هنا الشعر الفصيح ومايتعلق به

يبقى الصباحُ على الصفاء دليـلا
‏مهما يكـنْ ليــلُ العنـــاءِ طويــلا

‏فانظر إلى وجه الصباح و حُسنه
‏تـرى حيـاتك واحــةً و حقـولا

‏لكل قلب أشرق لشروق يوم جديد
‏لكل قلب تفتحت له أزهار الوجود


‏

.......

ولا تظلِمَنَّ النَّاسَ ما فِي يَديهِمُ
ولا تَذكُرنْ إفكًا ولا تَحسُدنْ خَلْقَا

تعوَّد فِعالَ الخيرِ جمعًا فكلُّ مَدا
تعوَّدَهُ الإنسَانُ صَارَ لهُ خُلُقَا


.......

نجدد العهد بالأحباب إن غابو
‏ونطرق الباب إن لم يطرق الباب

‏ذكراهم في ثنايا الروح ماثلة
‏وطيفهم كنسيم الصباح ينساب

‏مالعيش لولا الأماني إذ تعلمنا
‏وصحبة تجمل الدنيا وأحباب


.......

ونفسُ المرء في جنبيهِ نصلٌ
ولسنَ بغير حاملها النِصالُ

فكم رجلٍ ترى فيهِ صبياً
وكم من صبْيةٍ وهمُ رجالُ



الرافعي

‏كبرتُ على العتابِ فلا تظنّي
‏بأنّي غاضبٌ جداً وعاتِبْ

‏فإنْ عدنا سيسعدني كثيراً
‏وإنْ كلّا ؟ فكم ودّعتُ غائِبْ

‏أنا رجلٌ على النسيانِ صعبٌ
‏وجذري في سحيقِ الدهرِ ضاربْ

‏وحيدٌ رغبةً، كرهاً كأنّي
‏بما لا أشتهي وأريدُ راغبْ

‏مررتُ عليكِ مبتلَّ النوايا
‏مرور الريحِ أشرعةَ المراكبْ

‏ولخّصتُ الحضارةَ فيكِ شِعراً
‏فمغلوبٌ هنا وهناكَ غالبْ

‏أحاطَ بكِ الجمالُ حدودَ عقلي
‏كمقتولٍ تحيطُ بهِ النوادبْ

‏أحبّكِ لم أزلْ وأظلُّ دوماً
‏كما في لجّةِ العتمِ الكواكبْ

‏ولو أحببتِ من بعدي سأبقى
‏فغيري لو يطولُ هواهُ ذاهِبْ


.......

إِنَّ الكمال أَصابَ في مَحْبُوبَتي
لما أَصابَ بِعيْنِه عَيْنيْها

زادَتْ حلاوتُها فصِرت تَخالُها
وَسْنى وقد أَسَرَ الكرَى جَفْنيْها

وكذا علمتُ وللدَّبيب حَلاوةٌ
فكأَنَّني أَبداً أَدبُّ عليها

ولئن عَدِمْت السكرَ من أَلحاظِها
فلقد وَجدْتُ السكرَ في شَفَتيها

ابن سناء الملك

يا من يلومُ فؤادي في محبته
الريحُ تجري بلا إذنٍ من السُفُنِ

ما حيلتي؟ وهو بعضٌ من دمي و لهُ
أحداقُ عيني و صوتُ الحُبّ في أُذُني

ما استأذنَ القلبُ يومًا في محبّته
و ليسَ إن جئتُ أشكو الحُبّ يسمعُني

عقلي إذا قلتُ: لا ، فورًا يطاوعني
والقلبُ إن قلتُ: لا، يمضي و يتركُني


.......

‏العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوي وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ

إِن كانَ لَيسَ مِعي فَالذِكرُ مِنهُ مَعي
يَراهُ قَلبي وَإِن قَد غابَ عَن بَصَري


.......

‏ماعاد تكرارُ هذا الخوفِ يرعبُني
‏ولا الأماني التي تهوي من القِمَمِ

‏ما أهتزت النفسُ من همٍ و نائبةٍ
‏أنا الضريرُ فما خوفي من الظُّلَمِ


.......

‏ولقَد رأيتُك في المَنامِ فَلَم أَقُم
‏إنَّ المَنامَ يُخَفّفُ الآلامَ

‏وَلقَد ذَكرتُك في صَلاتي غَفلةً
‏فأقَمتُ مِن بَعدِ الصَلاةِ قِيامَا

‏شَوقِي إليك مَحِلّهُ في خَاطِري
‏وَالشَّوقُ باتَ فَريضَةً وَلزَامَا

‏يُربي على رُوحِ الحَبيبِ صَبابَةً
‏فَورَبِّ رُوحي مَالقِيتُ سَلامَا


.......