمِي وَمُنْتَظِرٌ
أَمْرَاً مِنَ اللَّهِ يَشْفِي برْحَ أَوْجَاعِي

.....

إِنْ ضَاقَ كَونُكَ يَا كَونِي فَذَا كَتِفِي
لَا تَبْتَئِسْ اَبَدًا ما دُمْتَ في كَنَفِي

دَعْ عَنكَ دَمْعَكَ إنَّ الدَّمْعَ لَيْسَ يَفِي
مَا دُمْتُ قُرْبَكَ لَا تَخْشَى وَلَا تَخَفِ

وَالجَأْ لِقَلْبِي وَاسْأَلْ مَا مَدَى كَلَفِي
فِيمَنْ يُعَانِقُنِي كَاللَّامِ فِي الأَلِفِ

.....