هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

إني لمعروفٌ بضعف القوى
وإن تجلدت أحيايينا

وإن تحملت على كبرتي
خدمة أبناء الثلاثينا

هدت قواي ووهت أعظمي
وصرت في القلة عزونا

وخفت أن يعجل بي معجل
إلى التي تعيي المداوينا

.....

أكل بناءٍ أنت بانيه معجز
بنيت المعالي أم بنيت المنازلا

فلا الإنس تبني مثلهن معالماً
ولا الجنّ تبني مثلهن معاقلا

كنائس أضحت للغمام عمائماً
علواً وأمست في الظلام قنادلا

رحابٌ كأن قد شاكلت صدر ربّها
وبيضٌ كأن قد نازعته الشمائلا

.....

رأيت سيوفاً قد سللن على الثرى
وصارت لها أيدي الريّاح صياقلا

وروضٌ كعيش السائليك نضارةً
ووجهك بشراً حين تلحظ آملا

أصائله للنور لآضحت هواجراً
هواجره للطيب أضحت أصائلا

هي الدار أمست مطرح العلم فاغتدى
لها ناهل الآمال ريّان ناهلا

إذا ما انتحاها الركب لم يتطلبوا
إليها دليلاً غير من كان قافلاً

وأنت امرؤٌ أعطيت ما لو سألته
آلهك قال الناس أسرفت سائلا

وآني وإلزاميك بالشعر بعدما
تعلّمته منك الندى والفواضلا

كملزم ربِّ الدار أجرةَ داره
ومثلك أعطى من طريقين نائلا

.....

يا طالبا روحي ليبتاعها
أنت رسول الغمِّ والحسره

غدوت بالبدوة فارجع بها
لست أبيع البدر بالبدرة

.....

ولقد بلوت الأصدقاء فلم
أر فيهُمُ أوفى من الوفرِ

وكذاك لم أر في العدا أحداً
أنكى لمن عادى من الفقر

ذهب الغنى وورثت عادته
فأنا الغنيُّ وغيري المثري

وتجمعت في اثنتان ولم
يتجمَّعا في سالف الدهر

لا يبرح المقصوص موضعه
ولقد قصصت فطرت عن وكري

.....

خضبَّتني الأيام لون بياضٍ
وخضَاب الأيام ليس بناضي

وتخطتني المنون إلى شعري
فأضحى مكفناً ببياض

ولعمري إنِّي لغير لبيبٍ
في قتال الأيام بالمقراض

.....

لاحت لوجهي أنجمٌ
للشيب عُدنَ به طوالع

أودعت منهنَّ الصبّا
من لا يرى ردَّ الودائع

فقصصتهنَّ وإنّما
دهري بمقراضي أخادع

وإذا عدوَّك كان بعضك
في الخطوب فمن تقارع

.....