هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

رثاء الفرزدق للحجاج

ليبكِ على الحجاحِ من كانَ باكياً
على الدينِ او شارَ عل الثغرِ واقفِ

وما ذرفت عينانُ بعد محمدٍ
على مثلهِ الا نفوسُ الخلائفِ

وماتَ الذي يرعى على الناسِ دينهم
ويضربُ بالهندي رأسَ المخالفِ

هجاء الفرزدق للحجاج

لئن نفز الحجاج ال معتب
لقوا دولة كان العدو يدالها

لقد أصبح الأحياء منهم أذلة
وفي النار موتاهم كلوحاً سبالها

وكان إذا قيل: اتق الله شمرت
به عزة لا يستطاع جدالها

هلموا إلى الإسلام والعدل عندنا
فقد زال عن أرض العراق خبالها

أَفاطم لو شهدتِ ببطن خبتٍ
وقد لاقى الهزبر أخاكِ بشرا

إذن لرأيتِ ليثاً رام ليثاً
هزبراً أَغلباً لاقى هزبرا

يدل بِمخلبٍ وبحد نابٍ
وباللحظاتِ تحسبهن جمرا

وأَنتَ تريد للأشبال قوتاً
ومطلبي لبنتِ العمِّ مهرا

وفي يمناي ماضي الحدّ أَبقى
بضرب قراع الخطبِ إِثرا

أَلم يبلغكَ ما فعلت ظباهُ
بكاظمةٍ غداة لقيتُ عمرا

نصحتك فالتمس يا ليث غيري
طعاماً إِن لحمي كان مُرا

فلما ظن أَنّ الغش نصحي
وخالفني كأنّي قلت هجرا

فمشى ومشيت من أَسدين راما
مراماً كان إذ طلباه وعرا

هززت له الحسام فخلت أَنّي
شققتُ به لدى الظلماء فَجرا

فخرَّ مضرجاً بدم كأني
هدمت به بِناء مشمخرا

وقلت له يعز عليَّ أَني
قتلت منافسي جلداً وقهرا

ولكن رمت شيئاً لم يرمه
سواك فلم أُطق يا ليث صبرا

فلا تجزع لقد لاقيت حراً
يحاذر أن يعاب فمت حرا

عمرو بن معد يكرب

أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي

وَإنْ كنتِ قَدْ سَاءَتْكِ مِنِّيْ خَليْقَةٌ
فَسُلِّيْ ثِيَابِيْ مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ

أَغَرَّكِ مِنِّيْ أَنَّ حُبَّكِ قَاتِلِي
وَأَنَّكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَلِ

وَمَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إِلا لِتَقْدَحِي
بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ

وَبَيْضَةِِ خِدْرٍٍ لا يُرَامُ خِبَاؤُهَا
تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَلِ

تَجَاوَزْتُ أَحْرَاسًا وَأَهْوَالَ مَعْشَرٍاً
عَلَيَّ حِرَاصٍ لَوْ يُشِرُّونَ مَقْتَلِي

امرؤ القيس

مـا اِسـتُـكـمِـلَـت لـي فـيـكَ أوَّلُ نَـظـرَةٍ
حَـتَّـىٰ عَـلِـمـتُ بِـأَنَّ حُـبَّـك فَـاضِـحـي

أَهـواهُ حَـتَّـىٰ الـعَـيـنُ تَـألَـفُ سُـهـدَها
فـيـهِ وتـطـرَبُ بِـالـسَـقـامِ جَـوارِحـي

ابـن سـهـل الأنـدَلُـسـي

لا تَشْكُ لِلنَّاسِ جُرحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرحُ إِلَّا مَنْ بِهِ ألَمُ

شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يَا ابنَ النَّاسِ مَنْقصَةٌ
وَمَنْ مِنَ النَّاسِ صَاحَ مَا بِهِ سَقَمُ

فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ

وَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرحًا إِلَى جُرحِكَ اسْمُهُ النَّدَمُ

هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنًا
أمِ التَّعَازِي بَدِيلٌ إِنْ هَوَى العَلَمُ

مَنْ يُنْدُبِ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمَّتِهِ
لَا عَيْنَ لِلْحَظِّ إِنْ لَمْ تُبصِرِ الْهِمَمُ

كَمْ خَابَ ظَنِّي بِمَنْ أَهْدَيْتُهُ ثِقَتِي
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ

كَمْ صِرْتُ جِسْرًا لِمَنْ أَحْبَبْتُهُ فَمَشَى
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ

فَدَاسَ قَلْبِي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلَهُ
فَمَا وَفَائِي لِخِلٍّ مَا لَهُ قِيمُ

لَا الْيَأْسُ ثَوْبِي وَلَا الأَحْزَانُ تَكْسِرُنِي
جُرْحِي عَنِيدٌ بِلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ

اِشْرَبْ دُمُوعَكَ وَاجْرَعْ مُرَّهَا عَسَلًا
يَغْزُو الشُّمُوعَ حَرِيقٌ وَهِيَ تَبْتَسِمُ

