هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أيا شقراء بين يديكِ روحي
‏فرِفقاً بالذي مَلكت يداكِ
‏
أما واللهِ إنّ الحُبّ سِحرٌ
‏وإلا كيف جازَ لكِ امتلاكي

‏وكيف غدوتُ صيداً رغمَ أنّي
‏رميتُ لتعلقي فيها شِباكي

‏أراوِدُ عنكِ أحلامي فتأبى
‏وتلهثُ كلّ آمالي وراكِ

‏فهل ذنبي بأنّكِ طِبُّ نفسي
‏رعاكِ اللهُ مِن ذنبٍ رعاكِ

‏فكم عينٍ رأتكِ بلا عناءٍ
‏وعينٌ أنتِ فيها لا تراكِ

.....

واني وحق الحب فيك معذب
وكلي اشواق ونبضي يرغب

ووجهك في كل الجهات منارتي
وقلبك مشكاة ونورك كوكب

ايا حاضرا في الروح كيف يغيب
ويا غائبا في النبض انت المقرب

عجبت من العشق العنيد لانه
يظل على نار الهوى يقلب

وما القلب معتوق ولاالبعد واضح
ولا الشوق متروك ولا العشق يتعب

.....

لمّا التقيتك أحيا الحُبُّ أورِدتي
وأيقظ النبض في روحي وأحياها

كأنّ دُنيايَ أهدتني سعادتها
فما أرقّ وما أحلى هداياها

فيا لبهجةِ عينٍ أنت ساكِنها
ويا لفرحةِ رُوحٍ أنت دُنياها

فأنت ألطف إحساسٍ جرى بدَمي
وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها

.....

أتجرؤ حين تسأل كيف حالُك
وقد بالغت في شحّ الوصالِ

تغيبُ كأنّ قلبك صار صخرًا
وعُذْرك دائمًا رهن انشغالي

رجوتك لا تقُل في الحُب قولاً
ولا تذكر جميلات اللّيالي

فهجرُك قد أطاح بجسر حُبي
وأنْساني يميني مِن شمالي

.....

إذا تبدل قلبًا كنت تألفه
فأرفق به لا تزد في اللوم والعتب

من جار في البعد فالأشواق ترجعه
لو يصدأ القلب يبقى الشوق كالذهب

.....

سلامٌ على مَن لا يُغيِّرُهم دهرُ
يصونونَ عهدَ الودِّ مهما مَضى العُمْرُ

سلامٌ على مَن كلّما مرّ ذكرُهم
تهادى نسيمٌ أو تسامى لهم عطر

.....

من يرانا شمـسًا والسـماءُ غائمه
نـــراهُ قمــرًا والليالي مُظـلمه

.....

وأنا الَّذي قَدْ قضَّ شوقِي مَضجعِي
وطُيوفُهــم أحيَـت قديــمَ توجُّعِـي

والقلــبُ غادرنِـي ليسكُـنَ قُربَهــم
تـركَ الحنيـنَ ينـوبُ عنهُ بأضلُعِـي

أَمُعذِّبِــــي رِفْقًـــا فإنِّـــي لــمْ أزلْ
أهفُـو لهمسِـكَ يَستكِيـنُ بِمسمَعِـي

والرُّوحُ عطشَى للوصالِ فكنْ لَها
زخَّــاتِ غيــثٍ تَستقِيهـا أدمُعِـي

ردُّوا علَــى قلبِــي المُعَنَّـى نبضَـهُ
أيَّـامُ عمُـرِي ناشَـدَتْ كونُوا معِـي

.....

ونظرتُ في عينيك لعلي أهتدي
فتعاظمت بعد التأمل حيرتي

فأصبحتُ أنظر في الجفونِ لعلها
تهدي الجواب إلى أزقةِ مهجتي

وأغالبُ الشوق واشتياقي غالب
والويلُ كلّ الويلِ لمن بعينيكِ يبتلي

.....

حباً لقلبكِ ما تريدي فافعلي
يكفيكِ من هَول اشتياقي مقتلي

قلبٌ أحبّ ومـا أفادَ جنونهُ
هذا وجثماني أمامكِ فاسألي

غنيتُ من فرطِ المدامع ِحرقةً
يا أيها الليلُ الطويل ألا انجلي

هذي وصية عاشقٍ في ليلةٍ
يلقى بها ألماً يكون كما يلي

ظمأٌ سواكِ فما هَنِئْتُ بمَشربٍ
حتى زلالُ الماءِ باتَ كحنظـلِ

حتى الهواءُ إذا أردتُ تنفـساً
أمضى إلى جوفي كسهمٍ مُرسَلِ

.....