هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

عرس من الجن في الصحراء قد نصبوا
له السرادق تحت الليل والقببا

كأنه تدمر الزهراء مارجة
بمثل لسن الأفاعي تقذف اللهبا

أو هضبة من خرافات مرقعة
بأعين من لظى أو من رؤوس ظبى

تخاصر الجن فيها بعدما سكروا
وبعدما احتدمت أوتارهم صخبا

فأفزع الرمل ما زفوا وما عزفوا
فطار يستنجد القيعان والكثبا

تكشف الصبح عن طفل وماردة
له على صدرها زأر إذا غضبا

كأنه الزئبق الرجراج فى يدها
أو خفقة البرق إما اهتز واضطربا

نادى ابوه عظيم الجن عترته
فأقبلوا ينظرون البدعة العجبا

ماذا نسميه قال البعض صاعقة
فقال كلا فقالوا عاصفا فأبى

فقام كالطود منهم مارد لسن
وقال لم تنصفوه اسما ولا لقبا

سنبعث الفتنة الكبرى على يده
فنشغل الناس والأقلام والكتبا

ونجعل الشعر ربا يسجدون له
فإن غووا فلقد نلنا به الأربا

واختال غير قليل ثم قال لهم
سميته المتنبي فانتشوا طربا

وزلزلوا البيد حتى كاد سالكها
يهوي به الرحل لا يدري له سببا

.....

يا فوز من نال الشهادة صادقًا
تمحى الذنوب إذا دماء تقطّرُ

وإذا الزهور تعطّرت بعبيرها
مسٌك توح جراحه وتعطّرُ

وحواصل الطير الممنع مسكنٌ
أرواحهم فيها تعيش وتعمرُ

ولهم منازل في الجنان وصحبةٌ
ونعيم خيراتٍ يزيد ويكثرُ

ولهم من الحور الحسان رضاهمُ
وسيشفعون لأهلهم إن يحصروا

ما مسهم موت ولا في فتنة
في القبر لا يُسألوا أو يُقهروا

ما مات من نال واضحة مخلصًا
سيروا إلى تلك الحياة وشمروا

إن الذين تقطّعت أوصالهم
في الله شُدُّو بالحديد وسمروا

وتمشطت دون العظام لحومهم
وعلى المفارق في الرؤوس تنشّرُ

يرجون لو كانوا أشد تألـمًا
لـمّا يرو تلك المكارم تنشر

وإذا الاله دعا وقال سلومهم
ما يشتهون ليكرموا وليأجروا

قالوا نريد العودة للدنيا لكي
نلقى الشهادة في الوغى ونكرر

فأمضوا بجدٍ من مجدٍ همة
وتذكروا ساح الجهاد تذكروا

إخوانكم شدوا سروج مطيهم
كابول شدت والنجائب ضمّرُ

وتذكروا أهل الجزيرة إخوة
تركوا النعيم إلى الجهاد وغادروا

تركوا النساء وأهلهم وديارهم
لله واقتحموا الصعاب وكبروا

واسأل فلول الروس كيف صمودهم
واسألهمُ كيف المعاقل دمروا

من مصر ساروا والجزائر أنجبت
وسواهمُ من كل قطر قد سروا

واذكر بلاد الشام فيها أخوة
أسد تصول في كل أرض تزأر

منهم دمشقيّ ومنهم مقدسي
لبنان فيها ثلة ما قصَّروا

لبَّوا نداء الحق ثم تقدموا
نحو العدو ليقتلوا وليأسروا

وجحافل الزرقاء مثل سمائها
فهم النجوم بأرض كابول نوَّروا

ومساجد الصوت العظيم تفاخرت
منها الأشاوس للورى قد غادروا

منهم قضى نحبها ومنهم ناظرٌ
ما بدلو وأراهمُ ما غيروا

أهدي إلى تلك المعاقل دعوة
والى الذين تجهزوا ليغادروا

شدو الرحال إلى الجهاد عساكمُ
أن تقتلوا في الله أو أن تنصروا

وعساكم أن ترهبوا اعدائكم
فالقدس تبكي واليهود تجاسروا

قتل النساء وشرَّدوا أطفالنا
هدموا المساجد والمنازل دمَّروا

ونساء أقصانا تنادي ويحكم
لا من يجيب ولا لكسرٍ يجبرُ

فتجهزوا يا إخوتي لعدوكم
وتسلحوا بالحق لا تتأخروا

قوموا لحيَّ على الجهاد
عِزٌّ إذا ما نستجيب ومفخرُ

وادعوا لإخوان لكم قد شدهم
قيد العدو بسجنهم فتصبَّروا

إن تذكروهم فالدعاء أمانة
أو يذكروكم فالدموع تسطِّرُ

.....

‏مَتَى الوُصُـولُ فَقَـد ضَلَّت مَرَاكِبُنَا
‏وَقَد صَــدَئـنَا وَمَـا بَانَت مَرَاسِـينَا

‏ذُبنَا اشتِـيَاقَاً لِمَـنْ نَهـوَى وَلَا خَبَرٌ
‏يُحـيِي القُـلُوبَ وَلَا صَـبرٌ يُدَاوِينَـا

.....

قُل للحبيبِ الذي طالتْ قَطيعَتَهُ
ولجَّ في الهجرِ مع حُبي وإشفاقي

لَتَقرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ
إذا تذَكرتَ يوماً بَعضَ أخلاقِي

ظافر الحداد

‏تمنّيتُ التَّلاقيَ يومَ وصلٍ
‏فجازاني التمنِّيَ بالفراقِ

‏وعُدتُ بخيبةِ الأحلامِ فردًا
‏غريبًا بينَ شوقي واحتراقي

.....

‏ولا يألـف الإنسـانُ إلّا نظـيرهُ
‏وكلّ امرئٍ يصبو إلى مَن يُشاكِلهُ

.....

‏فلْيَحفَظِ اللهُ وجهًا ما نَظَرتُ لَهُ
إلا وأشرقَ في أنفاسِيَ الأمَلُ

.....

يَـا أعقَـلَ النّاسِ إلّا فِي محبّتِنا
ماذَا أقُولُ وفيكَ تبعْثَرَ الكَلِمُ

.....

أغار عليك من طيفٍ
غريبٍ مرّ في بالِكْ

ومن ذكرى بها غيري
ومن عطرٍ على شالِكْ

ومن زوّار منزلكـمْ
إذا سألوكِ عن حالِكْ

.....

ولولا الخوفُ مِن عَتبِ الليالي
لجئتُكَ والنُجُومُ عَلى يديّا

.....