هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

‏الحُبُّ سرُّ الوجودِ الجامحِ الغَدِقِ
زوابعٌ في ضُلوعِ القلبِ والرَّمَقِ

إذا تنفّسَ في الأرواحِ صادقهُ
أزهى الشعورَ وسارَ الدمعُ في الحَدَقِ

يمشي خفيفًا كأنّ الريحَ تحملهُ
ويستقرُّ عميقًا دونما قَلَقِ

يُحيي يباسًا جليلًا في ضمائرنا
ويزرعُ الدفءَ بالأنسامِ والطُّرُقِ

الحبُّ نورٌ ولكنْ فيهِ عاصفةٌ
قد تُسقِطُ العمرَ في دوامة الغَرَقِ

كم عاشقٍ ضلّ في دربِ الهوى فغدا
يشكو الزمانَ ويَبكي الحُلمَ في الغَسَقِ

لكنهُ العهدُ في قلبين واتَّحدا
أزهارُهُ في الحنايا أروعُ النَسَقِ

وإن أتاكَ فكنْ للوصلِ مُبتَهِجًا
فالحبُّ ينمو على بَردٍ إلى حُرَقِ

إنْ غابَ عنكَ فذِكرى منهُ مؤنسةٌ
كأنّها طيفُ نورٍ لاحَ في الأُفُقِ

ويمنحُ الروحَ إحساسًا يجلجلُها
ويقفزُ الحرف من رقصٍ على الوَرَقِ

ويَرجعُ الصوتُ للموجوعِ إن سَكَنَتْ
في صدرهِ غُصَصُ الأشواقِ بالعَبَقِ

.....

‏إني أحبـك والمحـبّةُ بينـنا
كمُسَلّماتِ الكَونِ لا تتبدّلُ

كلّ المسائلِ قد يجوزُ نقاشُها
إلّا هــواك نقــاشــهُ لا يُقبــلُ

.....

يا قلبُ إني لا ألومكَ إنما
لومي على ذاك الذي أغواكا

بثَّ العبير على الورود وهزَّها
فتمايلتْ ورحيقها أغراكا

فمضيتَ نحو سرابها متلهفاً
وظننتَ أن الشهد قد يلقاكا

فوقعتَ في الأشواك مأسوراً وما
ذقتَ الرحيق ولا استطعتَ فكاكا

.....

‏وإذا الحناجر أفصحت عمّا بها
أثناء غُصَّتنا لكانَ نحيبا

إنّا نواري في البلاءِ دموعُنا
كِبْرَاً فتغدو في الضلوع لهيبا

يارب من للكاظمين شعورهم
إن لم تكن للكاظمين حسيبا

رباهُ مالي في حياتي رغبةً
ثوب التَصَبُّرِ قد وَهَى وأُذيبا

خذني إليك فما أقمت ببلدةٍ
إلّا غريبا يستشيرُ غريبا

.....

وأسوأُ الحبِّ حبٌ ظل منتظرا
إحدى المُحبينِ يوما يظهرُ الشغفَا

لكن كُلاّ يخاف الرفضَ فاختبأوا
خلفَ الستارِ فماتَ الحب يا أسفـا

.....

‌‎ما كنتُ أرجو منك وعدًا كاذبًا
أو غدرَ قلبٍ في المودّةِ يطمعُ

قد كنتَ في عيني الحياةَ بأسرِها
واليوم منك جراحَ قلبي توجع

فإذا رحلتُ مع السلامة دربها
فلقد كفاني ما مضى لا يرجع

.....

‏وأسير فوق مواجعي متجاسرا
فأنا الذي من دهره لا يجزع ُ

ولقد أموت ولست أبدي حسرةً
أتظن مثلي في الهوى يتوجع

وتجيئني بعد الوفاةِ معزياً
ليت التعازي بعد موتي تنفع

.....

نجلاء ُ ناجت بالتألق أنجما
مالت تراقص في الفلاة متيما

خوخيةُ النهدين قد أصغى لها
بدرٌ حسودٌ في السماء وتمتما

مالت بخصرٍ ناحلٍ ولطالما
في أعين الحسّاد أحيت مأتما

وطأت بلا نعلٍ على خد الثرى
ولذا أباح الله ان نتيمما

كل الضمائر إذ هممت بضمها
بُنيت على كسرٍ تشير للأنتما

.....

قُولوا لمَنْ سَرقُوا أرواحَنا احتَرِسُـوا
الـرُّوحُ فِـي حــرزِها والحَـدُّ مَشـرُوعُ

رَفعــتُ شَكــوايَ للقاضِــي فَبرَّأهُــمْ
لاشـيءَ يا ولدِي فِي الحُبِّ مَمنُـوعُ

.....

وإنِّي حِينَ يَظْمَأُ فِيكَ عِرْقٌ
أصُبُّ الرُّوحَ عَلَّك تَرْتَوِينِي

فَلا والله لَسْتَ شَقِيقَ رُوحِي
ولا نِصْفِي اليَسَار ولا يَمِيني

ولَكِنْ يا فدَيتُكَ أنْتَ رُوحِي
وإنِّي إذْ فَدَيْتُكَ أفْتَدِينِي

.....