هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أما زالَ الفؤادُ لنا وزُلْنا
بنفس القدر أمْ هُنَّا وُزِلْنَا

فلمْ أعلمْ قطيعتنا علاما
ومَنْ منّا على الثاني تجَنّى

فوا أسفي على حُبٍ توُلى
وآخِرِنا نعودُ كما بَدأْنا

وأشواقٌ بظهرِ الغيبِ ماتتْ
كما ضاعتْ أمانينا وَضِعْنا

تَعاهدْنا بأنَّا لا نجافي
عهوداً قدْ قَطَعناها وخُنا

ونقضُ العهد والميثاق مرٌّ
ولكنَّا بِلا شكٍ جُبِرنا

وأعواماً مضَتْ والحالُ باق
بلا وصلٍ غريبينِ افترقنا

.....

ما عاد قلبيَ للخيباتِ يحتملُ
غادِر فقد خاب فيكَ الظَّنُ والأملُ

بعدَ الغيابِ تجىءُ الآنَ تحسبُني
قدْ كنتُ أرقبُ في وجْدٍ متَى تصلُ

ما عادَ لي من فؤادٍ للهوى شِغفٌ
ما عادَ يُغريهِ لا مدحٌ ولا غزلُ

فكمْ صمتُّ طويلاً بعدَ خيبتكمْ
لا أدركَ اللَّفظُ أوجاعِي ولا الجملُ

أحتارُ كيفَ ومتىَ أهديتكمْ ثقتِي
وهذه زلَّةٌ ما بعدها زللُ

وكيفَ أنِّي سلكتُ الدَّربَ مؤمنةً
أن لن يُفرقنَا دهرٌ ولا سُبلُ

سقيتَ قلبيَ سُمًّا كنتُ أحسَبهُ
من شدَّة الحبِّ يا خذلانيَ العسلُ

.....

جازَيتَني عَن تَمادي الوَصلِ هِجرانا
وَعَن تَمادي الأَسى وَالشَوقِ سُلوانا

بِاللَهِ هَل كانَ قَتلي في الهَوى خَطَأً
أَم جِئتَهُ عامِداً ظُلماً وَعُدوانا

عَهدي كَعَهدِكَ ما الدُنيا تُغَيِّرُهُ
وَإِن تَغَيَّرَ مِنكَ العَهدُ أَلوانا

ما صَحَّ وُدِّيَ إِلّا اعتَلَّ وُدُّكَ لي
وَلا أَطَعتُكَ إِلّا زِدتَ عِصيانا

يا أَليَنَ الناسِ أَعطافاً وَأَفتَنَهُم
لَحظاً وَأَعطَرَ أَنفاساً وَأَردانا

حَسُنتَ خَلقاً فَأَحسِن لا تَسُؤ خُلُقاً
ما خَيرُ ذي الحُسنِ إِن لَم يولِ إِحسانا

.....

إذا جاؤوا كأنّ السعدَ جاري
كأنّ الخير في قلبي مقيمُ

.....

يذوب القلب لكن لا يتوب
عن النجوى وأنت لها القريب

يتوق إليك مشتعلًا ولكن
لعلك زاهدٌ فيما يطيب

زرعت الحب في قلبي ورودا
فلم تنبت وأورقت الخطوب

وحال الأمنيات كما فؤادي
له من كل فاجعة نصيب

تأملت الحياة فلم أجدها
سوى دمع تفتقه الندوب

ألفتُ الحزن حتى صار طفلي
أدلله.. ليحنو إذ أشيب

أراني كلما بالغت شوقا
يجافيني الحبيب ولا يجيب

ويحرمني الوصال ولا يبالي
بأني قد يمزقني المغيب

ألا من مبلغ الأحباب اني
أكاد صبابة وجوىً أذوب

.....

يُسامِرُنِيْ دَوْماً مَعَ الطَّيرِ إذْ شَدَا
يُسائِلُ: مَن يَحْظَى بِدَمْعٍ؟ يُساعِدُ

وقَد كُنتُ قَبْلَ اليَومِ جَلْداً عَلَى النَّوَى
ولَكِنَّ غَدْراتِ المُوالِينَ تَزدادُ

.....

سَلَكْتُ دُرُوبَ حُبِّكِ دُونَ رُجْعَىظ°
فَأَوْرَدَنِي غَرَامُكِ مَا أَخَافُ

وَشَيَّدْتُ الْجُسُورَ إلَيْكِ شَوْقًا
فَهَدَّتْ رِيحُ صَدِّكِ مَا أُضَافُ

.....

سَيَذْكُرُني قومي إذا جَـدَّ جِـدُّهُـمْ
وفـي اللّيلةِ الظَّلْماءِ يُفْتَـقَـدُ البدر

.....

فَارَقتُ هِنداً طَائِعاً
فَنَدِمتُ عِندَ فِرَاقِهَا

فَالعَينُ تُذرِي دَمعَهَا
كَالدُّرِّ مِن آماقِهَا

.....

وَهَكَذا كُنْتُ في أَهْلي وَفي وَطَني
‏إِنَّ النَفِيسَ غَريبٌ حَيْثُما كانا

.....