ديوان قصائد لشعراء المملكة العربية السعودية (متجدد)☘️☘️

قصيدة يُبدي المودةَ مُؤنسيْ
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


يُبدي المودةَ مُؤنسيْ

ويغيبُ ثمَّ ويرتدِدْ

كالموجِ غازلَ شاطئاً

يدنو إليهِ ويبتعدْ

قصيدة التقاط الفصول
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


لا ينحني إلا ليلتقط الفصولْ

ويطيل صمتا كي يُدهلزَ ما يقولْ

ويجيءُ حيناً بعد حينٍ زائرا

كالماء ترشفُ ريقَهُ شفةُ الحقول

مثل المقدَّس حين سار مجللا

والكلُّ يلمَس جسمَهُ يرجو القبول

كم صالَ في دنيا الخيالِ بفكرهِ

والوزن سرج والقوافي هي الخيول

كم أوجزتْ فيه القريحةُ صورةً

لكنَّ معنى ما اختصرت لكم يطولْ

هذا هو الشعرُ الذي ينتابني

فيصيبُ بالدهَشاتِ أذهان الفحولْ

كالظلِ يعكس صورةً لدواخلي

هلَّا خرجت على المحافل يا خجولْ!

كم قد كدحنا كي ينالَ منالهُ

لكنَّ شيئاً دون شهرته يحولْ

سأُدوزنُ الغاياتِ لحنَ كمنْجةٍ

لا تسأموا فأنا على وشكِ الوصولْ

قصيدة كاتوتا: إحراج سؤال
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


يتساءلون بلهفةٍ لا
تَرْعَوي إلا إذا كشطوا الأنا
فهناك جمّدتُ السؤالَ فلم أجبْ.

قصيدة بئرٌ معطلةٌ الكامل
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


بئرٌ معطلةٌُ وحوضٌ دارسٌ

هَجَرَ الدِّلاء أساورٌ وبنانُ

مأثورةٌ ترك النُّدوبَ بجيدها

أثَرُ الرِّشاءِ بحيثُ قام حِسَانُ

من كرِّ مكْرِ الغانيات بصخرها

فاسلمْ بنفسك أيُّها الإنسانُ!

