هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏أبى الدَهرُ أَن يَلقاكَ إِلّا مُحارِباً
فَجَرِّد لَهُ سَيفاً مِن العَزمِ قاضِبا

وَلا تَلقَهُ مُستَعتِباً مِن ظُلامَةٍ
فَما الدَهرُ سَمّاعاً لِمَن جاءَ عاتِبا

.....

وإذا رأيتَ ابنَ الكرامِ ذليلا
ومقامُهُ في الناس صار قليلا

ورأيتَ لِلُّؤماءِ قدرًا عاليًا
وقصائدًا لا تنتهي تطبيلا

فاعلمْ بأنّ الدهر حان غروبُهُ
وتبدّلتْ أحوالُهُ تبديلا

.....

لا تَبْخسوا قَدْرَ الدموعِ فإنها
دَفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع

للنَّفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
وَترَى البكاءَ كواجِبٍ مَشروع

.....

قريبٌ أنتَ من روحي وقلبي
وحُبكَ لا تُواريهِ الخُطوبُ

فإنْ تكُ غائباً عني زمانًا
فإنكَ عن خيالي لا تغيبُ

.....

وإنّي كلّما اشتدّ اشتياقي
رأيتُك والحنينُ لهُ لهيب

وأسمعُ في دُجى ليلي نِداءً
كأنّكَ فيهِ لي نبض يذوب

وتبقى في خيالي مثلَ نَجمٍ
إذا ما غابَ عن عيني يؤوب

فمهما باعَدَتنا الأرضُ يومًا
فوصلكَ ياحبيبي لهُ دروب

.....

‌‎حتى غدوتُ أعدُّ أيّامَ الهوى
وأراقبُ المَرَّ السنينَ رواحا

وأمدُّ كفّي للرجوعِ فلا أرى
إلّا السرابَ يمدُّ لي أجنَاحا

وأعودُ أبحثُ في الدروبِ عن الصدى
فيعيدُ لي ذِكرى الغرام نواحا

.....

أو لم تكن روحي فمن ذا يحتوي
جرحي إذا ضاقَ الزمانُ المعضلُ

أو لم تكن أنسي فمن ذا يمنحُ الـ
قلبَ العليلَ دواءَهُ كي يُقبلُ

أو لم تكن حلمي فمن ذا قد بنى
صرحَ الأمانِ على الفؤادِ المُنهلُ

.....

‏سأكتبُ نبض قلبي ما حيِيتُ
وإن أكُ فيه مِن دهرٍ شقِيتُ

فصغتُ الشعر للسمرِ الغواني
وحمرَ الوجه عمري ما نسِيتُ

تركتُ قوافلَ الأحلامِ خلفي
وبالأحلامِ هادئةً رضِيتُ

وعطرتُ القصيد بماءِ وردٍ
ومن ماءِ المحبةِ ما سُقيتُ

جعلتُ الحبَ أجملَ كلِ شيءٍ
ولكني بأحرُفِهِ نُفِيتُ

.....

يغدو الزمانُ بأهلهِ ويروحُ
ولكلِّ فردٍ غايةٌ وطموحُ

حاولتُ شرحَك غالبتني دمعتي
شرحي يطولُ ولا تفيك شروحُ

لو لم يكن نوحُ السفينةِ مرسلًا
بزمانهِ لظننتُ أنك نوحُ

يأتي الصباحُ مودِّعًا لأحبةٍ
حتَّى المساء وفي المساء نزوحُ

يا أنتَ يا بأسَ الجبالِ إذا انحنى
بأسُ الجبالِ وودَّعتهُ سفوحُ

يا داخلَ التاريخِ من أبوابهِ
وعلى ذراعِك طفلُهُ المذبوحُ

دعنا نوثِّق في جبينِك قبلةً
ونقولُ زارَ ديارَنا الدحدوحُ

.....

مدح الفرزدق للحجاج

إذا وعدَ الحجاجُ او هم اسقطًت
مخافتهُ مافي بطونِ الحواملِ

ولم أن كالحجاجِ عوناً على التقي
ولا طالباً يوماً طريدةَ تابلِ

وكم من عشي العينين اعمى فؤاده
أقمت وذي رأسٍ عنِ الحق مائلِ

بسيف به لله تضربُ من عصى
على قصر الاعناق فوقَ الكواهلِ

شفَيتَ من الداءِ العراقَ فلم تدَع
بهِ ريبةً بعد اصطفاقِ الزلارلِ