وَالْجِمْ هُمُومَكَ وَاسْرِجْ ظَهْرَهَا فَرَسًا
وَانْهَضْ كَسَيْفٍ إِذَا الأَنْصَالُ تَلْتَحِمُ

فَالْخَيْرُ حَمْلٌ وَدِيعٌ خَائِفٌ قَلِقٌ
وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ

كُلُّ السَّكَاكِينِ صَوْبِ الشَّاةِ رَاكِضَةٌ
لِتُطَمْئِنَ الذِّئْبَ إِنَّ الشَّمْلَ مُلْتَئِمُ

كُنْ ذَا دَهَاءٍ وَكُنْ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ
تَرَى الْمَلَذَّاتِ تَحْتَ يَدَيْكَ تَزْدَحِمُ

فَالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهَبٍ
لَهُمَا تُصَلِّي بِكُلِّ لُغَاتِهَا الأُمَمُ

شَكْوَاكَ شَكْوَايَ يَا مَنْ تَكْتَوِي أَلَمًا
مَا سَالَ دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ

وَمِنْ سِوَى اللَّهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ
وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوْنًا وَنَعْتَصِمُ

كُنْ فَيْلَسُوفًا تَرَى أَنَّ الجَمِيعَ هُنَا
يَتَقَاتَلُونَ عَلَى عَدَمٍ وَهُمْ عَدَمُ

كريم العراقي

يا قاضي الحب لي في البعد مَظلمة
فاحكم بوصل يرد الروح في جسدي

.....

أجمل ما قيل بوصف العيون في شعر العرب:

- قال ابن الرّومي:
نظَرَتْ فأقصدتْ الفؤاد بطرفـهـا
ثم انثنت عني فكدتُ أهيمُ

ويلاه إن نظرتْ وإن هي أعرضت
وقع السهام ونزعهنّ أليمُ

- قال جرير :
إنّ العيونَ الّتي في طرفها حَوَرٌ
ْْ قتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللّبِّ حتّى لاحراكَ به
وهنّ أضعفُ خلقِ الله أركانا

- قال صفي الدين الحلّي:
كفي القتال وفكي قيـد أسـراكِ
يكفيك مافعلتْ بالناس عيناكِ

كلت لحاظـك مماقـد فتكت بنا
فمن ترى في دمِ العشاق أفتاكِ

كملتْ أوصاف حسنٍ غير ناقصةٍ
لو أن حسنكِ مقرونٌ بحُسناكِ

- قال أحمد شوقي :
وتعطّلت لغةُ الكلامِ وخاطَبَت
عينيَّ في لغة الهوى عيناكِ

- وقيل أيضا:
و إذا العيونُ تحدّثت بلغاتها
قالت مقالا" لم يقلهُ خطيبُ

- قال إدريس جمّاع :
والسّيفُ في الغمد لا تُخشى مضاربهُ
وسيف عينيكِ في الحالينِ بتّارُ

أجبْ أيّها القلبُ الذي لستُ ناطقاً
إذا لم أُشاورْهُ ولستُ بسامعِ

وَحدِّثْ فانَّ القومَ يَدْرُونَ ظاهراً
وتخفى عليهمْ خافياتُ الدوافِعِ

يظُنّونَ أنّ الشِّعْرَ قبسةُ قابسٍ
متى ما أرادُوه وسِلعةُ بائعِ

أجب أيُّها القلبُ الذي سُرَّ معشرٌ
بما ساءهُ مِنْ فادحاتِ القوارِعِ

بما رِيع منكَ اللبُّ نفَّسْتَ كُربةً
وداويتَ أوجاعاً بتلكَ الروائعِ

قُساةٌ مُحبّوك الكثيرونَ إنَّهمْ
يرونكَ إنْ لم تَلْتَهِبْ غيرَ نافعِ

الجواهري

عِندي منَ الهمِّ ما لو
حمَّلْتُ صخْرًا لرَقَّا

ولوْ تَلوتُ هُمومي
لقلبِ مَيْتٍ لدقَّا

وليسَ ذاكَ مَجازًا
أقولُ ذلِكَ حقَّا

يُبعْثَرُ النَّبْضُ لمَّا
يُقبِّلُ الفَقْرُ عِرْقا

شَاكوشُ يَأْسٍ عَلاني
إنْ رُمْتُ حلْميَ دقَّا

يا حُزنُ لسْتُ حَديدًا
فبِالمَشاعِرِ رِفْقا

أمْ قدْ جَحدْتَ فِعالي
سَحقْتَ روحيَ سَحْقا

أمْشي بِجسمٍ سَليمٍ
والقَلْبُ في الجِسمِ مُلقى

إنْ صَاحَبَ القلْبَ جُرحٌ
تَمزَّقَ الجِسْمُ مَزْقَا

وليسَ يَنْفعُ شِعرٌ
حُروفُ شِعريَ غَرْقى

فلوْ عَلِمتَ بِحالي
لصِرْتَ فِرْقًا وفِرْقا

همام صادق