دمنٌ دواثرُ والمغاني أقفرتْ

صمُّ المعَاهِدِ خانها الخلان

إنِّي تذكرت الهوى وزمانَها

فتحدرت فوق اللُّجين جُمانُ

النَّفسُ تمرض والجُسوم صحيحة

مرضُ النفوس توهمٌ، وذهانُ

طبُّ النَّفوس عناق صبٍّ هاجرٍّ

طبُّ الجسوم مشاربٌ ودِهانُ

تتأنق اللفظَ الجميل لردِّها

يُشجيْك منها لؤلؤٌ، مرجانُ

جمع الجمال فنونه في دُميةٍ

لو شئتُ قلت بإنَّها أشجانُ

فمن الجَمال وسَامةٌ وقِسَامةٌ

ومن الجمالِ مقالةُ ولسانُ

اللَّوْذَعيُّ إذا تحدث في الورى

قلتَ:المحدثُ للورى سَحْبَانُ

وإذا تتبع عازِباً في شاردٍ

في الشِّعر قلتَ: كأَنَّما حسانُ

متمدِّنٌ في الفكر إلإ إنَّه

يهديه آيٌ محكمٌ، وأَذان

منْ معْشر الجُود الذِين همُ إذا

ظَلمَ الزَّمانُ على الزَّمانِ أعانوا

أهلٌ لمَيسرةٍ ودارُ مَسرَّةٍ

يلقاك فيه بشاشةٌ وخِوانُ

فهمُ البَرآءُ من النَّقيصةِ كلِّها

وهمُ لهامةِ عصرنا تيجانُ

قَفْوِ المكارمِ بالمكارمِ دأْبُه

ولكلِّ جودٍ عنده إبَّانُ

فعطاؤكم ماءٌ لبارقةٍ إذا

مسَّ البسيطةَ ماستِ الأغصانُ

لكأنما أنت السحاب بسحِّه

وكأنَّ أنت وقطرنا صنوانُ

مبثوثُ خيرك لا ينامُ سحابه

تغفو الأنام وجودكم يقظانُ

حاز المكارم فارسٌ أو شاعرٌ

ما المجدُ إلا صارمٌ وبيانُ

قد شاع ذكرك بالحجاز ورنَّمتْ

بعد العراقِ بصيتكم لبنان

ما أنت إمعةٌ يقول لقائلٍ

معكمْ أنا! فيقوده شيطانُ

لا بلْ وُزعتَ على الفضيلة فطرة

ولأنت في سننِ الهدى سلطانُ

قد فتُّ في صنع القريض مراكضاً

فإذا المُحاول ظالعٌ حسرانُ

وبدعتُ معنىً في القريض مجدداً

فمشى بقوديَ إنسهم والجَان

لوددت أنّيَ بالقريض وفيتكم

حقاً فتَشْرُفُ حينها الأوزانُ

ما زلتُ ألْهَجُ بالثناء عليكم

حتَّى تطبَّعَ بالثّناء لسانُ

آهٍ لحبِّك يا محمدُ! إنه

أضحى صريحَ عدوّه الكتمان

قصيدة شعر موضون: صهيل قافية
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


يتسكعون على رصيف قصائدِ
والشعر يأنف مِنْ تفلسفِ جاحدِ
فالوزن بحر فيه موج مكائدِ
وأرى القوافيِ في ثياب مُعاندِ
........
الشعر يأنف من تفلسف جاهلِ
لا يهتدي للشعر لفظ الخابلِ
وأرى القوافيَ لا تلينُ لغافلِ
كالصافنات تذم نهجَ تخاذلِ
........
لا يهتدي للشعر لفظ الأحمقِ
سأل الكناية زورة بتشوقِ
كالصافنات إذا عدون بمأزقِ
قالت له يوم القيامة نلتقي
.........
سأل الكناية أن تمنَّ لراغبِ
ما بين لفظٍ ناقمٍ أو عاتبِ
قالت له يوم القيامة، صاحبي!
وأنا أراقب في حماسة طالبِ
...................
ما بين لفظٍ قائمٍ أو قاعدِ
يتسكعون على رصيف قصائدِ
وأنا أراقب موجَ معنى وافِدِ
فالوزن بحر فيه كلُّ مكائدِ

