هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

قال قَيسُ بنُ الملوح يصف دموعه:

وَلَيسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ ماؤُهَا
وَلَكِنَّها نَفسٌ تَذوبُ وَتَقطُرُ

‏من راح مالك في رجوعه معاذير
دامه ‏رحل لا تنحني في رجوعه

.....

أنت البعيد و بالأحشاء متصلُ
والقلبُ بعدكَ بالآهات مشتملُ

يشكو الصبابة من شوق ومن ألمٍ
والنفس تتعبها من بعدك العللُ

أزفُّ شوقي بلحن الآه منكسرًا
والدمع يجري على الخدين ينهملُ

أمسيت في حبك العذري مضطربًا
يمشي البلاد وفي الأمصار ينتقلُ

يبكي الديار دموعا لا انفكاك لها
دمع الغريب له حلُُّ ومرتحلُ

إنَّ الملامة في حزني تؤرّقني
والشعرُ بعـدك بالأحـزانِ يـرتجلُ

إن القصائد إن كانت بلا حَزَنٍ
مثل السرابِ إذا ما فاته البللُ

والقلبُ إن غاب من يهوى وودّعه
يمسي حطامًا بجمر الشوق يشتعلُ

.....

يا أنتِ يا كُلَ النساء ِ أنا الذي
خلقَ القصيدة أشهرا ً وفُصولا

وأنا الذي سويت ُ منكِ حديقتي
وزرعت ُفيكِ سنابلاً وحقولا

إني أحبك طفلة ً غجريةً
وأحب ُفيكِ تمنعا وقبُولا

وأنا أحبُكِ زورقاً مُتردداً
ومُغامرا ً قد لا يُطيقُ وصولا

وأنا أحبُك ِ وردة ً مغرورةً
وأحبُ فيكِ تفتُحاً وذبُولا

من علمَ الإكليلَ أنكِ وردتي
يا وردتي من علم َالإكليلا

أوَ تجهلينَ حقيقتي وأنا الذي
ما كنت فعلا ًماضياً مجهُولا

قنديلُ وجهُكِ ضاحكٌ متبسمٌ
لا تُطفيء من أجلنا القنديلا

.....

إنّ العيون التي في طَرْفٍها حوَرٌ
قتلننا ثمَّ لم يُحيينَ قتلانا

يَصرَعنَ ذا اللبَّ حتى لا حراكَ بهٍ
وَهُنَّ أضعفُ خلقٍ الله أركانا

.....

ما صاغَ قَلبِيَ حُبِّي قَطُّ كيف له
وإنما الحبُّ صاغَ القلبَ في جُمَلِي

إني أُعَطِّر حَرفي حِينَ أُرسِلَه
في وصفِكُم فاقبلوه واعذروا حَوَلِي

فكيفَ تكتبُ عن نُور الهدى لُغةٌ
وما ستهذي الحصى يوما عن الجبل

خلاصةُ الرُّسلِ أحمدَ يا خُلاصتهُ
وكل مدحٍ سيبقى غير مكتملِ

وُلِدتَ لِلكَعبَةِ الغَرَّاءِ كَعبَتَها
وَمُذ وُلِدتَ وفِيها أَنتَ لَم تَزِل

خُذنِي إليكَ لأَحيَا فالحياةُ بِلا
وصلٍ جحِيمٌ بعَصرٍ غَيرِ متصلِ

جَمعتُ أحلامَ عُمري كُلّها حُلُماً
كَن لِي أخاً سيدي فِي الله لا أخَ لِي

.....

اوادع الابداع والا استودعه
لك عند من يا صايدي بعد الوداع

وانت الذي ماحد يغطي موقعه
في البدع والابداع شعار البقاع

عز الله ان فقدان مثلك فاجعه
ومصاب حمله فوق فوق المستطاع

ماحل ضيق الا ومن بعده سعه
الارحيلك ضيق مابعده وساع

.....

مناجاة...


