هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

تَواعَدَ ذا الخَليطُ لِأَن يَبينا
وَزايَلَنا القَطينُ فَلا قَطينا

وَإِنّي وَالمَواعِدُ كاذِباتٌ
لَيُطمِعُنا خِلابُ الواعِدينا

نُعَنّى بِالمِطالِ مِنَ الغَواني
وَهانَ عَلى المَواطِلِ ما لَقينا

وَنَظمَأُ وَالمَوارِدُ مُعرِضاتٌ
فَنَرجِعُ بِالغَليلِ وَما سُقينا

لَهُنَّ اللَهُ كَيفَ أَصَبنَ مِنّا
نُفوساً ما عُقِلنَ وَما وُدينا

لَقينَ قُلوبَنا بِجُنودِ حَربٍ
تَطاعَنُ بِالدَمالِجِ وَالبُرينا

جَلَونَ لَنا لَآلِىءَ واضِحاتٍ
أَضَأنَ بِها الذَوائِبَ وَالقُرونا

عَهِدنا الدُرَّ مَسكِنُهُ أَجاجٌ
فَكَيفَ تَبَدَّلَ الثَغبَ المَعينا

جُنونَ المُرشِقاتِ غَداةَ جَمعٍ
بِأَقتَلَ مِن نِبالِكَ ما رُمينا

وَلَم نَرَ كَالعُيونِ ظُبى سُيوفٍ
أَرَقنَ دَماً وَما رُمنَ الجُفونا

.....

أَهانَ الشَيبُ ما أَعزَزنَ مِنهُ
وَعَزَّ عَلى العَقائِلِ أَن يَهونا

جُنونُ شَبيبَةٍ وَوَقارُ شَيبٍ
خُذا عَنّي النُهى وَدَعا الجُنونا

نَرى الأَيّامَ وَهيَ غَداً سِنونٌ
وَبِالآحادِ يَبلُغنَ المِئينا

سَتُنبِئُنا النَوائِبُ ما أَرَتنا
مِنَ العَجَبِ العَجيبِ بِما تُرينا

حَلَفتُ بِمُلقِياتِ النَيِّ عوجٍ
خَوابِطَ تَطلُبُ البَلَدَ الأَمينا

حَوامِلَ ناحِلينَ عَلى ذُراها
حَوانِيَ يَنجَذِبنَ بِمُنحَنينا

يُسَقّينَ الهَجيرَ عَلى التَظامي
وَيَنعَلنَ الحِرارَ إِذا وُجينا

.....

دَع مِن دُموعِكَ بَعدَ البَينِ لِلدِمَنِ
غَداً لِدارِهِمُ وَاليَومَ لِلظُعُنِ

هَل وَقفَةٌ بِلوى خَبتٍ مُؤَلِّفَةٌ
بَينَ الخَليطَينِ مِن شامٍ وَمِن يَمَنِ

عُجنا عَلى الرَكبِ أَنضاءً مُحَزَّمَةً
أَثقالُها الشَوقُ مِن بادٍ وَمُكتَمِنِ

مَوسومَةً بِالهَوى يُدرى بِرُؤيَتِها
أَنَّ المَطايا مَطايا مُضمِري شَجَنِ

.....

دعيني أجودُ بِشِعْري عليكِ
وأرمي فؤاديَ في راحتيكِ

أنا إنْ تدَاعَتْ عَلَيَّ الليالي
فَمَنْ يحْتَويني سوى مُقْلَتَيكِ

وأيُّ ارتيَاحٍ أرومُ إذا ما
بَعُدْتُ وبيتي على ساعِدَيكِ

كأنِّي إذا بِنْتُ عنكِ أعُودُ
بِحَدْسي كَسِرْبِ حمامٍ إليكِ

ويَهْديني شوقٌ إلى كُلِّ شيءٍ
جميلٍ فريدِ الصِّفاتِ لديكِ

فيُصْبِحُ قَلْبي الصَّغيرُ غَمَامًا
يَصُبُّ الرِّضى والسَّلامَ عليكِ

.....

ما بين كلمة ليتهُ ولربما
احييت شوقاً للقاء توهما

ياويح قلبي هل اصيبة عينهُ
في حب من احببت صباً بلعما

فهمُ رمو قلبي باحرف سهمها
ادمى فؤادي صار ينزف بدما

يا من رميت وما رميت وانما
من يطلع ما فالقلوب بها رما

فبدون قصداً انت قد اطلقتها
لكن من يرمي بها رب السما

يا سادتي قولو لأرباب الهوى
اني بهم قدصار لي صدق انتما

إن يرحمو فهم الكرام وان جفو
سا أظل فيهم ما حييت متيما

ولتعلمو يا من عشقت بانكم
صرتم لمن يهواكمُ زاداً وما

فاذا خياري ان اموت بعشقكم
موتاً بقرب الماء او موت الضما

اخترت موت الماء دون تردداً
من أن امت ضمان ياعذب اللما

.....