قصيدة الفتى وشعره
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


ولربَّمَا ماتَ الفتَى وقصيدُهُ

حيٌّ يقومُ مقامَهُ في المُنتدَى

يُهدِيهِ أَوسِمةً ويرفعُ ذكرَهُ

والنَّاسُ تنصفُ من يغيِّبُهُ الرَّدَى

قصيدة إبحار نحو الوطن
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


يَسْتَبْحِرُ الشِّعرُ والمُدَّاحُ في وطني

مدحًا وتبقى لنا يا موطني البَحْرَا

يُحرِّكونَ مَجَاديفَاً مُمَوسَقةً

على بُحورِ قصيدٍ أطربَ الصخْرَا

قد أعلنوا الصَّومَ عن خُودٍ وقافيةٍ

وفي ولائِكِ شعرَاً أعلنوا الفطْرَا

إنِّي عشقتُكَ عشقَاً لا رياءَ بهِ

وحازَ حبُّكَ منِّي القلبَ والفكْرَا

وأعشقُ الأثْلَ والسَّعْدانَ يا وطني

لأنها مِنكَ عشقي النخلَ والسِّدْرَا

وأعشقُ السَّهلَ والغِيرانَ في جبلٍ

وأعشقُ الشِّعْبَ والوُديانَ والقَفْرَا

حتَّى السحابُ الذي مرَّتْ قوافِلُهُ

على سمائِكَ في روحي لها ذكْرَى

فيكَ المطافُ ومسعى خيرِ مَنْ رئِمَتْ

على رضيعٍ فراحتْ تنظُرُ القَطْرَا

فيك المَقامُ لبَانٍ شَادَ قبلتَنَا

والصَّخرُ يحفظُ آثارَ البِنَا ذُخْرَا

فيك النبيُّ الذي أسرى به مَلَكٌ

على البُراق وجلَّ اللهُ كمْ أسْرَى

فيك الرسولُ وعينُ اللهِ تحرسُهُ

والوحي غضٌّ وآياتُ الهدى تَتْرَى

وخيرُ قبرٍ لخيرِ الخلقِ في وطني

بِهِ يَتَيْهُ على شمسِ الفَضَا قَدْرَا

عِطْرُ النبوةِ ما أزكى نسائِمهُ

لَمْ ينسَ مِنْ موطني شِبْرَاً ولا فِتْرَا

لنَا سدانةُ بيتِ اللهِ نحفظُهُ

وخدمةُ الحجِّ من أمجادِنَا الكُبْرَى

الفضلُ للهِ ذي الإحسانِ مِنْ قِدَمٍ

فضلُ الإلهِ علينا يُوجبُ الشُّكْرَا

المَجدُ في الأرضِ مَقْسُومٌ ومُقتَسَمٌ

وأنتَ يا موطني قد حزتُهُ حَكْرى

هُنَا البدايةُ والوسْطَى وخاتِمَةٌ

هنا القَداسةُ في الأولى وفي الأخْرَى

إنْ تُعْجِزِ الشِّعرَ والرُّجَازَ يا وطني

مجدا لقينا لهم في عجزهم عذرا

قصيدة لو مُثِّلَ الشَّوقُ في عينيَ إنسانا البسيط
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


لو مُثِّلَ الشَّوقُ في عينيَ إنسانا

وراحَ يخْطُرُ في الأسواقِ نشوانا

وقام ينفْثُ في الأكبادِ فتْنَتَهُ

بوصلِ كلِّ مَليْحِ الوجْهِ مَنَّانا

لما استزدتُ يقيناً غيرَ ما عَلِمتْ

نَفْسٌ ترى الحبَّ والأشواقَ خُسرانا

يا منْ يرى الحبَّ والأشواقَ جَنَّتَه

وبات من كأسِ مَكْرِ الغِيْدِ سَكْرَانا

ألا اعتبر حالنا والحالُ واعظةٌ

وأبْلَغُ الوعظِ ما تلقاهُ إنسانا

رمَى بِنا الحبُّ في قَعْرٍ لمًظْلِمةٍ

وجَزَّ من مكره في الكفِّ أشْطَانا

عشقٌ برانا ورحنا نستزيد ضنىً

فسيد العشق والعشاق أشقانا

قصيدة لن تغرس الغرس حتى تجرح الأرضا
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


أقبل على النصح لا تبد له بغضا

واحذر كلام أناس حسد مرضى

والنصح صعب على الأرواح وطأته

لن تغرس الغرس حتى تجرح الأرضا

قصيدة ترتاح نفسي إن نظرت لحسنها
الشاعر: عبده فايز الزبيدي عبده فايز الزبيدي


ترتاحُ نفسيَ إنْ نظرتُ لحُسنها

وهناكَ حُسنٌ يُرهقُ الأعصابَا

وتأمُّلي فيها يثيرُ مشاعري

وأخالُ نفسيَ قد قرأتُ كِتابَا

في عينها اخُتُزِل الجمالُ بنظرةٍ

ولها قوامٌ يَبعثُ الإسْهابَا

كالشمسِ خلفَ الغيمِ وجهُ مَليحةٍ

فجمالها ضَربتْ عليهِ نِقابَا

ويعودُ مَن يرجو الوِصالَ بخيبةٍ

مثلَ الذي يَنْوي يصيدُ سَحابَا