هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

وَإِنّي لَأَنوي هَجرُهُ فَيَرُدُّني
هَوىً بَينَ أَثناءِ الضُلوعِ دَفينُ

فَيَغلُظُ قَلبي ساعَةً ثُمَّ أَنثَني
وَأَقسو عَلَيهِ تارَةً وَأَلينُ

وَقَد كانَ لي عَن وِدِّهِ كُلُّ مَذهَبٍ
وَلَكِنَّ مِثلي بِالإِخاءِ ضَنينُ

وَلا غَروَ أَن أَعنو لَهُ بَعدَ عِزَّةٍ
فَقَدرِيَ في عِزِّ الحَبيبِ يَهونُ

أبو فراس الحمداني

شَفِّعيني يا شُرُّ في رَدِّ نَفسي
فَلَقَد طالَ حَبسُ قَلبي لَدَيكِ

وَأذَني في الرُقادِ لي إِنَّ عَيني
تَستَعيرُ الرُقادَ مِن عَينَيكِ

أَو هَبي لي صَبراً أَرُدُّ بِهِ الدَمعَ
فَإِنّي أَخافُ دَمعي عَلَيكِ

.....

أَيا زاعِماً أَنَّ الفَضائِلَ حازَها
أَبوهُ اِستَمِع قَولاً يُزيلُ هَراكا

كُنِ اِبنَ سَعيدٍ إِن تَشا وَاِبنَ طَلحَةٍ
بِجاهِ أَبي أَسقى الإِلَهُ أَباكا

.....

كَأَنَّ المَطايا إِن غَدَونَ بِسُحرَةٍ
تَرَكنَ أَفاحيصَ القَطا في المَبارِكِ

فَلا جَزَعٌ إِن رابَ دَهرٌ بِصَرفِهِ
وَبَدَّلَ حالاً فَالخَطوبُ كَذَلِكِ

لَنا إِبِلٌ مِلءُ الفَضاءِ كَأَنَّما
حَمَلنَ التِلاعَ الحُوَّ فَوقَ الحَوارِكِ

وَلَكِن إِذا اِغبَرَّ الزَمانُ تَرَوَّحَت
فَجاءَت عَلَيهِ بِالعُروقِ السَوافِكِ

.....

أَبَرُّ عَلى الأَعداءِ مِنّي اِبنُ حُرَّةٍ
جَرِيٌّ عَلى الشَحناءِ عَفُّ المَسالِكِ

أَقَمتُ لَهُم سوقَ الجِلادِ بِمُنصِلي
وَعَلَّمتُهُم طَعنَ الكُلى بِالنَيازِكِ

وَما العَيشُ إِلّا مُدَّةٌ سَوفَ تَنقَضي
وَما المالُ إِلّا هالِكٌ عِندَ هالِكِ

.....

أَيا دَهرُ لا تُرعي عَلَينا وَلا تُبقي
فَرِفقاً بِنا بَل لا أَرى لَكَ مِن رِفقِ

فَكَم مِن حَبيبٍ قَد شَقَقتَ ضَريحَهُ
وَأَسكَنتُهُ بَيتاً هُوَ البَيتُ مِن حَقِّ

.....

رَحَلنا المَطايا مُدلَجينَ فَثَمَّرَت
بِكُلِّ فَتىً غَمرٍ إِلى المَوتِ سَبّاقِ

أَطِلنا السُرى حَتّى كَأَنَّ عُيونَها
زُجاجاتُ جاماتٍ أُديرَت عَلى الساقي

.....

كَأَنَّ أَرواحَ أَهلَ العِشقِ سائِرَةٌ
إِلى جَمالِكَ بِالتَقريبِ وَالعَنَقِ

تَؤُمُّ كَعبَةَ حُسنٍ خالُها حَجَرٌ
في الخَدِّ أَسوَدُهُ في أَبيَضٍ يَقَقِ

.....

أَهدَت إِلَيَّ الَّتي نَفسي الفِداءُ لَها
الوَردُ نَوعَينِ مَجموعَينِ في طَبَقِ

كَأَنَّ أَبيَضَهُ مِن فَوقِ أَحمَرِهِ
كَواكِبٌ أَشرَقَت في حُمرَةِ الشَفَقِ

.....

أَتَعمُرُ بُستاناً زَكا لَكَ غَرسُهُ
وَتَخرِبُ وُدّاً مِن خَليلٍ مُوافِقِ

فَأَعجَبُهُ كَرمٌ يَرِقُّ نَباتُهُ
وَإِغداقُ عيدانٍ رُواءِ الحَدائِقِ

يَقيلُ الحَمامُ الوُرقُ في شَجَراتِهِ
فَمِن هادِرٍ يَدعو الإِناثَ وَصافِقِ

وَجَيّاشَةٍ بِالماءِ طَيِّبَةِ الثَرى
تَغورُ عَلى أَيدي السُقاةِ الدَوافِقِ

وَما ذاكَ إِلّا خَدعُ دُنيا وَزُخرُفٌ
وَأَسبابُ إِنفاقٍ لِمالِكَ ماحِقِ

لَعَلَّكَ في الأَرضِ الَّتي لَكَ واجِدٌ
بِنا بَدَلاً كَلَّ وَرَبِّ المَشارِقِ

.....