يا من إليك غرام قلبي ينتمي
إني زرعت هواك حبا في دمي

أنت المحبة والمودة والهوى
أنت الدواء لخاطري يا بلسمي

إني اتخذتك في الحياة وسيلتي
يا ري روحي في الغرام وأعظُمي

فضع يسارك في يميني واجذب
كفي بحبٍ في هواك ومعصمي

سأظل شوقاً فيك أكتب أحرفي
ويظل ذكرك يا حبيبي في فمي

.....

كَالخَيلِ رُبِّطنَ دُهماً في مَواقِفِها
وَالبُزلِ قُطِّرنَ بَينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ

قَد جاءَتِ النَفثَةُ الغَرّاءُ ضامِنَةً
ما يوبِقُ النَفسَ مِن عُجبٍ وَمِن دَرَنِ

أَنبَطتُ مِن حُسنِها ماءً بِلا نَصَبٍ
وَحُزتُ مِن نَظمِها دُرّاً بِلا ثَمَنِ

أَنشَدتُها فَحَدا سَمعي غَرائِبُها
إِلى الضَميرِ حَداءَ الرَكبِ لِلبُدُنِ

جازَت إِلى خاطِري عَفواً وَخُيِّلَ لي
مِمّا اِستَبَت أُذُني أَن لَم تَجُز أُذُني

فَاِقتَد إِلَيكَ أَبا إِسحَقَ قافِيَةً
قَودَ الجَوادِ بِلا جُلٍّ وَلا رَسَنِ

كادَت تَقاعَسُ لَو ما كُنتَ قائِدَها
تَقاعُسَ البازِلِ المَجنوبِ في الشَطنِ

تَستَوقِفُ الرَكبَ إِن مَرَّت مُعارِضَةً
تُهدي عَقيلَتَها العَذراءَ مِن يَمَنِ

.....

من أروع ما قيل في الأب..

لو أمطرت ذهباً من بعد ما ذهبا
لاشيئ يعدل في هذا الوجود أبا

ما زلتُ في حجره طفلاً يلاعبني
تزدادُ بَسمتُهُ لي كلما تَعِبا

مهما كتبتُ به شعراً فإن أبي
في القدرِ فوقَ الذي في الشعرِ قد كُتبا

‏يا من لديك أب أهملتَ طاعته
لا تنتظر طاعة إن صِرت أنتَ أبا

فالبِرُّ قرض إذا أقرضته لأبٍ
يُوفيكَهُ ولد والبِر ما ذهبا

لا تنتظر موتهُ صِل في الحياةِ أباً
لاينفع الدمع فوقَ القبرِ إن سُكبا

.....

ظَمائي إِلى مَن لَو أَرادَ سَقاني
وَديني عَلى مَن لَو يَشاءُ قَضاني

وَلَو كانَ عِندي مُعسِراً لَعَذَرتُهُ
وَلَكِنَّهُ وَهوَ المَليءُ لَواني

رَمى مَقتَلي وَاِستَرجَعَ السَهمَ دامِياً
غَزالٌ بِنَجلاوَينِ تَنتَضِلانِ

أَأَرجو شِفاءً مِنهُ وَهوَ الَّذي جَنى
عَلى بَدَني داءَ الضَنى وَشَجاني

.....

وَإِنَّ قُعودي أَرقُبُ اليَومَ أَو غَداً
لَعَجزٌ فَما الإِبطاءُ بِالنَهَضانِ

سَأَترُكُ في سَمعِ الزَمانِ دَوِيَّها
بِقَرعي ضِرابٍ صادِقٍ وَطِعانِ

وَأَخصِفُ أَخفافاً بِوَقعِ حَوافِرٍ
إِلى غايَةٍ تَقضي مُنىً وَأَماني

فَإِن أَسرِ فَالعَلياءُ هَمّي وَإِن أُقِم
فَإِنّي عَلى بِكرِ المَكارِمِ باني

وَإِن أَمضِ أَترُك كُلَّ حَيٍّ مِنَ العِدا
يَقولُ أَلا لِلَّهِ نَفسُ فُلانِ

أُكَرِّرُ في الإِخوانِ عَيناً صَحيحَةً
عَلى أَعيُنٍ مَرضى مِنَ الشَنَآنِ

.....