هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

واجعل مروري في القلوب كغيمةٍ
تروي العطاش وتجبر المكسورًا

واملأ فؤادي من لدنك قناعةً
أني سأبقى بالعطا مأجورًا

يا رب بابك لست أطرق بابهم
قلبٌ ببابك لم يزل مسرورًا

.....

يا غائبين خلف الديار تحيّة
كيف السبيل إليكم فأسيرُ

هلّ لي بطيرٍ أستعير جناحه
فلعلني نحو الديار أطيرُ

فالقرب منكم نعمة وسعادة
والبعد عنكم مؤلم وعسيرُ

لو كان يرجى بالدموع لقاؤكم
لجرى دمع من العيون غزيرُ

.....

‏ألاَ هَل إلى عَصرِ الصِبَا ليَ عودَةٌ
وهَيهاتَ ما قَد فات ليسَ يَعود

.....

لي من هواك قريبه وبعيده
ولك الجمال بديعه وغريبه

يامن أعيذ جماله بجلاله
خوفا عليه من العيون تصيبه

إن لم تكن عيني فإنّك نورها
أولم تكن قلبي فأنت حبيبه

.....

أيظن أني لعبة بيديه
أنا لا أفكر في الرجوع إليه

اليوم عاد كأن شيئا لم يكن
وبراءة الأطفال في عينيه

ليقول لي إني رفيقة دربه
وبأنني الحب الوحيد لديه

حمل الزهور إلي كيف أرده
وصباي مرسوم على شفتيه

ما عدت أذكر والحرائق في دمي
كيف التجأت أنا إلى زنديه

خبأت رأسي عنده وكأنني
طفل أعادوه إلى أبويه

حتى فساتيني التي أهملتها
فرحت به رقصت على قدميه

سامحته وسألت عن أخباره
وبكيت ساعات على كتفيه

وبدون أن أدري تركت له يدي
لتنام كالعصفور بين يديه

ونسيت حقدي كله في لحظة
من قال إني قد حقدت عليه

كم قلت إني غير عائدة له
ورجعت ما أحلى الرجوع إليه

نزار قباني

‏تأتي الشَّدائدُ ساعةً وتغيبُ
‏وتلُوعُــكَ الأيَّامُ ثُمَّ تطيبُ

‏هيَ هكذا الدُّنيا وهذا حالُها
‏ما كُلُّ شِرْبٍ في الزمانِ عَذِيبُ

‏إنَّ الرضا عند النوائبِ سلوَةٌ
‏والصبر إنْ حل الأسى تطبيبُ

‏ما طالَ ليل أو تداعَت كربة
‏إلا ولطف الله منك قريبُ

.....

انت اشوف انك معي
واشوفك بين اضلعي

‏انت تسكن ذاكره
‏دفعت ثمنها ادمعي

‏تلك الشجون العابره
‏خسرت فيها مطمعي

‏كانت مشاعر نادره
‏تطرق نوافذ مسمعي

.....

‏نالَ الهوى مني وأيقظَ خافِقي
‏والشوقُ يفعلُ بالحنايا ما أرادْ

‏باللهِ قل لي كيفَ يهدأُ خاطري
‏وجنونُ حُبكَ كُلّ يومٍ في ازديادْ

.....

فإذا صحوْتُ فأنتَ أوّل خاطري
وإذا غفـــا جفني فأنت الآخـــرُ

.....

لنا في الصُّبْحِ إشراقٌ وبُشرى
وبالإصباحِ تزدهرُ الأماني

.....