هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

في اليَأسِ لي عِزٌّ كَفاني ذُلّي
يَشرِكُني في المَوتِ كُلُّ خِلِّ

وَلَستُ مِمَّن فَضلُهُ مِن فَضلي
وَالسَيفُ راعٍ إِبِلي في المَحلِ

يَسوقُها إِلى قُدورٍ تَغلي
تُرقِلُ فيها بِالقُدورِ الجُزلِ

إِرقالُها وَالسَيرُ تَحتَ الرَحلِ
رَأَيتُ بِالجودِ عُيوبَ البُخلِ

.....

سَقياً لِأَيّامٍ مَضَت قَلائِلِ
إِذ آلَ في عُذرِ الشَبابِ الجاهِلِ

وَأَمَلي مُطيعُ قَلبِ الآمِلِ
وَلِمَّتي مَصقولَةُ السَلاسِلِ

أَحكُمُ في أَحكامِ دَهرٍ غافِلِ
فَقَصَّرَ الحَقُّ عِنانَ الباطِلِ

وَوَعَظَ الدَهرُ بِشَيبٍ شامِلِ
وَشَكَّني بِأَسهُمٍ قَواتِلِ

.....

إِذا أَنا لَم أُجزِ الزَمانَ بِفِعلِهِ
تَقَلَّبَ مِنّي الدَهرُ في جانِبٍ سَهلِ

عَرَضتُ فَما أُعطي الحَوادِثَ طاعَةً
وَلَيسَ يُطيعُ الحادِثاتِ فَتىً مِثلي

إِذا ضَحِكَت حَربٌ عَنِ البيضِ وَالقَنا
رَأَيتَ الدُموعَ الحُمرَ تَجري عَلى نَصلي

أَبَينا لِمالٍ أَن نَصونَ كَرامَةً
عَنِ الضَيفِ وَالعافينَ في الخَصبِ وَالمَحلِ

وَنُصلِحُ ما أَبقى لَنا مِنهُ جودُنا
لِنَجرِيَ ما عِشنا عَلى عادَةِ الفَضلِ

.....

قُل لِلَيّالي ما أَرَدتِ فَاِصنَعي
إِنَّ الَّذي أَبلَيتِهِ لَن يَرجِعِ

مِنَ الشَبابِ فَأَجِدّي أَو دَعي
وَأَنتِ قَد أَودَعتِ شَرَّ مودَعِ

تَقَرُّحٌ في بَدَني وَأَضلُعي
وَضَعفُ صُلبي وَاِشتِكاءُ أَخدَعي

بِوَجَعٍ نَظيرُهُ لَم أَيجَعِ
ما فِيَّ يا عاذِلُ مِن مُستَمتَعِ

.....

يا نَفسِ صَبراً لَعَلَّ الخَيرَ عُقباكِ
خانَتكِ مِن بَعدِ طولِ الأَمنِ دُنياكِ

لَكِن هُوَ الدَهرُ لُقياهُ عَلى حَذَرٍ
فَرَبُّ حارِسِ نَفسي تَحتَ إِشراكِ

.....

أَلا تَسلو فَتَقصُرَ عَن هَواكا
أَلا وَمَشيبُ رَأسِكَ خانَ ذاكا

أَراكَ تَزيدُ حِذقاً بِالمَعاصي
إِذا ما طالَ في الدُنيا مَداكا

.....

دَعوني وَنَفسي بارَكَ اللَهُ فيكُمُ
أَما لِأَسيرِ الغَيِّ مِن لَومِكُم فَكُّ

إِذا لَم يَكُن لِلرُشدِ وَالنُصحِ قابِلاً
فَسُخطُكُمُ جَهلٌ وَلَومُكُمُ مَحكُ

.....

جَرَت حَرَكاتُ الدَهرِ فَوقَ سُكونِها
فَذابَ كَذَوبِ التِبرِ أَخلَصَها السَبكُ

وَأَدرَكَ مِنها الآخَرونَ بَقيَّةً
مِنَ الرَوحِ في جِسمٍ أَضَرَّ بِهِ النَهكُ

فَقَد خَفِيَت مِن صَفوِها فَكَأَنَّها
بَقايا يَقينٍ كادَ يُدرِكُهُ الشَكُّ

.....

يا قَرمَطِيّونَ هَلّا قامَ قَبلَكُمُ
كَمِثلِ ما قامَ قَبلَ البَعثِ أَو تُرِكا

أَما عَلِمتُم بِأَنَّ اللَهَ أَطلَقَهُ
لا تَذكُروا بَعدَهُ مُلكاً وَلا مِلكا

.....

وَيحَكَ بَل وَيبَكَ بَل وَوَيكا
إِنَّ يَدَيكَ قَد جَنَت عَلَيكا

شَرّاً تَعَضُّ دونَهُ كَفَّيكا
فَلا تَدَعني كُربَةً إِلَيكا

وَمِن كِلا أُذنَيكَ لا لَبَّيكا

.....