هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

أظلّت علينا اليوم منك غمامةٌ
أضاءت لنا برقاً وأبطَا رَشاشها

فلا غيمُها يجلو فيأيسُ طامعٌ
ولا غيثُها يأتي فَيَروَى عِطاشُها

.....

وكَذَّبتُ طَرفي فيك والطرفُ صادق
وأسمعت أُذني منك ما ليس تسمعُ

ولم أسكنِ الأرض التي تسكنونها
لئلا يقولوا إنني بِكَ مولعُ

فلا كبدي تهدأ ولا لك رحمةٌ
ولا عنك إقصاء ولا فيك مطمعُ

.....

أروح وقد ختمتَ على فؤادي
بحبك أن يَحِلَّ به سِواكا

فلو أني استطعتُ غَمَضتُ طَرفي
فلم أنظر به حتى أراكا

وفي الأحباب مختص بوَجدٍ
وآخر يدّعي معه اشتراكا

إذا انسكبت دموع في خدودٍ
تَبَيَّنَ من بكى ممن تباكى

.....

مضت الشبيبة والحبيبة فانبرى
دمعان في الأجفان يزدحمانِ

ما أنصفتني الحادثاتُ رمينني
بمودَّ عين وليس لي قلبانِ

.....

كأن رقيباً منك يرعَى خواطري
وآخر يرعى ناظري ولساني

فما رمقت عيناي بعدك منظرا
لغيرك إِلا قلتُ قد رمقاني

ولا بدرت من فِيَّ دونك لفظةٌ
بغيرك إِلا قلتُ قد سَمِعاني

إذا ما تسلَّى العاذرون عن الهوى
بشُرب مُدامٍ أو سماع قيان

وجدتُ الذي يُسلي سواي يشوقُني
إِلى قُربكِم حتى أمَلَّ مكاني

ولا خَطَرت في السر منيَ خطرةٌ
لغيرك إِلا عَرَّجا بعِناني

وإخوانِ صِدقٍ قد سئمتُ حَديثَهم
وأمسكتُ عنهم ناظري ولساني

وما الزهدُ أسلى عنهم غير أنّني
وجدتُك مشهودي بكل مكان

.....

رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُحى
ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ

ذكرت إِلفاً ودهراً صالحاً
فبكت حزناً وهاجت حَزني

فبكائي ربما أرَّقَها
وبكاها ربما أرَّقَني

ولقد تشكو فما أفهمها
ولقد أشكو فما تفهمني

غير أنّي بالجوى أعرِفُها
وهي أيضاً بالجَوى تعرفُني

.....

نَسِيتُ اليوم من عشقي صلاتي
فلا أدري غداتي من عِشائي

فذكرك سيدي أكلي وشُربي
ووجهك إن رأيتُ شِفاءُ دائي

.....

عوَّدوني الوصال والوصل عذب
ورموني بالصد والصد صعبُ

زعموا حين عاتبوا أن ذنبي
فرط حبي لهم وما ذاك ذنبُ

لا وحسنِ الخضوع عند التلاقي
ما جَزا من يُحِبُّ الاّ يُحَبُّ

.....

وأمطَرَ الكأسُ ماءً من أبارِقها
فأنبَتَ الدُرَّ في أرضٍ من الذهبِ

وَسبّحَ القومُ لمّا إن رأوا عَجَباً
نوراً من الماء في نارٍ من العِنبِ

سلافة وَرِثَتها عادُ عن إرَمٍ
كانت ذخيرةَ كسرى عن أبٍ فأبِ

.....

قالوا تنقَّب وَزُر فقلت لهم
أشهَر ما كنت حين أنتقِبُ

إن عرفوني وأثبتوا صفتي
أصبحت دُرّاً والدرُّ يُنتَهبُ

.....