يا ربّ ضاقت بيَ الأبوابُ والطُّرُقُ
وبابُ عفوكَ مفتوحٌ لمَن طرقوا

وقفتُ بالبابِ يا الله منكسراً
وأنت وحدكَ مَن قلبي بهِ يثقُ

حملتُ كلّ خطيئاتي على كتفي
وجئتُ بابكَ والأبوابُ تنغلقُ

فمدّ لي يا ملاذ المُتعبين يداً
خذني إليك فإنّ الأرض تنطبقُ

ياربّ بالبابِ عبدٌ ذنبهُ جبلٌ
مسافرٌ زادهُ الإخلاصُ والفلقُ

يا ربّ بالبابِ عبدٌ قد غوى وعصى
وغرّهُ إذ عصاك الجهلُ والنّزقُ

يا ربّ بالبابِ عبدٌ ضلّ وانقطعتْ
آمالهُ واعتراهُ الخوفُ والقلقُ

وأنت يا ربّ مولاهُ وسيّدهُ
أنر خُطاهُ فقد أودى بهِ الغسقُ

يا ربُ جئتكَ والأخطارُ تعصفُ بي
وانسدّ مزدحماً في وجهيِ الأفقُ

وضعتُ قلبي بكفّي ثمّ جئتُ إلى
محرابِ عفوكِ والأنوارُ تنبثقُ

لا عُذرَ لي غير أسفاري إليكَ بلا
زادٍ وقلبٍ كمَيتٍ ما بهِ رمقُ

وحسنُ ظنّي بربّي إنّ رحمتهُ
ملء السّمواتِ تغشى كلّ مَن خُلقوا

يا ربّ بالبابِ عبدٌ تائبٌ، فمهُ
مستغفرٌ قلبهُ يبكي ويحترقُ

وعينهُ في دموعِ التّوبِ غارقةٌ
وليس أوّل مَن في دمعهمْ غرقوا

مسبّحاً ذاكراً للهِ مبتهلاً
وساجداً راكعاً بالدّمعِ يختنقُ

يمدّ نحوكَ قلباً ضارعاً ويداً
فقل عتقتكَ يا عبدي كمَن عُتقوا

بديع الزمان السلطان

من سورة الصف أنصاراً ميامينا
جئنا إلى القِبلة الأولى ملبينا

صفًّا إلى المسجدِالاقصى لننصره
نصرا عزيزا به نردي الأذَلينا

سلاحنا ثقةٌ باللهِ ناصرنا
من زاد بنياننا المرصوص تمكينا

من سورة النصر أفواجاً يسير بنا
بدرٌ إلى الفتح بالقرآن يهدينا

جئنا من الفتح من آياتهِ مدداً
فتحاً مبيناً وفتحُ اللهِ يغنينا

إنَّا فتحنا وقد شاءت مَشِئتُ من
في كفه الفتحُ أن يأتي بأيدينا

سبحانه الله أسرى بالنبي إلى
رحاب قدسك يا قدس المصلينا

حتى سرت إثرهُ أروح من نصروا
هذا النبي وهم خير الموالينا

جئنا لتحرير أرضٍ في طهارتها
صلَّا النبيُّ أماماً بالنبيينا

جئنا لنغسلها من رجسٍ مغتصبٍ
بقوة اللهِ نجتث الملاعينا

إن كان يومُكِ هذا فيه تذكِرةً
فما نسيناكِ ما عِشنا فلسطينا

أيامنا كلها قدسٌ ومسجدُها
الأقصى ومأساته باتت ليالينا


.....

من العار أن تتركوا سوريا
تواجه كلب اليهود بثار

ولم تثأروا باسم اوطانكم
ولم تحفظوها من الانهيار

ألستم تحبون أمجادكم
ألستم أعف عن الاحتقار

تريدون عودتها القهقرى
لتبقى فلسطين فوق الدمار

أحكامنا استجمعوا أمركم
ورصوا الصفوف بقلب مثار

محمد عبدالقدوس