هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

صباحٌ بذكر اللهِ قــــــد شـعَّ نورُهُ
‏على الرُّوح وانهلَّت عليها سحائبُهْ

‏وهـــل تُشــــرقُ الأرواحُ إلا بذكرهِ
‏فطوبى لمن بالذَّكر سارت مراكبُهْ

.....

يُريدُها غَادِةٌ حَسَنَاءَ فاتنةً
نَحِيلة الخَصرِ والأكتاف والعُنق

وهو الذي لو رأته الجِنُّ لأنصرعت
واستعاذت برب الناسِ والفَلَقِ

.....

مهما تغيبُ عن العيونِ وتقبلُ
‏أنتَ الذي في القلبِ لا تتبدّلُ

.....

وَشعرتُ أنّكَ حينما أعطَيتَنِي
‏وردًا كأنكَ قد قطفت فُؤداي

‏الناسُ تُعطي بالورودِ وِدادهَـا
‏إلّا أنكَ تأخُذُ بالورُودِ وِدادي

.....

وَيا فَتى الحَيِّ إِن غَنّيتَ لي طَرَباً
فَغَنّنّي واسِفاً مِن قَلبِكَ القاسي

مالي وَلَلناسِ كَم يَلحونَني سَفَهاً
ديني لِنَفسي وَدينُ الناسِ لِلناسِ

.....

قمرٌ تفرّد بالمَحاسِنِ كلِّها
فإليه يُنسَبُ كلُّ حُسنٍ يُوصَفُ

فجَبِينُهُ صُبْحٌ، وطُرَّتُهُ دُجًى
وقَوامُه غُصنٌ رَطيبٌ أهيَفُ

للهِ ذاكَ الوجهُ كيف تألَّفَتْ
فيهِ بدائعُ لم تكنْ تتألَّفُ

وردٌ يُعَصْفِرُهُ الحياءُ، ونَرجِسٌ
يُغْضي إذا طال العِتابُ ويُطْرفُ

.....

كُلُّ حَيٍّ عَلى المَنِيَّةِ غادي
تَتَوالى الرِكابُ وَالمَوتُ حادي

ذَهَب الأَوَّلونَ قَرناً فَقَرنا
لَم يَدُم حاضِرٌ وَلَم يَبقَ بادي

هَل تَرى مِنهُمُ وَتَسمَعُ عَنهُمُ
غَيرَ باقي مَآثِرٍ وَأَيادي

.....

ماذا عليّ إذا أتَيتُ لأسألكْ
‏وشكوتُ قلبًا بعد هجرك قد هلك

‏من يقنع الآمال أنك لستَ لي
‏أو يقنعُ الآلام أني لستُ لك

‏وعدتني بأن صدركَ منزلي
‏إذا الليالي السّود أغلقنَ الفّلك

‏ها هُن سودٌ مُقفراتٌ جِئنَ لي
‏أين الوعودَ وأين عنّي منزلك

.....

أنتِ الحياة وأنتِ كُل مَودتي
‏وانت المحبُ اذا جَفوني أحِبَّتي

‏لولاك ما سَهِرتْ عُيوني فِي الدُجى
‏ولا تصورتُكِ أمامَ بَصيرتي

‏أُحِبكِ حُباً شديدًا واضحٍ
‏اغلى مِن الغالي ومافي مُهجَتي

‏يامنيّة النَفسِ الشفوقِ بحُبها
‏يامَن هو كُل المرادِ وغايتي

‏بادِرْ بِوَصلِكَ ياحبيبي عاجلًا
فإن اليالي بِفراقِكَ لا تنجلي

.....

وجميلةٌ فوق الجمال ووصفه
وعظيمةٌ أسمى من الإعظام

تسمو كأجنحة الشعاع كأنها
في الأفق أرواحٌ بلا أجسام

لا، لا تقل لي سمّها فجمالها
فوق الكناية فوق كل أسامي

إني أعيش لها وفيها إنها
حبي وسر بدايتي وختامي

.....