هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أَلا يا عَينُ فَاِحتَفِلي وَبَكّي
عَلى قَرمٍ لِرَيبِ الدَهرِ كافِ

وَما لِلعَينِ لا تَبكي لِحَوطٍ
وَزَيدٍ وَاِبنِ عَمِّهِما ذُفافِ

وَعَبدِ اللَهِ يا لَهفي عَلَيهِ
وَما يَخفى بِزَيدِ مَناةَ خافِ

وَجَدنا أَهوَنَ الأَموالِ هُلكاً
وَجَدَّكَ ما نَصَبت لَهُ الأَثافي

.....

هاجِرَتي يا بِنتَ آلِ سَعدِ
آآن حَلَبتِ لِقحَةً لِلوَردِ

جَهِلتِ مِن عِنانِهِ المُمتَدِّ
وَنَظَري في عِطفِهِ الأَلَدِّ

إِذا جِيادُ الخَيلِ جاءَت تَردي
مَملوءَةً مِن غَضَبٍ وَحَردِ

.....

وكم أمرٍ بدا لي مُستحيلاً
جرى دمعي لهُ وبكى جَناني

بذَلتُ لأجلهِ أيامَ عُمري
فأرهقني وأرّقني زماني

فقُمتُ وقد نفَضْتُ غُبار يأسي
أَجَبْتُ تفاؤلي لـمّا دعاني

ليَ الصبرُ الجميلُ وحُسنُ ظنّي
وعندَ اللهِ تحقيقُ الأماني

.....

وسرتُ إلى الإلهِ بقلبِ صدقٍ
يُناجيه المنى في كلّ آنِ

وقلتُ: إليكَ يا ربّاهُ أشكو
فما لي غيرُ بابِكَ مِنْ مكانِ

تركتُ الناسَ،ما فيهم رجائي
ولا في قربهم طيبُ الأمانِ

فمن يرجو العبادَ فليس يحظى
ومن يرجوكَ،لن يلقى الهوانِ

تفيضُ رحابُك الغرُّ احتواءً
فتمحو كلّ ذنبٍ في حنان

.....

ويرونَ طيبتكَ النَّقِيَّةَ حجةً
كي يجرحوكَ وليتهُم لم يفعلوا

الطَّيِّبونَ إذا أُسيءَ إليهمُ
يتصبَّرونَ فإن تأذَّوا يرحلُوا

فإذا ظفرتَ بطيِّبٍ فارفق به
هو مُتعبٌ حقاً ومثلكَ يعقلُ

الطَّيِّبونَ مِن الأنامِ قلائلُ
وأقـلُّ منهم مَن بقلبكَ يَحفُلُ

.....

‏والق الأحبة والإِخوان إن قطعوا
حبل الوداد بحبل منك متصل

فأعجزُ الناس حرٌ ضاع من يده
صديق ودّ فلم يردده بالحيل

وكن مع الخلق ما كانوا لخالقهم
واحذر معاشرة الأوغاد والسّفل

واخش الأذى عند إكرام اللّئيم
تخشى الأذى إن أهنت الحرّ ذا النّبل

.....

إذا انقلبَ الصديقُ غدا عدواً
مبيناً والأمورُ إلى انقـــــلابِ

ولـو كان الكثيرُ يَطيبُ كانتْ
مُصاحبةُ الكثير من الصوابِ

ولكــن قلَّ ما استـــكثرتَ إلّا
سقطتَ على ذئابٍ في ثيابِ

فـدعْ عنك الكثير فكم كثيـرٍ
يُعـــافُ وكم قليلٍ مُستطابِ

ابن الرومي

فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا
عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

.....

غزّةُ تُطفئُ في الظلامِ أنينَها
وتُضيءُ بالشهداءِ ضوءَ يمينِها

تمضي على جمرِ الحصارِ كأنّها
نارُ الحقيقةِ في مَدى تلاوينِها

لا تُفصِحُ الشكوى ولكن صمتُها
أبلغُ من ألفِ القصائدِ في دُموعِ طينِها

يمشي بها الموتُ الثقيلُ كأنّهُ
ضيفٌ أقامَ دهورَهُ في عرينِها

طفلٌ يُفتِّشُ في الركامِ عنِ الأملْ
ويعودُ يحملُ بعضَ طيفٍ مِن حنينِها

أمٌّ تُضمِّدُ بالترابِ جراحَها
والأرضُ تصرخُ من لهيبِ حنينِها

والبحرُ يسأل كيف تُقهرُ نخلةٌ
غرسَتْ عروقَ الصبرِ في تَكوينِها

اللهم كن لهم ناصرا ومعينا

‏قد يُفسِدُ الأمرَ إفصاحٌ لذي حَسدٍ
ولنْ يَرُدّ إلَيكَ الدَّمعُ ما فَسَدا

فإنْ رُزِقتَ بأمرٍ فاخفِ فرحَتَهُ
واكتُمهُ في القلبِ لا تُخبِر به أحدا

.....